الأقباط متحدون - في ذكرى الزاوية الحمراء.. حرق وذبح أسر قبطية كاملة.. السادات لهيكل: قررت تفجير المسألة الطائفية.. انتهت بعزل البابا شنودة واغتيال السادات
أخر تحديث ٢٣:٠٤ | السبت ٩ يوليو ٢٠١٦ | ٢ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

في ذكرى الزاوية الحمراء.. حرق وذبح أسر قبطية كاملة.. السادات لهيكل: قررت تفجير المسألة الطائفية.. انتهت بعزل البابا شنودة واغتيال السادات

البابا شنودة والرئيس الراحل السادات
البابا شنودة والرئيس الراحل السادات
كتبت – أماني موسى
في الذكرى الـ 35 لمذبحة الزاوية الحمراء التي راح ضحيتها أكثر من 80 شهيد قبطي، والتي تعد الحادثة الطائفية الأكبر التي وضعت حجر الأساس لسلسلة تمييز وحوادث عنف طائفي ضد الأقباط، نورد بالسطور المقبلة بعضًا من كواليس هذه الحادثة.
 
بداية الأحداث
فى 17 يونيو 1981م، نشب نزاع في حي الزاوية الحمراء بالقاهرة حول قطعة أرض كان قد إشتراها أحد المسيحيين لتقام عليها كنيسة وإستصدر حكمًا قضائيًا ًبحيازتها وأصبحت ملكه بحكم القانون، غير أن السلطات المحلية دفعت بأن الأرض ملك لأحد المصانع، وعليه أستغل بعض الإسلاميين المتشددين الأمر ليكون نواة فتنة، وقاموا بأخذها عنوة وببناء مسجد عليها، وحين حاول القبطي الدفاع عن أرضه سقط صريعًا نتيجة وابل من الأعيرة النارية، وامتدت الاشتباكات لتحصد أرواح أكثر من 81 قبطي بالإضافة إلى الجرحى والمصابين.
 
علامة على بيوت الأقباط لإعطاء إشارة مهاجمتها
كان بطل الحادث مجموعة من الغوغاء وتحريض قادة كبار لصبية في عمر الأحداث ومن ثم يصعب خضوعهم لمحاكمات، وقام هؤلاء الصبية بوضع علامة على بيوت الأقباط لتكون إشارة إلى المنفذين بالهجوم والاعتداء على تلك البيوت وحرقها.
 
ذبح القمص مكسيموس جرجس فى الأحداث
 في تصريح من اللواء أبو باشا وزير الداخلية الأسبق فى حوار بجريدة الأهرام الدولي، قال أن عدد القتلى فى حادثة الزاوية الحمراء من الأقباط بلغ أكثر من 81 قتيلاً، على رأسهم القمص الشهيد مكسيموس جرجس, حيث وضعوا السكاكين فى رقبته, وطلبوا منه أن ينطق الشهادتين, فرفض فذبحوه، وقد قرر البابا شنودة الثالث دفنه بالقاهرة وعدم سفر جثمانه إلى طهطا بلده، منعًا للإثارة وإشعال الفتنة.
 
20 عائلة ماتت حرقًا
 
قام المتطرفون بإلقاء الأنابيب على بيوت الأقباط والبنزين لإشعال النيران فيها وهم بداخلها، وسط غياب تام للتواجد الأمني، وتم حرق 20 منزل بعائلاتهم على النحو التالي:
 
1 – حرق وتدمير منزل كامل مرزوق سمعان , ولما لم يجدوه بالمنزل، قاموا بحرق زوجته وأولاده أمام المنزل.
2 – حرق منزل زخارى لوندى بمن فيه.
3 – حرق منزل حزقيال حنا ومؤسسته لبيع المفروشات.
4 – حرق صيدلية الدكتور مجدى قلدس بمن فيها من العمال فى داخلها.
5 – حرق صيدلية بورسعيد وبداخلها الدكتور جرجس.
6 – حرق صيدلية الدكتور سليمان شرقاوى وهو بداخلها.
7 – حرق محل مملوك بشرى بمن فيه من ألقباط المسيحيين.
8 – حرق بوتيك زكى جرجس وحرق بداخله.
9 – حرق محل صبحى لافيل وحرق بداخله.
10 – حرق محل مجوهرات جورج عزيز صليب ومات حرقًا بداخله.
11 – حرق محل مفروشات كامل السيوطى ومات حرقًا وهو بداخله.
12 – حرق منزل رياض غالى وماتت عائلته بكاملها حرقًا.
13 – حرق منزل ملاك عريان ومات بداخلة حرقًا .
14 – حرق منزل ملك فايز ومات بداخله ايضا من أثر الحريق .
15 – حرق منزل حبيب صليب ومات حرقًا بداخله .
16 – حرق منزل ناشد كيرلس ومات بداخلة حرقًا.
17 – حرق منزل فايز عوض ومات بسبب الحريق وهو بداخله.
18 – حرق منزل شنودة جرجس ومات حرقاً وهو بداخله.
19 – حرق منزل عياد عوض ومات حرقًا بداخله .
20 – حرق منزل عزيز صليب بمن فيه.
 
السادات يعلق على الحادث: الحادثة بسبب غسيل "وسخ" والأقباط قتلوا 400 مسلم بحلوان
 
ظهر الرئيس الراحل أنور السادات في فيديو للشعب يقول فيه أن الموضوع مجرد خناقة بسيطة بين جيران، سببها "ميه وسخة نزلت من بلكونة المسيحى على غسيل المسلم"، مشيدًا بأداء وزير داخليته آنذاك النبوي إسماعيل.
وأضاف أنه وقت أحداث الزاوية الحمراء كان الأقباط يقومون بقتل مئات المسلمين بحلوان جنوب القاهرة.
 
 
السادات يعزل البابا شنودة وينفيه بدير الأنبا بيشوي
 
تصاعد الخلاف بين القيادة الكنسية والسياسية آنذاك، وفي 5 سبتمبر 1981 ألقى السادات خطبة أمام البرلمان، قام فيه بإلغاء قرار رئيس الجمهورية رقم 2782 لسنة 1971، الخاص بتعيين البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتشكيل لجنة للقيام بالمهام الباباوية من خمسة أساقفة و حدد إقامته بدير الانبا بيشوي، وألقى القبض على 1536 من مختلف التيارات الدينية والسياسية منهم 8 أساقفة و 24 كاهن.
 
 
خريف الغضب: السادات هاتف هيكل "أنا قررت أن أفجر المسألة الطائفية وسأذهب إلي مجلس الشعب بنفسي"
 
في كتاب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، تناول العلاقات المتوترة بين رأس الدولة المصرية آنذاك السادات، ورأس الكنيسة القبطية البابا شنودة، في كتابه خريف الغضب، وتناول الحديث باستفاضة عن قرارت سبتمبر 1981.
ووصف هيكل، البابا شنودة بـ الراهب المقاتل، وتناول اللقاء الذي جرى في منزل السادات بحضور ممدوح سالم وزير الداخلية، الذي أظهر انحيازًا نحو البابا شنودة متوقعًا زيادة حظوظه بالفوز بمنصب البطريرك. 
وأشار هيكل أن الاحتكاك بدأ سريعًا بين البابا والرئيس، بعد سنة وشهر من تولي البابا، ووقوع أحداث الخانكة الشهيرة، بسبب بناء كنيسة بدون ترخيص، حيث أعاد السادات استخدام الخط الهمايوني، وقامت قوات الأمن بإزالة عدد من المنشآت التابعة للكنيسة، فما كان من البابا إلا أن تحدى الرئيس وأصدر أوامره لعدد من الأساقفة بترأس موكب ضخم من القساوسة لإقامة صلوات القداس الإلهي بين الحطام. 
وعليه قرر السادات بدء المواجهة مع البابا شنوده، وهاتف هيكل تليفونيًا قائلاً: "إنني قررت أن أفجر المسألة الطائفية وسأذهب إلي مجلس الشعب بنفسي وأشرح لأعضائه تفاصيل ما يجري وأطلب منهم اتخاذ ما يرونه من قرارات". 
وأوضح هيكل أن فكرة تفجير المشكلة الطائفية، حقق للسادات التعاطف من قبل العناصر الإسلامية المتطرفة التي كان قد بدأ منذ ذلك الوقت يسعي إلي كسب تأييدها.
 
أسر مسلمة تحمي الأقباط من الحرق
من الجدير بالذكر أنه كما حوى المشهد عناصر متطرفة قامت بأعمال الإرهاب والقتل والترويع لأقباط الزاوية الحمراء، كان أيضًا هناك أٍر مسلمة معتدلة قامت بإيواء الأسر القبطية وحمايتهم من الحرق والذبح.
 
نقابة الصحفيين توجه الاتهامات إلى وزير الداخلية
 
كان رد نقابة الصحفيين على تلك الأحداث المروعة أن ارتجل الأستاذ عبد العزيز الشوربجى، في كلمة أخيرة ووجه فيها الإتهامات إلى وزير الداخلية السيد النبوى إسماعيل، بأنه المسؤول عن هذه الأحداث وكشف مخطط الحكومة لإثارة الفتنة الطائفية فى البلاد للتغطية عن فشل سياسة الحكومة فى المسألة الوطنية.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter