الأقباط متحدون - رسالة الإمام على
أخر تحديث ٠٢:٤٠ | الاثنين ١١ يوليو ٢٠١٦ | ٤ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

رسالة الإمام على

كاتب المقال
كاتب المقال

 يقول الإمام على بن الحسين، رضى الله عنه وعن آل بيت النبوة الكرام: «ليس من العصبية أن يحب المرء قومه، ولكن العصبية أن ترى شرار قومك خيراً من خيار قوم آخرين».

 
وقعنا فى هذا الفخ مرة بعد 25 يناير 2011، كان أهل الثورة من الشباب يرون أنهم الأنقى والأكثر طهارة، بينما أهل نظام «مبارك» يرون أنهم أهل الخبرة والفهامة والوطنية، ثم وقعنا فى الفخ مرة ثانية بعدما أظهر «الإخوان» وجههم الاستحواذى القبيح، وأصبح أبناء تيار الإسلام السياسى يؤمنون بأنهم أهل الحق والدين والإخلاص.
 
ولأننا لسنا مؤمنين، فكان واجباً أن نلدغ من نفس الفخ للمرة الثالثة بعد 30 يونيو، وتم تقسيم المجتمع إلى «بتوع 25 يناير» و«بتوع 30 يونيو»، أهل الثورة الأولى متعصبون لفكرتهم وسبقهم بخلق العالم السياسى الجديد، وبعض ممن نسبوا أنفسهم للثورة الثانية يرون أنهم أهل الوطنية، وكل ما سواهم عميل وخائن ونكسجى.. وما بين هؤلاء وهؤلاء يوجد وطن وعده الجميع بالدعم والعمل لإنقاذه من مرحلة خطرة فى تاريخه، فإذا بالجميع يتخلون عنه من أجل غنائم صغيرة.
 
حتى تفهم أكثر الحكمة الكامنة فى طيات كلام نسل النبى -عليه الصلاة والسلام- عُد إلى مقاطع الفيديو القديمة التى تم تسجيلها بعد ثورة يناير مباشرة، وعُد إلى الصور المنشورة فى الصحف لجبهة الإنقاذ وأهل الإعلام قبل 30 يونيو مباشرة، واسأل نفسك: هل كانت الكعكة كبيرة ومغرية إلى هذا الحد الذى يحول هذه الكائنات البشرية التى تتصدر مشهد النخبة الإعلامية والسياسية من وضع الحميمية والضحك والتكاتف إلى وضع التنافر والسباب والاقتتال الذى يدفع الشارع المصرى ثمنه، بينما هؤلاء السادة السياسيون والحزبيون والإعلاميون يحصدون مكاسب وجودهم قرب السلطة وشهرة وجودهم على رأس قوائم المعارضة؟.
 
لا تترك العنان لمؤشرات ضغط دمك وأنت ترى هؤلاء الضاحكين فى صور ما قبل بدء جمع غنائم الثورتين وهم يتقاذفون اتهامات أخلاقية على شاشات التليفزيون، ويصف كل واحد فيهم الآخر بالعمالة والخيانة، وكأن ما كان بينهم عشق حرام وغش إنسانى مبين.
 
اسأل نفسك: وفيها إيه لو تمت عملية فرز وتطهير تضع الخبيث على الرف وتفتح الباب للطيب من البشر وهم كثر ولكنهم اختاروا العزلة اتقاء لشر الاشتباك مع الشتامين ومطلقى اتهامات الخيانة؟
 
ألا يحقق ذلك الأحلام ويحفظ شعار «إيد واحدة» فى ثلاجة الوطن إلى الأبد؟.. ستأتيك الإجابة عن السؤال السابق بنعم.. لكى تتأكد أن واحداً من هؤلاء الذين فضلوا مصالحهم الشخصية على مصالح الوطن، سواء كان إخوانياً أو ليبرالياً أو يسارياً أو مالوش فيها لا يستحق منك دعماً ولا تعاطفاً ولا حتى دعاء بعد ممات؟!!.. اضحكوا يا سادة فسوف تبدو الصورة فى مرحلة ما أكثر ريبة مما مضى.
 
 
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع