كتبت – أماني موسى
في مثل هذا اليوم 25 يونيو 1968 تم افتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة بدير الأنبا رويس، وذلك في السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس البطريرك المائة والسادس عشر في سلسلة باباوات الكرسي المرقسي السكندري.

كيف كانت البداية؟
في عام 1965 توجّه البابا كيرلس السادس لزيارة عبد الناصر في منزله بمنشية البكرى بمصر الجديدة، وطلب منه عبد الناصر أن يقوم ببناء كاتدرائية كبرى تليق بمكانة الكنيسة القبطية في أفريقيا، فما كان من البابا إلا أن قال له :"من أين نأتي بالمال اللازم لذلك.. العين بصيرة واليد قصيرة"، وبحسبما قال الاستاذ سامى شرف فى حديثه للأهرام في 15 يونيو 2015 أن الرئيس عبد الناصر قرر على الفور أن تسهم الدولة بمبلغ 167ألف جنيه وأن تقوم شركة المقاولات العامة التابعة للقطاع العام بعملية البناء للكاتدرائية الجديدة، ويضيف، أنه توجه مع المهندس عدلي أيوب إلى البطريركية وقاما بتسليم البابا كيرلس الشيك..وبدأت عملية البناء على الفور.

وضع حجر الأساس
تم حجر أساس البطريركية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر, وحبريه (عهد) البابا كيرلس السادس البابا الـ 116 فى تاريخ الكنيسة, فى يوم السبت الموافق 24 يوليو 1965، وفي أغسطس 1967 بدأت عملية حفر الأساسات, وشارك فى التبرع لبنائها الرئيس جمال عبد الناصر بمبلغ مائة ألف جنيه، بل إن أولاده تبرعوا من مصروفهم الخاص للمشاركة فى بنائها وسلموا تبرعهم للبابا كيرلس السادس عندما كان فى زيارة خاصة لمنزلهم.

جموع المصريين تشارك بالتبرع لبناء الكاتدرائية
قام البابا كيرلس بتشكيل لجنة مالية لمتابعة بناء الكاتدرائية وتدبير المال اللازم، وتم إصدار دفاتر تبرعات فئة 25 قرشًا و50 قرشًا وواحد جنيه وخمسة جنيه، وشارك جموع المصريين بمختلف أعمارهم وديانتهم فى المساهمة فى بناء الكاتدرائية.

أعمال البناء
تولى المعماريان عوض وسليم كامل فهمى عملية التصميم, وأشرف على الانشاء والتنفيذ المهندس ميشيل باخوم من شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة, وبلغت التكلفة نحو 350 ألف جنيه.

حفل الافتتاح بحضور رؤساء العالم
أفتتحت الكاتدرائية في حفل مهيب يوم الثلاثاء 25 يونيو 1968، بحضور الرئيس جمال عبد الناصر وإمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسى والبابا كيرلس السادس، ورؤساء ومندوبى كنائس العالم، ووصفها القمص سرجيوس بأنها معقل من معاقل الوطنية المصرية، والبوتقة التى ينصهر داخلها كل المصريين.

وتزامن الافتتاح مع مرور 19 قرن على استشهاد القديس مار مرقص كازور الديار المصرية وأيضًا استعادة بعض من رفاته الموجودة بكاتدرائية القديس مرقص بمدينة فينيسيا بإيطاليا.


وسائل الإعلام العالمية تشارك في نقل مراسم الافتتاح
شهد الحفل الصحفيون ومندوبو وكالات الأنباء العالمية والإذاعة والتليفزيون، فضلا عن ستة آلاف بين مصريين وأجانب.