خواطر العرضحالجي المصري ( في العيد ) *د. ميشيل فهمي
بادئ ذي بِدءّ ، أٓتـوجه لِشخْصكم ولأِسرتكم الكريمة بكل التهنئة وخالص الأُمنيات وأصدقهــا بمناسبة عيد الفطر المُبٓــاركّ ، من قلـب
مصري ، مثل ملايين القلوب المصرية المُفعٓمِّة بكل المحبة لشخصكم والتقدير لأعمالكـــم والإندهاش لإنجازاتكم ، والإحترام لأقوالـكم ، والإعجاب بِسموّ أخْلاقكم التي هي في مُجْملِها مِثـــــال للشخصية المصرية والتي إفتقدناها طويـلاً ومنذ إختطاف مصر بأيدي المتآمرين من أهل الشٓرّ .
السيد الرئيس
لا أُريد ولا أرغب ولا أتمني أن أزيد من هموم سيادتك والتي ينــوء
بها كاهلك .... فأنا أعرف والـــعالم يعلم أن سيادتك تُــواجه أقصـــي المشِكلات ، وتتحدي أعتي الصعوبات بالهمة العالية والروح النضالية التي تستمدها من نظريتك الرائعة " إمتلاك القُدرة " للمصريين ًوالــتي بها نفذتّ أعمـال ومشاريع عملاقــــة إعجازيـــة أبهرت القاصـي قبـل الدانـي ، وأنك تواجه الجِبٓـــالّ الرواسيٌ وتدحرها بمشاريعك وعزيمتك وأنك تُحــارب الزمن بِتواصل العمل ليلاً ونهاراً لتعويض مصر عن مــــا فاتها ، ولٍتُحٓقِقّ أحلامــك لمسْتقبلها ... ولكن ما يُقلِقكّ ويـزيد هٓمٓكّ ، هو أن لا يكون المصـــــــــــريين علي قلب رجل واحـــــد لِتٓقْهرّ بوحدتهم كل وكافة الصِعاب والتغلب علي كل التآمـــــــرات التي تنهال علي مصر ، لتفتيتهامن قويٓ الشر ، تعلم سيادتك وأنت خْــــير العارفيـــــين ، أن غالبيـــــة الخططّ التآمرية علي مصر تبوءّ بالفشل الذريع لسهر حُراس مصــــر من جنــود القوات المسلحة والشرطـــة وتضحياتهـــم اليومية بالأرواح ، لكن السلاح التآمـــــري القوي والفتاكّ هو " ســــلاح الفتنة الطائفية " بين أبنـــاء الوطن الواحد ، جربـوا حـــرق الكنائس وتدمير الأديـــرة وقتل بعض الأقـــباط وتهجيرهم من بلدانهم ، في التهجمات والهجماتّ التي تلت أعظم ثورة في العالم ثورة ٣٠ يونيو ،
لـــــــكن .... حّب أقباط مصــــر العظــيم لوطنهم ، وعظيم تضحياتهـم وإيثٓـــارهم للوطن علي مصالحهم ، وعلي إمتداد التاريخ ، أدي لإفشال هذا المُخطط فشلاً ذريعــــــاً ، لإحساس المُتآمرين أن المناخ الطائفي والتمييزي علي أساس الدين قد تغير ، وقد تيقنوا من ذلك بعد تسلمكم قيادة البلاد وإدارة شئون العِبادّ ، وبعد أن ضُربت معظم مٌخطٓطٓاتهم ، أعــــادوا الكٓرهّ هذه الأيْـام لاستخدام " ســــــــلاح الفتنة الطائفية " بقــــــوة ، وانضم اليهم السلفيين ، فرأينـــِا ما رأينا من حــــرق منازل أقباط ، وتهجيرهم من قُراهم ، وتدمير ممتلكاتهم ، وقتل بعضهم وخطف وأسلمة بناتهم ، وقتل كهنتهم ، ومن جرائمهم ولأول مرة في تاريــــخ مصر تعرية سيدة بسبب مسيحيتها، وقتل كهنة والتعرض لعائلاتهم ... كل هذا يُضاف إليه وقود الشائعات التي تصُبها في موجات متتالية لاتهدأ ميليشيات الإخوان الإليكترونية والسلفية ، علي شبكات التواصل الإجتماعي وبعض الصحف بل وبعض القنوات التليفزيونية مما أثر في نفوس بعض أقبـــــاط الداخل والخــــارج من المخلصين أو الغافليــــن أو المُتغافلينٌ ...ولن أدخل في تفاصيل ، لكن ما أحزنني وأحزن الكثيرين معي هو عـــدم مٓس التغيير الثوري لكثير من عقليــــات المسؤلين في الشرطة والمحليات ، واستمرار العقلية التواطؤيــــــة الطائفيــــة وعـــدمّ استخدام السلاح الرادع في مواجهة هذه الفتن ، عامــدين متعمدين ، هذا السلاح هو " سلاح القانـــــــــون " ، لأن التقاعس في استخدامه خطر جداً علي الوطن ، ويؤدي الي التمـــــادي وتفشي الفتنة وإتساع نطاقها التدميري المــادي والمعنوي ، وخاصة خطر الإنقسام والإنفصام الوطني أدي الي احساس وشـــعور وتيقن فئة قبطية كبيرة من غيــــاب تحقيق عُنْصر المواطــــــــــنة رغم مناداة سيادتك بضرورة تحقيقه مئات المرات ، لكن حروب الداخــل من الطابور الخامس ، أصــــعب وأقسي ألاف المرات من مواجهة الحروب العادية التقليدية .
والعجبّ العُجاب أن ضمن وسائل وأدوات إشعال الوطن وتفجيره ، هو أن كل قبْـــطي في أي قريــة يمتلك قطعة أرض ويٓشْرعّ في البناء عليها تُوٓجهّ إليه التهمة العُظْمي والجناية الكُـــــبري وهي أنه في طريق لبنــاء كنيسة ليتعبد فيها الأقباط بالصــــلاة الي الله القدير ، فيتكون فريـــق ردعي من المسلمين ، في حماية الشرطة المحلية ..... لمقاومــــة هـــــذا الشٓرّ العظيم والإثــم المُسْتطير ، ويقومون ( بلا سلطة ) بتنفيذ عقـــاب جماعي للأقباط المصريين المقيمين بالقرية بحرق منازلهـــــم وتدمــير ممتلكاتهم وإملاء تركهم لمنازلهم ومكان أرزاقهم ولا ينسون تدمير المبني المزعـــوم أن يكون كنيسة ( مصرية ) ومبني لعــــــبادة الله ، ولا تنسي الجهــِــات الأمنية إسـتدعاء أصحاب الأرض من الأقبــــاط المصريـــن وإستكتابهم إقرارات مع التهديدات أنهم لن يرتكبوا إثْـــــم بناء كنيسة (مصرية ) في وطنهم ، وكأنهم يستكملون دور مجتمع أهل الشر المدني من إخوان أو سلفيين أو مسلمين عاديين مُثارينٌ طائفياً في رفض بناء كنيسة مصرية ، بل يصل الأمر الي القبض علي الأقباط المصريين الذين يصلون في بيوتهم بعد أن يضيق الأمر عليهم بل يستحيل في بناء كنيسة مصرية للصلاة فيها ....بينما لا يثور هذا المجتمع الإسلامي لبناء قهوة بالقرية يتداول فيها لعب القمار مع تدخين الممنوعات !!!
ناهيك سيادتك عن إختلاق مشاكل وإصطناع خلافات كحرق مكوجي مسيحي لقميص مسلم من زبائنه ، أو إشاعة حُب فتي مسيحي لفتاة مسلمه فتحرق منازل الأقباط المصريين بموقع بلد الإشاعة ... لكن العكس مُرحٓبّ به ، وإلْـــــي متي سيستمر هذا المسلسل الطائفي الــبغيض في بلد يــــــتطلعّ الي تطبيق المواطنْــــة الدستورية
سيدي الرئيس
لابد من وقفة بحثية دراسية وإجتماعات مع الجهات السيادية والوزراءالمختصين ينتج عنها إتخاذ إجراءات قانونية وتنفيذية لــــوقف هذه المهازل التي تؤثر علي مصر في الداخل والخارج ،
سيدي الرئيس ....... لك أبناء وبنات مصريين مسيحيين ، ولَك أمهـــات وآبــاء مصريين مسيحيين يطلبون مــساواتهم في رعايتك وزيـــــــادة لمســــــاتك الإنسانية معهم !!!
وأكرر تهنئتي لسيادتكم ولأِسرتكم وللأسرة المصرية الإسلامية الكبري .
وتحيا مصر علي قلب رجل واحد .