تحدثنا سوياً صديقي القارئ، عن الوضع الاقتصادي، وكيف يبدو قاتماً، وقلت أن مع الاستمرار في المقال القادم قد نرى بعض الأضواء في الصورة لكنني أفضل وبعد أذنك الاستمرار في تناول باقي الأوضاع لنرجئ الأضواء للمقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر.
الوضع الأمني، يسقط شهداء من جيشنا وشرطتننا على أيد هؤلاء الإرهابيين من خلال اختراقات ما لا تعترف بها الداخلية للداخلية نفسها من قبل هؤلاء الإرهابيين وهذا لا يمنعني أبداً أن أشير إلى أن الداخلية نفسها تمارس ممارسات تزيد من الصورة قتامة على قتامتها من غشومية أمناء شرطتها واستخدامهم العنف المفرط خارج الأقسام، ذلك العنف الذي يؤدي في كثير من الأحيان للقتل باستخدامهم إطلاق النار. أصدقائي القراء نحن أمام عنف من الداخلية غير مبرر بمسألة الضغوط الواقعة عليهم، فهم هكذا من قبل حتى ثورة يناير، عنف الداخلية لا يمنعني عن رؤية ثغرة أخرى وهو ضعف الأمن الجنائي بل تواطؤ البعض منهم مع المسجلين خطر ففي تركهم يعيثون فساداً في الأرض بسرقاتهم للسيارات وحقائب السيدات ولا يقبض عليهم إلا بعد تزايد حدة ما يقوم به هؤلاء المجرمون.
أما الوضع التعليمي فلا أبلغ من الحديث عنه إلا كشف أن الكثير من تسريبات الامتحانات يأتي من داخل المطبعة السرية، فتسريبات الامتحانات مسألة كاشفة في الحقيقة عن تردي مستوى التعليم لدينا وقلة حيلة الوزارة وعدم وجود خيال لدى قيادتها، ولا أحمل ثورة الثلاثين من يونيو ولا وزراء من أتوا على إثرها حمل تردي التعليم المتردي من سنوات طوال.
وحال التعليم في الحقيقة هو من حال الصحة التي ارتفعت أسعار أدويتها التي لا تشبع ولا تغني ولا تشفي للأسف، ورغم هذا أسعارها ارتفعت وجودتها كما هي، بل وقفنا أمام مأساة جديدة وهي مكافحة بيع الأدوية منتهية الصلاحية.
أما الثقافة، فتبقى عاجزة أمام بعض الأفكار المتشددة والمتطرفة زارعة الانقسامات والشقاق بين أفراد المجتمع المصري، وهذه المسالة تنقلنا مباشرة لضعف الإعلام الذي انقسم بدوره لإعلام يدعي الحيادية يطبل للرئيس ويدافع عنه وعن حكومته كما لو كان الرئيس اتخذه الشعب عدو، وهذا ليس صحيح، فالرئيس سيبقى طوق النجاة الذي يتعلق به الشعب من هؤلاء الضعفاء المضطرين للتعامل معهم، وقسم آخر من الإعلام يحاول أن يكون محايداً فيتهم بالعمالة والسوداوية وعدم الموضوعية، وانعدم التأثير الإعلامي على الناس، وقل الدور التوعوي الذي يجب على الإعلام القيام به.
الحديث عن كل شق من اقتصاد وتعليم وصحة وأمن وثقافة وإعلام، وأمور أخرى يحتاج لمجلدات بيد أنني سأنتقل مضطراً في المقال القادم - بإذن الله- للحديث عن كيفية عدم قتامة الصورة لعلي أكون محايداً وقدمت بشكل مختصر صورة كاملة للأوضاع.
المختصر المفيد تحيى وتحيا مصر.