لا يمنع اختلافى مع الدعوة السلفية بعمومها ورموزها من تهنئة نادر بكار، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، بحصوله على درجة الماجستير فى الإدارة الحكومية من جامعة «هارفارد» الأمريكية، عقبال الدكتوراة يا نادر، يا رب أشوفك دكتور قد الدنيا زى عمك مرسى العياط.
فى «غزوة هارفارد» الأكاديمية، لفتنى أمران، الأول فرح الدعوة السلفية العارم بنجاح بكار، وكأنه فتح فتحاً، من إمبارح العشا إلى اليوم الضحى والتهليل والتكبير لا ينقطع فى مجالس السلفية، أول سلفى فى التاريخ يحصل على ماجستير من «هارفارد» دخل تاريخ السلفية، سيسجل فى سجل فتوحات السلفية العظمى.
السلفية تمثلوا بالمهشتجين والعياذ بالله، وأطلقوا هاشتاجاً على «فيسبوك» بعنوان «دمت متألقا». وتسابق شباب الدعوة السلفية إلى تهنئة بكار، ووصفوا حصوله على الماجستير بالأمر العظيم، قائلين: «النادر نادر بكار مشرفنا فى كل مكان»، جديدة طريقة احتفال السلفية، غادروا الأوراد إلى الهاشتاجات، مرحى.. مرحى رياح التغيير تهب على شباب السلفية، يا ألف نهار أبيض.
الأمر الثانى.. الإخوان كعادتهم حقودون عقورون، لم يهنئوا أخاهم بكار بالفتح العظيم، ولم يوفدوا وفداً من شبابهم إلى ديار الدعوة السلفية بالإسكندرية للتبريك، فى قلوبهم مرض حتى من أبو كف رقيق وصغير، وكأن بكار سرق منهم «المعزة رشيدة»، وشن شباب الإخوان هجوماً حاداً على فتى السلفية المدلل، أبو ضحكة جنان، سنوا أسنانهم الحادة لتقطيع لحم بكار.
تقرير «اليوم السابع» المعتبر يرصد تخوين الإخوان لبكار، الماجستير من جامعة «هارفارد الأمريكية» ثمناً لخيانته للدين والوطن وحلق لحيته، سيبك من حلق لحيته، كذبة، أعرف أن بكار قصّر لحيته ولم يحلقها، وأفتى مفتى السلفية، ياسر برهامى، بجواز تقصير بكار لحيته، ولكن متى خان بكار دينه؟، لم يصلنى بعد خبر خيانة بكار لدينه، ومتى كانت الخيانة، وكيف كانت، وشواهدها؟
أخشى من فتوى إخوانية بتقطيع أيدى وأرجل بكار من خلاف، معلوم آفة حارتنا الخيانة ومنها التخوين، المضحك أن الإخوان خونة الأوطان يصمون بكار بخيانة الوطن، صحيح اللى اختشوا ماتوا، وهل يعترف الإخوان أصلاً بالوطن؟، وهل الإخوان أصلاً لهم وطن؟.. أليس الوطن حفنة من تراب عفن يا معفنين، الله يرحم أيام «طز فى مصر»!!.
هذا ليس دفاعاً عن بكار، اللهم اضرب الإخوان بالسلفيين والعكس، ولكن تثبيتاً لمفاهيم الوطنية، الخائن من هلل وكبّر لتحركات وهمية للأسطول السادس الأمريكى فى المتوسط أيام «رابعة أول»، الله لا يرجعها، ولا يزال يترجى الأمريكان فى إعادة الجاسوس إلى الحكم، وما حكم شيوخ الغبرة على من يتآمر على وطنه فى جولات مكوكية من الكونجرس الأمريكى إلى العموم البريطانى؟.
حديث الخيانة يسرى، عجباً إذا كان بكار خائناً لأنه ارتحل إلى «هارفارد» وحصل على ماجستير «الخيانة» فالعياط سبقه فى طريق الخيانة ومشى فيه، عندما تحصل على منحة للخيانة من بروفيسور «كروجر» من جامعة «جنوب كاليفورنيا» لتحضير الدكتوراة فى الخيانة.. طريف أن يغمز إخوانى فاشل فى جنب بكار متسائلاً: «هى دى مش بلاد الكفر يا نادر؟، إخص عليك وفين اللحية والبنطلون القصير».. طيب وإخوانك المنتشرين بين لندن وواشنطن أليس إخوانك أولى بالنصيحة، الأقربون أولى من بكار المكار.
لسان الحال، هو بكار كفر ولا أجرم، بكار كان فى غزوة، فتح، لماذا كل هذا الغل الإخوانى، تخليص ثارات قديمة مع بكار وحزب النور، قال قائل منهم لبكار «احلق لحيتك وخد دكتوراة»، كفاية غل بدلا من هذا المُحن الإخوانى، هل هنأتم أخاكم نادر بكار؟!
نقلا عن المصري اليوم