الأقباط متحدون - خانة الديانة ..... إيجابياتها و سلبياتها ..!!
أخر تحديث ٠٧:٢٨ | الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦ | ٣ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

خانة الديانة ..... إيجابياتها و سلبياتها ..!!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نبيل المقدس
        أكيد أغلبنا ينشرح صدره عند سماع الكلام الذي يدور حول حذف خانة الديانة من بطاقة الهوية .. وخصوصا مسيحيي مصر كدليل علي عدم وجود العنصرية التي إنتشرت اخيرا في بلادنا , ظانين أن وجود الخانة التي تُظهر هويته الدينية , سوف تقلل من عمليات العنف التي يواجهها المسيحيون بين الحين والحين ويختفي التمييز بين العقائد المتباينة .. ومن إيجابيات عدم وجود الخانة في البطاقة , من وجهة نظري هو الإختفاء ورائها في عمليات التقديم في الوطائف , أو إن كانت له مصلحة حكومية ما .. متغافلين كلمة الرب في متي 10 : 33 " َلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." وربما تكون أسمائهم المسيحية كافية بقدر عدم ذكر عقيدتهم في خانة البطاقة الشخصية للوصول إلي ما يريدونه , و تكون عواقبها سلبية , هذا لو إفترضنا أن المسيحيين يعيشون في تمييز واضح .

     هناك حادثة حدثت منذ 3 سنوات تقريبا الجاني فيها من صعيد مصر , والمجني عليها من القاهرة .. هذا الحادث يُثبت أهمية وجود خانة الديانة في البطاقة التي تحمل الرقم القومي للشخص. والقصة حقيقية عندما أتي شاب من إحدى محافظات الصعيد حاملا معه شهادة دبلوم الصنائع إلي القاهرة لبحثه عن عمل بين الشركات , وفعلا ربنا أكرمه بوظيفة عامل تشغيل في احد المصانع الموجودة بالمناطق الصناعية الجديدة .. وتشاء الظروف أن إسمه وإسم والده وجده واللقب أسماء مصرية , لا تستطيع  تمييزها إن كان صاحبها  مسلما أو مسيحيا ..

      وفي زيارته الأولي لإدارة الشركة الموجودة في القاهرة , لتخليص بعض الأمور خاصة بتكملة اوراق التعيين أحب فتاة مسيحية تعمل في قسم الحسابات لنفس الشركة .. وكرر ذهابه إلي الإدارة بإفتعال تبريرات واهية لكي يتقرب من هذه الفتاة .. بدأت الفتاة تدرك نوايا هذا الشاب , فطبيعي قبل ما تخطو الفتاة أي خطوة نحوه تأكدت انه مسيحي بحكم ان إسمه موجود أمامها في سجل العاملين . وتعارفا وبدأ يذهب معها الكنيسة وتعرف علي كاهن الكنيسة , لدرجة أن الكاهن وثق فيه تماما .. وبدأ يزور عائلتها واصبح خطيب المستقبل لإبنتهم .. وفي إحدي مرات زياراته لمنزل الفناة . نسي محفظته علي الفوتيه وهو خارج , وبحكم الطبيعة والحس الإنساني , فتحت الفتاة المحفظة ووجدت صورة إمرأة كبيرة نوعا في العمر مما يدل علي انها والدته .. لكنها كانت تلبس حجاب ابيض ,ويحوطها بأحد ذراعيه وتقف فتاة متحجبة علي الجانب الأخر منها فإكتشفت فيما بعد أنها زوجته . ولا داعي لتكملة القصة .. فالرب سترها والحمدالله , قبل وقوع حدوث فتنة .

       الدستور صريح في تقرير مبدأ المساواة وعدم التمييز بين المواطنين حسب اللون أو الدين أو الجنس، وأنه لا يوجد تفرقة في ممارسة الحقوق السياسية، ولا يجوز منع أحد من الترشح للبرلمان إلا في حالة مخالفة قانون مباشرة الحقوق السياسية.  لكن من وجهة أخري وضع الديانة في البطاقة الشخصية سيساعد على كشف الديانات الأخري غير السماوية أو السماوية، وهذا مهم جدا للمسيحيين .. فكثير من ابنائنا يقعون فريسة سهلة نتيجة الأسماء التي تتماشي مع جميع الأديان .. فوجب هنا ان نُثبتْ الديانة في بطاقة الرقم القومي . 

       قضية إلغاء الديانة في الرقم القومى ، ليست هي السبب في إشعال أزمات الفتنة الطائفية على الإطلاق في مصر، و المفروض أن الديانة ليس الهدف منها التفرقة، ولكن الأزمة في القوانين ذاتها التي المفروض أن تعدل بل يتم تغييرها من جذورها , بحيث يكون هناك ردع لكل من يسعى لإثارة الفتن، فوضع الديانة في الرقم القومي داعم للتعارف والتفاهم والهوية، وبالتالي من المهم أن تظل موجودة كما هي وليس إلغاءها و لاسيما وان المصريين مسلمين ومسيحين حريصين على إظهار نوع الديانة على بطاقة الرقم القومى، حيث يعتبرها المواطن عنوانا لشخصيته  .. ويتباهي بديانته أمام الأخر .. هذا لو كان شخص سوي.

     لكن هناك أمور أخري ينبغي " يُشترط" أن يتم إلغاء خانة الديانة منها .. لكي يتحقق بند الدستور الذي ينص علي عدم التمييز بين الناس من جهة الجنس او اللون او الديانة .. إلخ . هذه الأمور هي التي تتصل بالحياة العامة للفرد , فمثلا لا يتم وضع خانة الديانة في طلبات التقديم علي أعمال مُعلن عنها في المؤسسات الحكومية أو الخاصة .. كما لا داعي وضع هذه الخانة في بطاقات التموين أو إستمارات دخول الجامعات , حتي عند إلتحاق الأبناء بالمدارس يجب عدم إثبات ديانتهم .. مع إلغاء حصص الدين وإستبدالها بمناهج تخص تاريخ بلدنا , وغرز روح الوطنية في وجدانهم وتقبل الأخر بصدق وأمانة ومحبة.

       عموما مشكله النبذ والكره بين الأديان في مصر ليستا فى وجود خانة الديانة إو عدم وجودها فى الرقم القومى، وانما فى الافكار المتطرفة التى يبثها بعض الشيوخ المتطرفين فى عقول الشباب المصرى المغرر به، حيث تؤول هذه الأفكار إلي إرهاب المواطنين المصريين .. وربما وهو في الأغلب ينتمون إلي جماعات المتطرفة الدولية ويصير طريد البلاد متتبعا ما يُملأ عليه من قتل أو تفجير نفسه , وكل هذا تحت بند الجهاد في سبيل الله .   

      يقول بعض شيوخ العلماء ان الحل الوحيد  فى مواجهة هذا الفكر المتطرف هو تطوير الخطاب الدينى  .. لكن هذا المجهود الذي يبذل ليس كافيا , في خلق شباب خالي من هذه الأفكار , فقد فات الأوان في تقويم هؤلاء الشباب المُغرر بهم منذ نبتهم .. لكن المفروض وكما اوضحنا ان تعليم الأخلاقيات وحب الوطن وحب الغير يبدأ من الصغــر لأن التعليم في الصغـــــر كالنقش علي الحجـــــر ... !!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع