الأقباط متحدون - فساد الحريات .. مابعد .. 30 يونيو !!
أخر تحديث ٠٤:١٦ | السبت ٢ يوليو ٢٠١٦ | ٢٥ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

فساد الحريات .. مابعد .. 30 يونيو !!

حادثة العامرية هي حلقة من مسلسل , لا ينتهي حتي أصبح هذا الإعتداء ,هو من حق الأكثرية فقط
حادثة العامرية هي حلقة من مسلسل , لا ينتهي حتي أصبح هذا الإعتداء ,هو من حق الأكثرية فقط

نبيل المقدس
      لا شك أن الحريات وخصوصا غير المحدودة تؤدي إلي فساد مجتمع بأكمله مهما وصل من التدين أقصاها . ونستطيع أن نقول أن الحريات نفسها تم إفسادها من ِقبَلْ نفس المجتمع .. فبالرغم أننا نؤمن أن الفساد وليد الضمير , و ترك الحرية الهدامة إلي أقصي مستواها , يحيد الضمير من مساره الصحيح.

   الآن ومنذ 60 سنة وأكثر , نشاهد  بيع وشراء الضمائر، تملأُ أرصفة شوارع مصر بإسم الحريات , حتي أنها تهدم في كل مَنْ أحبها الأمل بالحياة، و تقتل فيه الرغبة في العيش، وتفقدهُ  الشعور بالجوع والعطش الروحي والمادي ، والإحساس باليأس , وفقدان تذوق ترابها ونيلها .

     فعلا أصبح مافكيش " حتة" فيكِ يامصر إلا والفساد ينخر في جميع مؤسساتك حتي تكاد تسقط .. ولم يتبقي إلاّ يادوب المآذن تُكبّر الله مستنجدةً به، و أجراس كنائسك تدق الخطر. حتي الحريات التي وهبها الله لعباده تم إفسادها فاصبحت وصمة عار بين الأوطان التي تحيط بكِ .

     فساد الحريات الدينية هو أول قائمة  الفساد الذي ينتشر بخطوات واسعة وسريعة , مما أصبحت الفتنة التي هي  نتاج تسلط أصحاب الأكثرية الدينية علي الأقلية , في بعض المناطق في مصر, مُباح  بإسم الحريات .  مثلا هُم لهم الحق وحرية إختيار مكان دور عبادتهم , حتي ولو كان في شقة دور أول .. فنجد الحرية مكفولة لأصحاب العمارات للمسلمين الأكثرية , أن يخصصوا مكانا لشقتين أو أكثر من الدور الأول لكي يكون جامعا لهم , بترخيص أو بدون ترخيص , فهذا ليس بمشكلة , فدور العبادة للمسلمين لها ميزة خاصة , في إستخراج التصريح مما يخالف الدستور الذي ينص علي عدم التفرقة بين الطوائف .. " ويا ويل للمسحيين لو مارسوا أحقيتهم في الحرية التي نص علها الدستور  , في تخصيص الدور الأول لعمل مكان للعبادة أو حتي مكان لممارسة الخدمات الإحتماعية , وكأن زلزال حدث في المنطقة .. وترتفع أعلام الجهاد , وتعلوا الهتافات المعروفة لدي هؤلاء المتطرفين " الله أكبر .. ألله أكبر " , ويتصرفون كما ولو أن ديانتهم بدأت تنهار .. ويبدأون إستخدام الحريات الفاسدة , في إشعال الحرائق في بيوت المسيحيين , ويكسرون ممتلكاتهم , ويخرجونهم قصرا أوبالتهديد , من منازلهم تاركين أشيائهم ورائهم .. علي مرأي من الأمن , الذي حضر كالعادة متأخرا في مثل هذه الأحداث ... وكل ما يصنعه هو كتابة محضر, ضد الأهالي المسيحية , ويتحول هذا المحضر بقدرة قادر إلي سيف علي رقاب المسيحيين .. للتنازل عن تهمة إشعال الحرائق , في ممتلكات المسيحيين , أو يبقي الحال هو الحال مشردين مطرودين , من ديارهم ووطنهم.

      أوجه كلامي إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي : أن حادثة العامرية هي حلقة من مسلسل , لا ينتهي حتي أصبح هذا الإعتداء ,هو من حق الأكثرية فقط .. وهذا يعني أن  الخطورة علي الوطن , سوف يكون محتملا بنسبة تتزايد مع كل حلقة من المسلسل , الذي تبدو لا نهاية لها . نحن كمسيحيين "بني أدمين" لنا مشاعر وأحاسيس , مثلنا مثل المسلمين المتطرفين أو الوسطيين .. سيادتكم لا تقبل أن الوضع , في العامرية يصل إلي المنطقة الخطرة  .. نحن نشهد لك باعظم الأعمال , التي قمتم بها سيادتكم خلال الثلاث سنوات هذه , وسيادتكم في قمة المؤسسة الرئاسية .. نحن لا ننسي في مثل هذا اليوم 30 يونيو سنة 2013 , كان يوم إنتصار لنا ضد الرجعية .. وكم نحن المسيحيين نعتز بهذا اليوم , لأننا شاركنا فيه بقلوبنا وبدمنا .. فقد كنا رجالا ونساءا وشبابا في مقدمة الأحداث , مما أثرنا علي تغيير الحال من الفاشية إلي الحرية .. ونحن نتعشم فيك دائما , كرجل دائما يقول " أنا لست سلفيا ولا إخوانيا " لذلك أحببناكم , ومازلنا نحبكم ,, لكن نحب ان نلفت نظركم , أن هناك الكثير ممن لا يريدون أن لا تكمل المشوار , هؤلاء يريدون الإذاء بمصر, وتلبيسها لباس الجهل والظلام .. نتمني أن لا تتهاون معهم من أجل مصر, التي أعطتنا الحياة والكيان , وان تبدأ في محاربة هذا الفساد الذي تجرد من الضمير, لخلق فتنة عظيمة تعمل علي هدم البلاد . 

     هناك حرية فساد أخري , تغلغلت المؤسسة التعليمية , واعتقد أن التسيب في تنفيذ القوانين , أعطت قنوات المؤسسة التعليمية الحرية الفاسدة .. فإنتشرت اللامبلاة بين هيئة التدريس , والطلاب في جميع مراحل التعليم . حتي أصيح الطالب يتصرف مع أستاذه تصرفات غير لائقة , ربما وصل الأمر إلي تهديد المدرسين تحت إسم الحريات , وفي المقابل أيضا , وصل الحال أن السادة المدرسين أماتوا ضمائرهم , وأغمضوا عيونهم , وصمّوا أذانهم , ونزعوا قلوبهم , وحدقوا عيونهم , مادين أياديهم , إلي مصادر المال بدون خوف من القانون , بل  كانوا يتصرفون علنا , وامام كل من يهمهم الامر من مسئولي التدريس , مبررين ايضا ان هذه هي الحرية ..

    أنتهز فرصة إحتفالنا بيوم 30 يونيو بثورة الشعب ضد الفاشية المتطرفة , واقول أن مجهود ما تعمله يا رايس , سوف يذهب سُدي إلاّ لو أعطيت جزءَ من وقتكم في وأد الفتنة وهذا يأتي بتفعيل القوانين ,, كذلك بتغيير سياسة التعليم من جذورها ... أي التخلص من الحريات الفاسدة التي لا يرضي بها الله .

وإلي كل مصري شريف أرجع به إلي عهد باكورة ثورة  23 يوليو  لأعيد له هذه الوصايا الثلاث  : "الإتحاد والنظام والعمل أولا "..  ثم الحريات ثانيا ...!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع