محرر الأقباط متحدون
أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو بتصريحات أثناء اللقاء الذي عقده بعد ظهر أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون:، حيث قال أن الأمم المتحدة تلعب دورا نبيلا وهو دفع السلام في كل أنحاء العالم وتحقيق التقارب بين الشعوب. سافر الأمين العام أثناء السنوات التي قضاها في منصبه إلى كل أنحاء العالم مرات عديدة في خدمة هذه القيم المثالية التي تشاطرها إسرائيل.
مشيرا إلى أنه "أذكر جيدا أن في زيارتك الأخيرة إلى إسرائيل في العام 2013 قلت إن إسرائيل تتعامل مع انحياز ضدها. هذا هو تصريح مكبوح. قلتَ أيضا إن في الأمم المتحدة يجب التعامل مع إسرائيل بشكل متساوِ. أثمّن العدالة التي تنتهجها وموقفك الأخلاقي الواضح الذي يعبر عن نفسه بالجهود التي بذلتها حول تقرير بالمر (الذي أقر أن الطوق الأمني على قطاع غزة يعتبر قانونيًا) الذي كان مهما جدا بالنسبة لإسرائيل.
سيدي الأمين العام, أقدّر جهودك الشخصية في هذا الصدد.
للأسف, التعامل العادل مع إسرائيل لم يتحقق في الأنشطة المتنوعة التي تقوم بها الأمم المتحدة والمنتديات التابعة لها.
تتزامن زيارتك إلى إسرائيل مع التئام مجلس حقوق الإنسان. كما فعل دائما هذا المجلس, إنه سيدين إسرائيل – وهي الدولة التي تعمل من أجل دفع حقوق الإنسان وقيم الحرية والدفاع عنها, أكثر من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط الغارق بالدم.
دولتنا الديمقراطية العصرية تواجه قرارات وإدانات أصدرت بحقها من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فاق عددها جميع القرارات والإدانات التي أصدرت بحق دول العالم أجمع وأعتقد أن هذه هي خيانة حقيقية في الأهداف النبيلة التي تعتز بها الأمم المتحدة.
أريد اليوم أن أكرر كلامك من عام 2013: إسرائيل لا تزال تواجه انحيازا ضدها في الأمم المتحدة. أعلم اليوم أنك تسعى إلى أن جميع الدول تحظى بمعاملة عادلة ومتساوية وأحثك على بذل ستة الأشهر التي بقيت لولايتك في إصلاح هذا الظلم. عندما أقول ذلك, هذا ليس فقط من أجل إسرائيل بل أيضا من أجل مصداقية الأمم المتحدة.
سيدي الأمين العام, قبل سنوات كثيرة, عندما بدأتُ أداء منصبي كسفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة, ألقيت كلمة وجيزة للغاية. هذه كانت أقصر كلمة ألقيتها في حياتي واستمرت مدتها 3 دقائق. إنها تطرقت إلى المحاولة لإقصاء إسرائيل من الأمم المتحدة. ويذكر أنه تم القيام بتلك المحاولة سنويا آنذاك. قلت وقتها إن ما هو على المحك ليس مستقبل دولة إسرائيل بل مستقبل الأمم المتحدة نفسها. لأن, إذا كان بالإمكان عزل دولة واحدة بشكل غير عادل والتعامل معها كأنها مجرمة, يمكن تطبيق نفس المبدأ على أي دولة أخرى. هذا ما أدى إلى انهيار مجلس الشعب في اليونان القديمة, الذي كان النموذج لجميع البرلمانات العاملة اليوم.
أعتقد أن عزل إسرائيل والتعامل معها بشكل غير عادل يشكلان تهديدا حقيقيا على مستقبل الأمم المتحدة وليس فقط على مصلحة دولتنا.
أود أن أشكرك, سيدي الأميم العام, على موافقتك على الالتقاء بعائلات غولدين وشاؤول ومنغيستو (عائلات المفقودين والأسير المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة). حماس تحتجز جثتي جنديينا ومواطننا بشكل قاس وهمجي وغير قانوني. أطلب منك أن تستغل مكانتك من أجل إعادة هؤلاء الجنديين والمواطن إلى بيوتهم. هذا هو موقف إنساني ومطلب إنساني أساسي تتجاهلهما حماس في ممارساتها الجنائية.
حماس هي تنظيم إرهابي. حماس تعتزم ارتكاب إبادة جماعية. إنها لا تمارس الإرهاب فحسب بل هي تقول على الملأ إنها تعتزم محو دولة عضوة في الأمم المتحدة عن وجه الأرض. آمل أن الأمم المتحدة ستسلط الضوء على الجرائم التي ترتكبها حماس وأنها تدرك أن الإجراءات الأمنية التي نتخذها تهدف فقط إلى حماية مواطنينا من هذا التهديد.
إننا نتصرف برشد وبتعقل في هذا الأمر. لا أعرف أي دولة أخرى تتعامل مع آلاف الصواريخ الموجهة ضد مواطنينا وأطفالنا كانت تتصرف بشكل مختلف. دول أخرى قد عملت بشكل مختلف وهي لم ترد بضبط النفس وبالمسؤولية التي تنتهجها إسرائيل.
أود أن أشكرك مرة أخرى على السنوات الطويلة التي كرستها للدبلوماسية ولدفع الأفكار النبيلة قدما مهما كانت بعيدة عنّا اليوم.
شكرا وأهلا وسهلا بك في أورشليم, سيدي الأمين العام".
وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين قد استقبل بان كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة في مقر رؤوساء اسرائيل في اورشليم القدس وناشد ريفلين الأمين العام بأن يسعى لأجل نقل أي معلومة ممكنة حول حالة الجنديين الإسرائيليين هدار غولدين وأورون شاؤول، الأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة منذ الحرب الأخيرة في صيف 2014، اضافة الى مواطنين إسرائيليين. كما وجّه ريفلين شكر دولة اسرائيل للأمين العام للأمم المتحدة وعلى عمله في السنوات الأخيرة.
من جانبه قال مون الذي ينهي دورته كأمين عام للأمم المتحدة في العام المقبل، إنه يأمل بأن يكون لدولة اسرائيل مستقبلا أفضل خاليا من العنف "قيادات من الطرفين يجب أن تعمل بسرعة لأجل إرجاع الأمل والأفق السياسي، كي يُبصر الاسرائيليون والفلسطينيون درب السلام"!
كما رحب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، بالاتفاق بين اسرائيل وتركيا معتبراً أنه "إشارة مهمة للاستقرار في المنطقة"، مباركا على "تطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل".