بقلم : د. ميشيل فهمي
** تأسيس وتاريخ جماعة الإخوان المسلمين يهدف الي تحطيم
البلاد الإسلامية بالإسلام .. وحتي اليوم.
** الدور الهام جدًا ( لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين ) في تخطيط وإنجاح ( تنظيم الضباط الأحرار ) لإنقلاب ٢٣ يوليو١٩٥٢، وغموض سر العلاقة بينهما.
** التخطيط المُبكِرّ جداً لمُخطٓطّ ( الربيع العربي ) ، بإختطاف الشعب
المصري والعمل علي فقده هويته وشخصيته وإضعافه أخلاقياً
ودينياً وضميريًا، والعمل علي فقد المصريين" إمتلاك القُدرة " علي الإبداع :
الفني والأدبي ، ورأينا ما رأينا من إندحار وإنحطاط في كافة
المجالات ، المُثقفون والمُبدعون الراكدون في وادٍ بعيد تماماً عن الواقع المصري اليوم.
سنبدأ هذه الحلقة بالرجوع إلي الماضي التاريخي البعيد ، لكي تٓتٓضِحّ الأمور فهمًا وإتساعاً أمام القارئ العزيز ، خاصة فيما يخص جماعة الإخوان مع السياسات الغربية الإستعمارية ....فعندما أسٓسٓ حسن عبد الرحمن محمد البنّا الساعاتي ( جماعة الإخوان المسلمين ) المُثٓارّ حولهُ مئات من علامات الإستفهام ، مثل - ما هو سِرّ علاقة مدرس إبتدائي صغير حديث التخرج بالسفارة البريطانية ؟ لكي تُوْعِز له السفارة للتوجه الي إدارة شركة قناة السويس ويطلب منهم تمويل سخي لتأسيس الجماعة وبناء مسجد بمدينة الإسماعيلية - فتم له ما أراد ، وعليه فقد أسس الجماعة في مارس ١٩٢٨بمدينة الإسماعيلية ومنذ ذلك التاريخ مرت الجماعة بعدة مراحل تطورية ، أولاها مرحلة (الانتشار) في مدن وقري القناة وما يحيط بها ، وبإنتقالها من مدينة الإسماعيلية الي القاهرة والتي فيها وُضِعَتّ تحت الإشراف والتوجيه المباشر- المُسْتٓتِرّ- من السفارة البريطانية وطاقم مخابراتها.
بدأت مرحلة تجميع الشعب ( الجاهل سياسياً ودينياً حولها ) ، تحت ستار ديني وإسلامي مُتشدد ، بدأت مرحلة العمل السياسي والإغتيالي القوي بتكوين التنظيم السري ، بالإضافة الي الحرص علي ضم بعض الوجوه السياسية والثقافية اللامعة حولها ، وبطريقة غامضة وصل الإخوان الي الولايات المتحدة الأمريكية ، كما أسلفنا القول في الحلقة الثالثة - وبإختصار وصلت الجماعة لقمة قوتها عندما ضمتٌ العديد من ضباط الجيش .. !! وعلي رأسهم جمال عبد الناصر وخالد محب الدين وَعبْد المنعم عبدالرؤوف وكمال الدين حسين وغيرهم كثيرين والذين أمر حسن البنّا بأن يقوموا بالتدريب العسكري لتنظيم الإخوان السري... ثم تولدٓ وٓوُلِدّ ( تنظيم الضباط الأحرار).
وقام الإنقلاب العسكري في ٢٣ يوليو ١٩٥٢ بتأييد تام ومساعدة قوية وكاملة من جماعة الإخوان المسلمين لحركة الضباط الأحرار ؟ وتم إسقاط الملكية في مصر .. ليكون حاكم مصر من الشعب وليس سليل الأُسرّ والعائلات الملكية ، طِبقاً للسابق تٓخْطيطهُ ؟ وفي هذا التوقيت كانت ( الجماعة ) أقوي تنظيم شعبي سياسي في المنطقة وليس مصر وحدها ... وجاء وقت وأوان تقسيم الغنائم بين ( تنظيم الضباط الأحرار ) و ( تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ) فدب الخلاف بينهما، وانتهي باستفراد جمال عبد الناصر بالحكم، فردوا عليه بمحاولة اغتياله الفاشلة بالإسكندرية ، وكان الصدام الأكبر ...واستقبلت المملكة الحجازية قادتهم ، وتفرغ من بقي في مصر لقيادة العمل تحت الأرض والتغلغل الديني بالإسلام الإخواني السياسي والخاص بهم ونشرهُ بين المجتمع المصري ، بهدف العمل بقوة علي ضرب هويته المصرية الأصيلة ، وتقوية إنتماءاته الإسلامية لا المصرية الوطنية ، حيث لا أوطان للمسلمين إلا الإسلام ذاته.
وقد أدي هذا بالقطع الي شٓقّ وتمزيق النسيج الوطني المصري وبِدْءّ الصراعات الطائفية المميتة مع المسيحيين في مصر والتي إستمرت حتي اليوم رغم محاربة الدولة الحديثة لها ، لكن علي مدي عقود وعقود ترسخت الثقافة الإسلامية الإخوانية في وجدان الكثير من المصريين وأجيالهم المتعاقبة ، حيث والتٌ الجماعة بمثابرة شديدة وتمويلات غريبة وإتصالات أغرب علي تكثيف العمل علي طمس الهوية المصرية وتمزيقها وتشويهها والأهم إستبدالها بالهوية الإسلامية السلفية ، مما أدي الي ضرب القوة الناعمة المصرية في مقتلّ ، وهي الفنون علي أنواعها من رسم ونحت وسينما وأدب وغِناء ... لأن الفكر السلفي ( فكر للماضي فقط ويٓبْغٓضّ تماماً التطور ) ، لِذا تم العمل بدأب علي تفريغ العقل المصري من مصريته ، ووقف الوِجْدانٌ المصري عن الشعور بوطنيته ، وتنويم وتمويت الضمير المصري ..
فرأينا ما رأينا من تشوهات المجتمع المصري في الأخلاق ، وتدني وإنحطاط لغة المخاطبات بين النصريين ، وإنتشار الفساد ، وتأصل الرشوة بين كبار القوم قبل صِغارهم ، وقوة وقسوة السرقات حتي لأراضي الدولة من مليونيرات البلد ، وسرقات الشعب للتيار المهربائي بما قيمته ٥٥ مليار جنيه سنوياً ، وإتساع محالات الغش التجاري والصناعي حتي وصل إنعدام الضمير الي الغش الدوائي والعلاجي ، الي إنهيار منظومة التعليم ، ومن وإنعدام الولاء ، والعمل علي الهدم لا البناء ، وإلغاء الإحترام بين طبقات المجتمع ...... الي المثير من الظواهر والمظاهر التي لم يألفها بل لم يكن يعرفها المجتمع النصري من قبل بهذه الدرجة ،
ولم يتأتى هذا من عقل الإخوان السقيم ، بل جاء كتنفيذ لمُخطٓطّ صهيوأمريكي لٍضرب دُرةٌ التاج في بلدان المنطقة ..أي ضرب مصر بأيدي إخوانية .
ولولا المؤسسة العسكرية المصرية الأصيلة الوطنية ، والعميقة العراقة ، والأصيلة الحضارة ، والتي عقيدتها الأُولي الشهادة في سبيل الوطن .. لِما تم الحفاظ علي مصر ، وإفشال تفتيتها وهدم أمنها ، الذي أصبح يتفوق علي أمن كثير من الدول في العالم ،
وتحيا مصر
يتبع ...