الأحد ٢٦ يونيو ٢٠١٦ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
الدراما والشخوص القبطية
كتب : مدحت بشاي
Medhatbe9@gmail.com
سألت المذيعة الكاتب السينمائي الكبير " وحضرتك أحد أهم الكتاب الأقباط .. " قاطعها الكاتب بحدة واستياء إيه حكاية كاتب قبطي دي ؟ .. ولو كان الضيف كاتب مسلم بذمتك كنت هتقوليله الكاتب المسلم ؟! ، وبعدين... ".. تقاطعه المذيعة بدهشة ، وتقول، متهكمة مبتسمة بلطف " وطبعاً حضرتك هتكمل وتقول ينبغي أن تكون حوارتنا بعد ثورة يناير العظيمة دون الاقتراب من حكاية الهوية الدينية والتمييز الطائفي ده ، وكمان بعد ما قمنا بثورة تانية في 30 يونيو أسقطنا فيها نظام كان ناوي يقيم دولة دينية كيف يمكن إعمال التمييز على أساس الدين.. يا افندم حضرتك لو صبرت عليه كنت هتعرف سبب تعريفي لكم بالكاتب القبطي ، الحكاية ببساطة إننا الليلة دي هناقش ونسأل : هل قدمت السينما وكل أشكال الدراما بكل نوعياتها الشخصية القبطية بالشكل الذي يراها كاتب مسيحي أكثر قرباً من المجتمع المسيحي و الأعرف بتفاصيل حياته اليومية وعباداته بالشكل المرضي المعقول ؟ " ..
يهدأ الضيف ، ويبتسم قائلاً " معلهش أصلي مع كل حوار وقبل ما ببتدى عادة ما أنبه محاوري ألا يبدأ بحكاية الكاتب القبطي دي ، و لإني نسيت أنبهك افتكرت غلطتي لما قلتي حكاية القبطي دي قلت أنبهك على الهوا مش مشكلة .. "..
يبتسم الكاتب الكبير ، ويكمل " نرجع لموضوعنا : شخصية القبطي في السينما والدراما المصرية تحولت بشكل جذري بعد ثورة 25 يناير ، ويضيف " كان لا بد أن تتغير ملامح الشخصية القبطية في الدراما المصرية بعد الثورة 180 درجة عما كانت قبلها ، وهذا التغير نابع من عدة تغييرات مهمة أولها ما فعله الأقباط الثوار في ميدان التحرير، وخروج الشباب القبطي متمردًا على سلطة البابا شنودة التي كانت توصي بعدم الخروج على سلطة الحاكم حتى لو كان ظالما".ويضيف "وعلى الرغم من توجيهاته الواضحة فإن شباب الأقباط من الثوار لم يلتفتوا إليها وذهبوا بحسهم السياسي الواعي والمثقف إلى ميدان التحرير ليشاركوا الثوار المسلمين ثورتهم ولكي نتحرر من حدوتة مسلم ومسيحي و " .. تقاطعه المذيعة وقد بدت أكثر حدة " يا افندم تفتكر الحكاية بالبساطة دي ، في يوم وليلة لمجرد غضب حفنة من الشباب القبطي بعد حوادث "نجع حمادي" و"القديسين" وقرروا الخروج على مقولة بطريركهم " أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم " ، فيخرجون لميادين الثورة مع كل شعبنا لرفض نظام فاسد وظالم ومتخلف ، ومن خرج من خلف أسوار الكنائس أعداد قليله .. لمجرد حدوث ذلك يحدث التغيير الفوري؟.. يا افندم الشعوب والبشر بشكل عام لايمكن رصد تغيير سريع في تكوين شخصيتها بهذه السرعة مما يمكن البناء عليه في صياغة دراما ما بعد الثورة ، وبعدين أي حس سياسي كما تقولون دفعهم للخروج إلى ميادين التحرير والمواطن المسيحي في العموم وشبابه على وجه الخصوص كان بعيداً عن أي ممارسات للعمل السياسي ؟! "...
ويستأنف الكاتب حديثه متجاهلا أسئلة المذيعة " واعتراضاتها .. قال " ولابد أن تكون المعالجة الدرامية للشخصية القبطية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير إيجابية ، حيث إنها لم تعد هي الشخصية المستكينة والصابرة على الظلم والطغيان وانعدام العدالة الاجتماعية، وإنما أصبحت بعد الثورة شخصية إيجابية مثقفة مدركة لجميع المتغيرات من حولها".ويضيف "الموضوع الثاني والأهم هو أن تكون الشخصية القبطية شخصية مصرية فى المقام الأول، فقد كان مأخوذًا على الأقباط أنهم يقولون إنهم أقباط قبل أن يكونوا مصريين؛ حيث كانوا يعلون من شأن الطائفية ، وهذا ما يجب إبرازه في الدراما والسينما في المرحلة المقلبة". ..
مسكين المواطن المصري المسيحي ، ها هو كاتب كبير للدراما يراه طائفياً خانعاً جاهلاً متخلفاً قبل الثورة ، وبكبسة زر " حدث الثورة " بات المواطن المسيحي مثقفاً إيجابياً ثورياً بطلاً لا يقبل الضيم في يوم وليلة لمجرد خروجه من أسوار الكنيسة ، ولكي الله يا مصر في بعض كتابنا من أصحاب السعادة النجوم ...قال يعني المواطن المسيحي ناقص نكد ، وللحديث بقية ..