الأقباط متحدون - النظار..يرفض الانذار البريطانى قبل ساعات من ضرب الاسكندرية واحتلال مصر..
أخر تحديث ٠٧:٢٠ | الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦ | ٣ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

"النظار"..يرفض الانذار البريطانى قبل ساعات من ضرب الاسكندرية واحتلال مصر..


"النظار"..يرفض الانذار البريطانى قبل ساعات من ضرب الاسكندرية واحتلال مصر..

فى مثل هذا اليوم 10 يوليو 1882م..
دعا الخديو توفيق الى عقد مجلس عام يضم الوزراء وكبار رجال الدولة ليستشيرهم فى الموقف الذى فرضه وجود الاسطول الانجليزى قبالة مدينة الاسكند\رية ..

جاء الاسطول فى شهر مايو 1882 بقيادة الاميرال سيمور لاخماد الثورة العرابية ومحاولات خلع الخديو توفيق من الحكم ..لكن المهمة الحقيقية له كانت احتلال الاسكندرية كمقدمة لاحتلال باقى مصر ..وكان قائده ينتظر اللحظة المناسبة لتحقيق خطته ..حتى وجدها فى البطارايات المنصوبة فى الحصون القائمة بالمدينة ..وهو اجراء دفاعى طبيعى ..ولكن الجنرال سيمور وجد فيه الفرصة المناسبة لتنفيذ مخططه ...وطبقا لكتاب "الثورة العرابية والاحتلال الانجليزى "دار المعارف القاهرة "..فانه فى صبيحة مثل هذا اليوم 10 يوليو 1882..ارسل الاميرال سيمور قائد الاسطول الانجليزى فى البحر الابيض المتوسط انذارا نهائيا الى طلبة باشا القائد الحربى للاسكندرية يطلب فيه تسليم البطارايات المنصوبة بالحصون القائمة بشبه جزيرة رأس التين على ساحل ميناء الاسكندرية الجنوبى والاسيتم ضرب الحصون فى صبيحة يوم الغد 11يوليو 1882..

وبعد هذا الانذار ارسل نائب القنصل الانجليزى العام خطابا الى اسماعيل رباشا راغب رئيس النظار وناظر الخارجية ..يعلنه فيه بقطع العلاقات مع الحكومة المصرية وبهذين الخطوتين (الانذر وقطع العلاقات)..كانت بريطانيا تهيىء الظرف تماما لضرب الاسكندرية كخطوة اولى لاحتلال مصر ..وتأكد ذلك من فشل كل محاولات راغب باشا لدى الاميرال سيمور ,..وطبقا للرافعى فان راغب دعا قناصل فرنسا والمانيا والنمسا وروسيا ليقوموا بمساعيهم يوم 10يوليو ولكنهم لم يفعلوا شيئا لانهم كانوا على يقين بان الضرب واقع لامحالة فى اليوم التالى وذهب راغب باشا بنفسه الى البارجة "انفسيل"..الراسية فى الميناء فوجد فيه اصراره على انذاره بانزال المدافع التى فى الحصون ..

بعد ان فشلت مساعى راغب باشا توجه الى سراى راس التين وعرض على الخديو توفيق نتيجة مساعيه ..فدعا الخديو مجلساعاما يضم الوزراء وكبار رجال الدولة لمناقشة الامر وفيما يجب ان يكون جواب الحكومة على الانذار ..وحضر الاجتماع جناب الخديو توفيق ودرويش المندوب العثمانى واسماعيل راغب رئيس النظار وناظر الخارجيىة ..وطبقا للرافعى"اختلفت الاراء فذهب البعض الى التسليم ومن هؤلاء درويش المندوب العثمانى ولكن استقر رأى الاغلبية على رفض مطالب الاميرال ..وتقرر ارسال وفدا اليه ليؤكدوا له ان المصريين ليسوا اعداء الانجليز ..وانه لسد باب النزاع سيتم انزال ثلاثة مدافع من ثلاثة طوابى هى طابية المكس وطابية صالح وطابية السلسلة..ويقول عرابى فى مذكراته ان الاميرال رفض ذلك..بل طلب تسليم له حصون طوابى المكس والعجمى وباب العرب..وانه ان لم يجب لطلباته حتى طلوع الشمس فانه سيباشر القتال

وانفض مجلس النظار وفى المساء حرر ردا على الانذار النهئى بيانا جاء فيه "نحن هنا فى وطننا وفى بيتنا فمن حقنا بل الواجب علينا ان نتخذ عدتنا ضد كل عدو مباغت ..يقدم على قطع اسباب الصلات السلمية التى تقول الحكومة الانجليزية انها باقية بيننا ..ومصر الحريصة على حقوقها الساهرة على تلك الحقوق لاتستطيع ان تسلم اى طابية دون ان تكره على ذلك بحكم السلاح"..

ويقول الرافعى انه من البيانات والمراسلات يتضح ان الانجليزكانوا مصممين ..على احتلال الاسكندرية سواء ضربوها او لم يضربوها وسواء قبل الانذار النهائى او لم يقبل ..

وفى اصيل يوم 10 يوليو انتقل الخديو بموكبه من سراى رأس التين الى سراى الرمل..وظل بها الى ان وقع الضرب فى اليوم التالى 11يوليو وظل بها الى ان انهزم العرابيين واحتل الانجليز مصر..!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter