د. مينا ملاك عازر
أغلق القضاء المصري ملف قضية التخابر المتهم فيها مرسي بالتخابر مع قطر، أصبح مرسي مداناً كما أنه مدان في عديد من القضايا الأخرى، مرسي لديه حكم بالإعدام و85 سنة سجن، مرسي - رئيس مصر السابق- للأسف وللأسف هنا على كونه كان رئيس لمصر في يوم من الأيام وليس لكونه سابق، ارتكب عدة جرائم بحماقة جعلته تحت طائلة القانون، وقد باعته الجزيرة القطرية حين سربت وثائق سبق سربها هو للمخابرات القطرية ما لم يجعل له فرصة للنجاة، مرسي تحت طائلة القضاء المصري الذي قال كلمته، مرسي خائن لا مراء في ذلك.
السؤال هنا، هل لنا دروس في أوراق تلك القضية، نعم للجميع دروس بدايةً من رئيس جمهوريتنا الرئيس السيسي وحتى أصغر طفل، وأول هذه الدروس وأهمها أنها لا يوجد في السياسة أخوة واشقاء، فلا تأمن لأحد في السياسةما دامت مصلحته تتعارض مع مصلحتك، وما دام هناك فرصة لأن يقتلك ويعتلي جثتك.
هذا درس قاسي لا جدال لكنها الحقيقة، الكل يريد أن يكسب، ومسألة الفروسية والنبل في السياسة غير موجودة، ها هي قطر تهتبل الفرصة ما دامت وصلت لها وتزج بجواسيس علينا قد يقول قائل أن ذلك لم يتم لحسابها لكن لحساب دول أجنبية أخرى تقف من وراء قطر، لكن حتى لو سلمت بهذه المسألة فلن أستطيع أن أغض نظري أبداً عن أن قطر قبلت هذا، وغضت بصرها عن مسميات وكلمات كالأخوة والأشقاء، وما إلى ذلك من مصطلحات عفى عنها الزمن، وأكل عليها الدهر وشرب.
الدرس الثاني،أن أمننا القومي مستهدف من جهات خارجية، هذا ليس تأكيد لنظريات المؤامرة التي تتردد، هذه باتت حقيقة، فهناك دولة مهما بلغ صغرها على الخريطة لكنها وصلت لأن تزرع جاسوس في أخطر مؤسسات الدولة بل في أهم مناصبها، وهذا لا يعني إلا أننا بصدد مؤامرة مكتملة الأركان وخطيرة، هذا لا يبرر أن نعيش في ضبابية أو أن نغمض عيون الناس ونعميهم عن حقائق بحجة الأمن القومي المهدد، لكن تطلب منا أن نفتح عيوننا أكثر وأكثر ونكون أكثر صراحة مع الناس ليعرفوا ما هو خفي وما يحاك لنا بشفافية وبوضوح وبدون تهويل.
الدرس الثالث، وليس الأخير، أن مصر محروسة ومحفوظة ومهما قصرنا نحن وأسأنا الاختيار، الله لنا حافظ، فقد ترك الإخوان يخطئوا ويتبجحوا في خطأهم حتى انكشفوا ولفظهم الشعب، وحمى الله مصر ومن بعده الجيش.
المختصر المفيد ملعونة خيانة الوطن ومن ينتهجها.