هدّد تنظيم الإخوان الإرهابى، بتنفيذ عمليات إرهابية حال إعدام محمد مرسى، الرئيس المعزول، فى أىٍّ من القضايا التى يُحاكم فيها، فى الوقت الذى حكمت فيه محكمة جنايات القاهرة، أمس، بإعدام 6 فى قضية التخابر مع قطر، وعلى «المعزول»، بالمؤبد، إضافة إلى 15 سنة فى الاتهامات الموجّهة إليه.
واستند «التنظيم» فى تهديده، إلى رأى من يُسمّون أنفسهم بـ«هيئة علماء الثورة المصرية»، وهم مجموعة من مشايخ وأنصار «الإخوان» يعتمد عليهم «التنظيم» فى الفتوى، وأصدروا قبل ذلك ما سُمى بـ«بيان الكنانة»، الذى طالب صراحة بتبنى العنف لإعادة «مرسى» إلى الحكم مرة أخرى.
مشايخ «التنظيم»: لا بد من مقاومة الأحكام بكل الطرق والقصاص له.. وقيادى هارب: السلمية ليست حلاً و«عبدالماجد»: حمقى ومغفلون.. و«نعيم»: الجماعة فى حالة ضعف شديد وتهديدات أعضائها لا محل لها من الإعراب
وقالت الهيئة فى بيان لها، أمس: «للرئيس مرسى بيعة شرعية صحيحة لازمة فى أعناق المصريين جميعاً، لا يحل لأحد نقضها أو التنصُّل منها، وقد أمرتنا الشريعة بإعانته على من ينازعه، بل وضرب عنق من ينازع صلاحياته». وشدّدت على ضرورة مقاومة الأحكام الصادرة تجاه الرئيس المعزول وكل من يؤيده، مضيفة: «يجب مقاومة تنفيذ الأحكام الصادرة، بكل السبل، ويُثاب شرعاً من عرقلها وعطلها ومنع وقوعها». وهدّدت بأنه فى حالة تنفيذ حكم الإعدام بحق «مرسى»، فإنها ستقتص من كل من أسهموا فى عملية الإعدام، فى إشارة إلى كبار المسئولين فى الدولة.
من جانبه، قال الشيخ سلامة عبدالقوى، عضو مجلس شورى الإخوان الهارب وعضو الهيئة، تعليقاً على إنهاء حكم «الإخوان» وطريقة «التنظيم» فى التعامل مع الأحداث حالياً، إن السلمية ليست الحل، وما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، زاعماً أن «الأمة الإسلامية فى حالة اقتتال، وعليها أن تدافع عن نفسها بشتى السبل».
واعترف «عبدالقوى»، خلال لقائه ببرنامج «إنى أعترف»، على فضائية «مكملين» الإخوانية ويقدمه حمزة زوبع، أنه وقع على بيان «نداء الكنانة»، مبرراً ذلك بضرورة «الدفع» حتى لو خالف ذلك قانون الدولة، لرد الاعتداء عن المظلومين.
وتكونت الهيئة المزعومة، بعد ثورة 30 يونيو، وهى امتداد لما سموه بلجنة «البحوث والدراسات الشرعية التابعة لقسم نشر الدعوة بالجماعة»، وبعد دمج ملف نشر الدعوة فى ملف الوعى أصبحت الهيئة ضمن ملف الوعى لتنظيم الإخوان، ووظيفتها الرئيسية توفير الفتاوى الشرعية لعملية القتل والعنف، وأصدرت فى وقت سابق وثيقة باسم فقه المقاومة الشعبية، تضمّنت فتاوى لتبرير الكثير من العمليات الإرهابية واستنزاف المؤسسات العامة من خلال عمليات العنف.
فى سياق متصل، عقد تنظيم الإخوان، أمس الأول، مؤتمراً فى أمريكا، حضره عدد من أعضاء الكونجرس، ومسئولون فى منظمات حقوقية دولية، بمناسبة الذكرى الرابعة لتنصيب «مرسى»، رئيساً لمصر. وقال الإخوان فى البيانات التعريفية للمؤتمر إن يوم الجمعة الماضى وافق نهاية الفترة الرئاسية لـ«مرسى» إذ لم يجرِ عزله. وهاجموا عدداً من قيادات النظام المصرى، لعزلهم الرئيس الإخوانى.
ووصف عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الهارب إلى قطر، الإخوان، ووصفهم بالحمقى الذين ما زالوا يتحدثون عن شرعية «مرسى» حتى الآن، مضيفاً فى تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «الرجل يلبس البدلة الحمراء، بينما دراويش الشرعية يتعاركون هل تنتهى فترته الرئاسية 30 يونيو، أم أنها ستمتد 3 سنوات، أيها التاريخ اكتبها بسرعة، فى كتاب أخبار الحمقى والمغفلين».
وقال خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق لـ«الوطن»، إن تهديدات الإخوان، تمثل استهلاكاً إعلامياً لأشخاص غير مسئولين بـ«التنظيم»، أما بقية قيادات الإخوان فتحاول الظهور بأى طريقة على أنها سلمية، رغم انتهاجها العنف بشكل غير مباشر، مضيفاً: «هؤلاء يسعون لتحسين صورتهم أمام الغرب، خصوصاً أن الإخوان الآن فى حالة ضعف شديد ولا تستطيع مواجهة الشعب ولا الدولة، وهم يحاولون لملمة الشمل مرة أخرى والقضاء على الانشقاقات والخلافات الداخلية».
وتابع: «التهديد بتنفيذ عمليات العنف هو عبارة عن تنفيس لغضب الإخوان فى ظل الأزمات التى يعانيها التنظيم، وأتصور أنه سيسعى لتغيير شكله ومنهجه تغييراً جذرياً، لأنه الحل الوحيد لإنهاء أزماته، وفى حال عدم حدوث ذلك ستزداد عزلته عن الشعب يوماً بعد يوم، إلا أن التنظيم لن يستطيع تنفيذ عمليات عنف كبيرة، سواء فى صعيد الدلتا أو بسيناء، فخلال الأشهر الماضية لم تحدث أى عمليات كبيرة سوى حادث حلوان، وتم القبض على المشاركين به، فالأجهزة الأمنية تحكم قبضتها على الدولة بشكل قوى».
وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية لـ«الوطن» إن تنظيم الإخوان انتهج العنف خلال الفترة الماضية، وشكل جماعات مسلحة أشبه بالتنظيم الخاص، فخرج من مرحلة الثورية الزائفة إلى مرحلة الفوضى ونشر العنف العشوائى، مشيراً إلى أن العنف الذى ينتهجه الإخوان عنف عشوائى ليثبتوا للتنظيم الدولى أنهم ما زالوا موجودين.
وتابع: «الإخوان يتحركون على جميع المستويات، فهم يستخدمون حرب العصابات فى مواجهة الدولة ويعملون أيضاً على كسب أكبر عدد من الشباب الإسلامى لتنفيذ أفكارهم، ومن الضرورى للدولة فى المرحلة المقبلة التعامل بهدوء مع الشباب ومحاولة احتوائه واستيعابه نفسياً وعلى الأجهزة الأمنية أن تتعامل مع المجموعات التى تتبنى العنف والفوضى بكل حسم لأنها خطر يهدد المجتمع»، لافتاً إلى أن «التنظيم» ينتقم بعد أن فشل فى تعبئة الشعب بمصطلحات عن الشرعية الزائفة والدفاع عنها.
وقال نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد السابق، إن تهديدات الإخوان بالتصعيد للعنف كلها لا محل لها من الإعراب، خصوصاً أن التنظيم فى حالة ضعف شديد، لكنه سيتعاون مع جماعات تكفيرية أخرى كأنصار بيت المقدس وداعش والذئاب المنفردة، لتنفيذ عمليات العنف، إلا أن الأجهزة الأمنية ستتصدى لها وتردعها قبل أن تحدث.
وتابع «نعيم»: «الإخوان فكرهم ملوث، ومدعومون من المخابرات الغربية لتفتيت المنطقة، وينطبق عليهم وصف كلاب جهنم، لأنهم أسسوا الجماعات الإرهابية، فمن ينفذون التفجيرات خوارج، والشرطة ستتعامل معم وتقضى عليهم، والخطورة فى الوضع أن التنظيم يستهدف المدنيين فى الموالد والمدارس وهذه هى عقيدته».