الأقباط متحدون - ميلاد جورج ساند، كاتبة فرنسية
أخر تحديث ١٦:٠١ | الجمعة ١ يوليو ٢٠١٦ | ٢٤ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ميلاد جورج ساند، كاتبة فرنسية


 فى مثل هذا اليوم 1 يوليو 1804م..

بقلم - سامح جميل
جورج ساند هو الاسم المستعار لأمانتين أورو لوسيل دوبين روائية فرنسية، من أسرة أرستقراطية. لم توفق في الزواج فطلبت الطلاق بعد أن أنجبت طفلين أخذتهما معها إلى باريس، حيث أقامت. وبدأت تكتب قصصها التي اعتمدت على ما تكسبه منها في تربية ولديها. وأول قصتين لها: « السيدة الأولى » 1831، و« وردي وأبيض »، كتبتهما بالاشتراك مع جول ساندو. كتبت وحدها: « المستنقع المسحور » 1846، و« قارعو الناقوس » 1853، وهما من أروع ما كتبت. ومن قصصها المعروفة أيضاً: « إنديانا » 1832، و« أحاديث جدتي » 1881، وتمتاز هذه القصص بالحي الرومانسي العنيف، والمثالية الخلقية. كتبت أيضاً بعض السير، مثل: « قصة حياتي » 1854، و« هي وهو » 1858، و« الشتاء في ماجوركا » 1841. وفي هذه المؤلفات تصف علاقتها وحبها لكثير من أدباء عمرها، مثل موسيه، وساندو، وشوبان. كانت رواياتها الأولى رومانسية، واهتمت في الأخيرة بالإصلاح الاجتماعي.
 
وأمضت حياة حافلة بالنشاط الفكري والدعوة لحركات النسائية بوجه خاص، وقد أثارت دهشة معاصريها عندما ارتدت أزياء رجالية ودخنت السيجار وقد تعرفت علي كبار الكتاب في عصرها وبوجه خاص الفرد موسيه وجوستاف فلوبير وأقامت علاقة وثيقة مع الموسيقي شوبان، وأصدرت عددًا كبيرًا من الروايات والمسرحيات والتراجم، وجورج صاند هو اسم قلم، إذ أن أول رواية لها كتبتها كانت مع كاتب يدعي جورج صاند ومنه استعارت اسمه جورج صائد.
 
أما جوستاف فلوبير فهو من أعلام الأدب الفرنسي وقد منحته رواية "مدام بوفاري" شهرة عريضة، وعرف عنه الدقة في استخدام الكلمات والعناية الفائقة بالأسلوب. ومن النادر أن يختلف كاتبان في المزاج والمذهب والأسلوب، كما كانت تختلف جورج صاند عن جوستاف فلوبير.
كانت جورج صاند ابنة الثورة الفرنسية، فقد ولدت سنة 1804م وتمثل فيها كل ما في الثورة من تحرر وانطلاق وتفاؤل واستبشار، وتطلع نحو المستقبل وكان أسلوبها سهلاً لا تكلف فيه تكتب بيسر كما لو كانت تغرف من بحر.
 
ومن ناحية أخرى كان جوستاف فلوبير الذي ولد عام 1830م ابنًا للإمبراطورية الثانية، إمبراطورية الفشل والهزيمة وكان يعكس هذه المشاعر، مشاعر اليأس والقنوط وعدم الثقة في الطبيعة البشرية والكفر بالشعارات العامة وبوجه خاص الديماجوجية والشعبية، وكان في كتابته، كما هو في فكره السياسي، أرستقراطيًا لا يعني بالكم وإنما يعني بالكيف، يتخير ويحكم الأسلوب ويعاني في هذا كأنما ينحت من صخر، وقد يقضي أسبوعًا في صياغة فقرة واحدة، ولكنه في النهاية يخرج درة فريدة مثل "مدام بوفاري".
 
ومع هذا التفارق والتباين، فقد جمعتهما أواصر صداقة وثيقة ظلت اثني عشر عامًا بما فيها فترة الكوميون القلقة وهزيمة 1870م التي تشبه إلى حد ما هزيمة مصر سنة 1967م، ولم تقطعها إلا وفاة جورج صائد، ولعل العامل الوحيد المشـــترك بينهما وقتئـــذ كان أن كل واحد منهما كان قد اطرح فترة القلق والكفاح وآوي إلي ملاذه الخاص، هي في "نوهان" وهو في "كروسيه" هي في السابعة والخمسين وهو في الثالثة والأربعين. وقد أصدر كل منهما عيون إنتاجه ودرر كتاباته واعترف به كاتبا عبقريًا فذًا.
 
كان كل واحد منهما يقدر الآخر وإن لم يسلم بوجهة نظره. كان لدي جورج صاند السن والسبق وهذا المعين الذي لا ينضب من العاطفة المشبوبة والمشاعر، وكان لدي جوستاف فلوبير الامتياز، وفحولة الرجولة والثقة في مبادئه التي برهنت عليها الأحداث. وكان يكتب إليها "أستاذتي العزيزة"، وكانت تكتب إليه "شاعري العزيز" دون أن يتراجع كل واحد منهما عما آمن به وما كان يثبته بالعقل والواقع من ناحية أو بالمزاج والنفسية من ناحية أخرى...!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter