على المنظومة الدولية لحقوق الإنسان أن تضغط على الإدارة الأمريكية للإلتزام بمعايير حقوق الإنسان
تتابع مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة نيويورك وعدة مدن أمريكية أخرى على مدار اليوميين الماضيين وذلك على خلفية قيام الشرطة الامريكية بقتل مواطنين من الامريكيين السود في تصرف تفوح منه رائحة العنصرية الكريهة ، وهو ما حدا بعشرات الآلاف من الأمريكيين للتظاهر والاحتجاج ضد الممارسات العنصرية للشرطة الامريكية ، وهي المظاهرات التي شهدت احداث عنف .
إن ممارسات الشرطة الامريكية في حق أصحاب البشرة الملونة شهدت على مدار السنوات الماضية انتهاكا واضحا لمعايير حقوق الإنسان ذات الصلة ، خاصة تلك المنصوص عليها في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي صدقت عليه الولايات المتحدة الامريكية منذ عقود ، حيث دأبت الشرطة على قتل أمريكيين سود خارج نطاق القانون ، ومارس منتسبين لجهاز الشرطة الأمريكي " فظائع " مروعة تعصف بقيم الحرية والكرامة الإنسانية التي يرسخها الدستور الامريكي .
وتؤكد مؤسسة ماعت على أن ممارسات العنف والقتل التي تقوم بها الشرطة الأمريكية في حق المواطنين السود لا تنفصل بحال من الأحوال عن الممارسات التي شهدها معتقل جوانتنامو منذ سنوات وسجن أبو غريب ، فعلي الرغم من أن أحداث السجن ارتكبت في حق مواطنين غير أمريكيين بينما انتهاكات الشرطة استهدفت مواطنين أمريكيين ، إلا أنه في الحالتين دلالة واضحة على أن قوات إنفاذ القانون والقوات المسلحة الأمريكية لا تلتزم بأدني معايير إحترام حقوق الإنسان خلال فترات الحرب أو فترات السلم .
كما تشير المؤسسة إلى أن هذه التصرفات غير المبررة من الشرطة الأمريكية تعد جزءا مما تتضمنه عدة قوانين أمريكية في عدة ولايات من تمييز واضح ضد أبناء البشرة الملونة خاصة البشرة السوداء ، وهو ما يتعارض بشكل فاضح مع إتفاقية مناهضة كافة أشكال التمييز العنصري ، ويتناقض مع قيم العدالة والمساواة التي يحب أن تسود في المجتمعات المتحضرة .
وتطالب مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان الشرطة الامريكية بضرورة احترام معايير حقوق الإنسان خلال التعامل مع التظاهرات والاحتجاجات المشروعة للمواطنين الامريكيين ، كما تطالب جهات السلطات الأمريكية المختصة بضرورة التحقيق الناجز في العمليات المتصاعدة لاستهداف الشرطة الأمريكية لمواطنين سود على خلفية عنصرية
وفي نفس السياق فإن المؤسسة تدعو منظمات حقوق الإنسان الدولية غير الحكومية ، وكذلك الآليات الاممية لحماية حقوق الإنسان وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باتخاذ مواقف داعمة لحق المواطنين الامريكيين السود في التخلص من ممارسات التمييز العنصري التي ترتكبها السلطات الأمريكية ضدهم ، وأن تقوم هذه المنظمات بمسئولياتها الأخلاقية في دفع الإدارة الأمريكية إلى الإلتزام بمعايير حقوق الإنسان .