الطائرة الروسية تهدد العلاقات مع روسيا وبريطانيا.. و"ريجيني" تهدد العلاقات مع إيطاليا
كتب - نعيم يوسف
أعربت وزارة الخارجية المصرية، أمس، الأربعاء، عن أسفها للقرار الصادر عن مجلس النواب الإيطالي بتأييد قرار مجلس الشيوخ بتعليق تزويد مصر بقطع غيار لطائرات حربية اتصالاً بحادث مقتل الطالب الإيطالي ريجيني، لافتة إلى أنها تدرس الرد بالمثل على القرار الإيطالي.
مصر وإيطاليا
تعود بوادر أزمة مصر مع إيطاليا إلى قضية مقتل الباحث -الإيطالي- "جوليو ريجيني"، الذي تم اختطافه في 25 يناير الماضي، ثم عُثر على جثته في 3 فبراير الماضي، على طريق القاهرة - الإسكندرية السريع، وكانت مشوهة وقد ظهرت علي جسده آثار تعذيب شديد مروع: كدمات وسحجات في جميع أنحاءالجسم نتجت عن ضرب مبرح ووحشي، ورضات ممتدة نتجت من ركلات ولكمات واعتداءات باستخدام عصا.
بعد شهور نُشر خلالها العديد من البيانات المصرية، إلا أن إيطاليا رفضتها، ما تسبب في اشتعال الأزمة أكثر وفي 10 مارس أصدر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ اقتراح لقرار يدين تعذيب وقتل جوليو ريجيني والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من حكومة السيسي في مصر، وصدر القرار بأغلبية ساحقة. ليقرر مجلس النواب الإيطالي أمس الأربعاء تعليق تصدير قطع غيار الطائرات الحربية إلى مصر.
ردًا على ذلك قالت مصر إنها ستتخذ إجراءات من شأنها أن تمس مستوى التعاون القائم بين مصر وإيطاليا ثنائياً وإقليمياً ودولياً، بما فى ذلك مراجعة التعاون القائم في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط والتعامل مع الأوضاع في ليبيا وغيرها من المجالات التي تحصل ايطاليا فيها على دعم مصر.
شهدت مصر ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو مواقف متشددة من قبل بعض الدول الأجنبية، وبعد جهد كبير في الملف الخارجي، استطاعت مصر أن تطبع علاقتها مع العديد من الدول خاصة الدول الغربية، إلا أن بعض الأحداث التي وقعت في مصر مؤخرًا أدت إلى تدهور هذه العلاقات.
روسيا ومصر
تُعتبر روسيا من أشد الدول التي كانت داعمة لمصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، إلا أن أزمة الطائرة الروسية صنعت تصدعًا في العلاقات بين البلدين، حيث سقطت طائرة روسية متجهة إلى موسكو في أكتوبر عام 2015، وعلى متنها 217 راكبًا بينهم 17 طفلًا إضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 7 أفراد.
أعلنت روسيا في 17 نوفمبر عام 2015 عن سقوط الطائرة نتيجة انفجار عبوة ناسفة، كما قامت بتعليق رحلاتها الجوية من وإلى شرم الشيخ، الأمر الذي أثر على السياحة المصرية بشكل كبير، ورغم أن روسيا، والولايات المتحدة، وداعش نفسها، أقروا بأن الحادث إرهابي، بالإضافة إلى تلميحات الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه لذلك، إلا أن لجنة التحقيق المصرية لم تعلن شيء عن ذلك حتى الآن.
مصر وبريطانيا
إثر الحادث الروسي، قررت بريطانيا سحب مواطنيها السياح من مصر، في وقت كان الرئيس عبدالفتاح السيسي في زيارة إلى المملكة المتحدة، واشترطت لندن على القاهرة تنفيذ عدة إجراءات أمنية حتى تعود السياحة مرة أخرى، إلا أنه حتى الآن لم تعود السياحة البريطانية أو الروسية إلى شرم الشيخ مرة أخرى.