الأقباط متحدون - ديمقراطية أم حسن!
أخر تحديث ٢٠:٥٠ | الاثنين ٢٩ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٠هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢١ السنة السادسة
إغلاق تصغير

ديمقراطية أم حسن!

بقلم: محمد بربر
على طريقة "سلامتها أم حسن" سارت العملية الإنتخابية فى معظم لجان الجمهورية, لكن- واأسفاه- لم تكتمل رائعة المطرب الشعبي "أحمد عدوية", فلا مجال هنا للحسد, هنا فى "مصر", مجالات واسعة شاسعة للشفقة والرأفة والعطف على أحوال بسطاء هذا الوطن, الشفقة على الفساد الذى ضرب البلد "تحت الحزام", على المبرِّرات العقيمة التى يبرّر بها محترفو التزوير ما يفعلون.. "أنا موجوع" كانت إجابتى حينما سألنى صديقى الناشط الحقوقي "مالك" أثناء مراقبتنا لسير العملية الانتخابية, الوجع ولَّد داخلى ضحكات هستيرية, لا أعرف سبب تلك الحالة كما لم تعرف بلادي أسباب "وكستها".

حقًا، أبدع "عدوية" حين أطرب الآذان برائعته "السح الدح امبو". لا أدرى السر الذى يربط ذاكرتي بالأغنية!! يتجلى صوت "عدوية" حين يخرج علينا أحد قيادات الحزب الديمقراطي– لا أدرى حقًا من الذى ذيل اسمه بهذا الوصف– متحدثًا عن ديمقراطية الحزب وتوجه الحزبيين. هل نزل أحد هؤلاء إلى أقرب لجنة انتخابي ليرى بنفسه حجم "الكوسة"؟ أصحاب المناصب العليا فى الحزب الحاكم لا يفضلون تناول الكوسة! الكوسة تسبب الإسهال! و"مصر" التى هى أبقى لنا أصابها الإسهال منذ زمن بعيد.. هل من طبيب؟ أردد.. هل من طبيب؟ وأترك للقارىء الطيب المسالم البسيط حق الرد. ربما وحده يدرك حجم المأساة.

هذا المسالم هو المستهدف. يسعى نحوه الحزب ليضمه فيصبح واحدًا من أتباعه "الحزبوية". ضحك صديقي حتى الثمالة حينما أخبره واحد من هؤلاء "لأ حاسب، أنا حزب وطني قديم". ولما سألته منذ متى وأنت عضو في الحزب، أخبرني الحزباوي القديم: "من أيام جمال عبد الناصر"!! المسكين لا يدرك أن أيام "عبد الناصر" لم يكن هناك شيئًا يسمى "الحزب الوطنى", عفوًا, تناسيت للمرة الألف أن أذكر اسمه كاملاً "الحزب الوطني الديمقراطي", ديمقراطية الحزب الوطني تجلَّت اليوم فى شراء الأصوات و"تظبيط" الموظفين القائمين على العملية الإنتخابية, والبلطجية. أقسم لكم إنني رأيت بأم عينى بلطجية الحزب الوطني وهى تتشاجر مع بعضها البعض حتى سالت الدماء, سواطير فى الهواء الطلق, لا مجال هنا للأسلحة الصغيرة, الحزب الوطني معجَب بفتح الدوائر, نفس إعجابه بمرشحه فى "نجع حمادي"! الإخوان لهم أيضًا حساباتهم الخاصة, التواجد المكثَّف للحصول على القوة المطلوبة للتأثير فى أصوات اللجان. المستقلون- ممن ضحكوا على أنفسهم أو ضحكت عليهم النفوس الفاسدة– عانوا الأمرين فى الحصول على أصوات, أحد مندوبي مرشَّح مستقل كان يحمل فى يديه كراسة يدون فيها عدد أنصار مرشَّحه الذين لبوا النداء وجاءوا يصوتون "مجاملة" أو "مصلحة" لصديقهم, ولما سألته "وأنت بتعرفهم كلهم؟! أخبرني- بكل حماسة- أنه يعرف كل الأصدقاء والأنصار. وحينما أحس بإجابته الساذجة, لم يتردد فى إخبارى أنه "قابض", وأهو موسم وكله بيسعى على لقمة عيشه.

ما آلمنى بشدة في المسرحية الهزلية هو "الإنسان" الذى فقد معنى إنسانيته ومفردات حياته فى وطنه المكلوم..

صديقي القارىء, هنا "مصر", التى لا تكذب, ولا تتجمل. هى لحظة فاصلة فى تاريخنا.. عاشت ديمقراطية "أم حسن", وربنا يخلي "حسن" ابنها, ونشوفه بلطجي قد الدنيا فى الانتخابات الجاية, قولوا آمين..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter