لا كنت يوما ضيفا على ليليان داوود، ولا مشاهدا حتى لها، ولا متابعا لتويتاتها التى جلبت عليها هجوما ساحقا ماحقا فى فترة سبقت، إلا فيما ندر وتستلزمه متابعات فضائيات الليل وآخره، المهنة تحكم، والكتابة اليومية تستوجب!!، هرمنا وبالسوابق، لم يُولد فضائيا بعد مَن يقلب البلد رأسا على عقب بظهور بطولى وإلا لكان من المنتحرين، وليليان داوود ليست فى مقدمة الرهط، ولو ليليان نار ما أحرقت مكانها، وظلت ليليان تظهر على الشاشة سنوات طوالا ولم تتفجر من تحت قدميها الثورات، ولم تخرج من بين شفتيها شعارات تقتات عليها المظاهرات، وأكملت عقدها لآخر طلة مع ON tv دون تغييب قسرى لحلقة عن الشاشة، ليليان ذات إطلالة مختلفة بلكنة شامية مميزة وكفى!.
ترحيل ليليان داوود بهذه الطريقة الدرامية ينقلنا إذ فجأة إلى ظلام عالم المخابرات، والتوقيف القسرى والترحيل على أول طائرة إلى بيروت، ملابسات عجيبة حولت ليليان إلى حالة سياسية، وخبر أول، وعنوان فيس بوكى، وتريند على تويتر، للأسف عاد البوم يقف على شجر الزقوم وينعق على مصر التى رحَّلت ليليان داوود.
تغريدة الدكتور محمد البرادعى، وتغريدات أخرى فى حب ليليان ليست مستغربة أبدا، ليليان من نفس الفصيل، وكانت تخدم على ذات الأهداف، لكلٍّ أهدافه ولكلٍّ رجاله ونساؤه، ولكن مَن الذى أعطى لهؤلاء طرف الخيط يشدونه عن آخره مكايدة وتشفيا فى النظام قبل التعاطف حتى مع ليليان، فليسأل مَن رحَّلها ليلا نفسه، هل أجرى بالفعل حسابات المكسب والخسارة السياسية، وأعمل عقله فى عملية الترحيل، وحلَّق بخياله فى ردود الأفعال الداخلية والخارجية قبل التوقيف والترحيل إلى بيروت؟.. أشك!!.
إذا كان هناك سبب جوهرى لترحيل ليليان فلِمَ لا يُعلن على الملأ؟ لم يعد الترحيل دون تسبيب يخيل، ولا تلحظه العيون المفنجنة على مصر، ومع تربص الإخوان والتابعين، يصبح ترحيل ليليان أرضا خصبة لتنمو فيها بكتريا الشائعات، ومنها كثير أطلق غازاته السامة فى أعقاب ترحيل ليليان.
قبل الترحيل كان يكفى بيان، تقرر ترحيل ليليان لأسباب واحد واثنين وثلاثة، لماذا تقرر ترحيل ليليان إذ فجأة، هل كان عقدها مع ON tv يحول دون الترحيل إذا توافرت الأسباب، وما الأسباب الخطيرة؟ الأسباب التى تم تسريبها صحفيا تشابهت علينا، وبعض هذه الأسباب نزل بالقضية إلى الحضيض، اتهامات بالعمالة والجاسوسية والإيدز وأيمن نور، وكلها أسباب مفتكسة صحفيا وليست عن مصادر معلنة أو موثوق بها.
للأسف رسموها بطلة، وثائرة، ومؤثرة، لم يحتملها النظام الكمعى، والرئيس يطلب ترحيلها شخصيا، خطيرة قوى ليليان على النظام، السيسى يقلم أظافر معارضيه، يمنعهم من الظهور ويُرَحِّلهم ترحيلا، انظر إلى عملية ترحيل ليليان، بالصوت والصورة، وصول ليليان، ترحيل ليليان، وهبطت طائرة ليليان فى مطار بيروت الدولى.. وتغرد للمتضامنين من هناك.
هو فيه إيه جديد يخص ليليان، عملت إيه جديد ليليان، هل ليليان داوود إذ فجأة صارت حية رقطاء تشكل خطرا على الأمن القومى لذا استوجب ترحيلها، وإذا كانت خطرا هل كان عقد ONtv مانعا للترحيل، وإذا كانت خطرا فلماذا كان الصبر عليها طوال مدة العقد، هل كان ساويرس يحميها، هل رفع عنها الغطاء؟ بركاتك يا أبوهشيمة!!.
ترحيل ليليان بهذه الطريقة الدرامية خسارة مجانية يقينا كنا فى غنى عنها، لماذا نخسر مجانيا فى كل مرة، مَن ذا الذى يكلفنا كل هذه الخسارة، لماذا يتاجرون فى الخسارة؟ هناك مَن أدمن الخسارة، يعلق فى الفخاخ دون تبصر سياسى، الشوف مش نظر، الشوف الحقيقى وجهة نظر!!.
نقلا عن المصري اليوم