الأقباط متحدون - فوتوشوب..
أخر تحديث ١٨:٥١ | الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦ | ٥ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

فوتوشوب..

حمدي رزق
حمدي رزق

 بعيداً عن توقيت زيارة وزير الخارجية، سامح شكرى، إلى تل أبيب، ومناسبتها، وأهدافها المعلنة فى المؤتمر الصحفى، وما هو غير معلن وتحفل به الصحف الإسرائيلية، وما كشف عنه مصرياً فعلياً، وما سيكشف عنه لاحقاً.. كله بأوانه.

 
وبعيداً جداً عن استهداف الزيارة فى سياق استهداف سياسات السيسى الداخلية والخارجية، وباعتبار «شكرى» عند البعض «الإخوانى» وزير خارجية السيسى وليس وزير خارجية مصر، وباعتبارها فرصة سنحت للمحتقنين سياسياً من السيسى لتفريغ طاقات الكبت والغضب وصولاً إلى حديث الخيانة والتخوين.. حديث الخيانة يسرى.
 
وبعيداً جداً جداً عن الغضبة الوطنية الحقة والمرارة فى حلق البعض من هذه الزيارة، والتى عبرت عنها منابر قومية فى سياق وطنى، كما جاء فى بيان نقيب المحامين سامح عاشور، وهى غضبة لافتة ومعتبرة، ورسالة بعلم الوصول أن بين القاهرة وتل أبيب ما بين السماء والأرض، و«شكرى» فى تل أبيب من الضرورات التى تبيح «استثناء» المحظورات، ولكن الحظر الشعبى قائم والمقاطعة الشعبية مستمرة، طالما شبر من القدس المباركة محتل.
 
وبعيداً جداً جداً جداً عن الهجمة الفيسبوكية المعتادة تتويتاً ورسوماً وكارتوناً، الزيارة حطت كاللعنة الفيسبوكية على رأس وزير الخارجية، هجمة شرسة بتنوعها، ورفضها، وغضبتها، وعفويتها، «كل اللى له واللى مالوش» فى الشؤون العربية صار خبيراً فى شؤون وأطماع وخرائط الدولة العبرية، نفس خبراء الرافال والميسترال، وهذا فى تحليل وطنى جيد وحسن أن ينتبه جيل إلى تضحيات جيل أو أجيال، والثورة قايمة والكفاح دوار.
 
وقريب من كل هذا، سافل من السفالة، التى هى قرين الانحطاط، أن تفبرك معامل الإخوان للفوتوشوب صورة للوزير شكرى منحنياً فى ركوع شبه كامل وهو يسلم على الكريه ذى الرائحة النفاذة «نتن إسرائيل» قبل أو بعد المؤتمر الصحفى المشترك، ومعلوم أن شكرى وزير طويل التيلة، إذا ركع يركع بزاوية قايمة 90 درجة.
 
الصورة الفوتوشوب إذ فجأة صارت «حديث المدينة» واحتلت شاشات الحاسوب، وجرى تشيير الصورة بمتوالية عددية رهيبة، وكأنها حمى اجتاحت الفيس وتويتر، وتعليقات من عينة المذلة والعار والفضيحة، ومقارنات بدت غريبة بين «شكرى» المنحنى وعمرو موسى واضعاً قدماً على قدم، فى وجه الأعداء، ووصلت المقارنات إلى حدود المقارنة بين «شكرى» والراحل «أحمد ماهر» الذى ضرب على «باب المغاربة» فى زيارة للمسجد الأقصى، «شكرى» يتناول العشاء فى بيت «النتن» ويشاهد نهائى أوروبا، و«ماهر» يصر على دخول الأقصى، ورجوعاً إلى الخلف حتى بلغنا استقالة وزير الخارجية إبراهيم كامل احتجاجاً على زيارة الرئيس السادات إلى القدس.
 
ورغم أن أى طالب فى «سنة أولى فوتوشوب» يكشف أنها صورة مركبة تركيباً، وأنه باختبار كشف الصور يتضح زيفها، إلا أن الحملة التى صاحبت نشر هذه الصورة المفبركة كانت من الضراوة التى تؤشر على نقلة نوعية فى حملة الإخوان على نظام الحكم، وهنا يجدر التوقف والتبين والانتباه لما هو قادم.
 
الإخوان غيّروا من خططهم، لم يعودوا للظهور كإخوان، بل يظهرون متخفين فى رداء الوطنية فى مناسبات وأحداث ومواقف هى مشترك وطنى بين كل المصريين، يتسللون بليل إلى مخادع الوطنيين، ويعمدون إلى استثارتهم تحت لافتات وطنية، والتفاعل معهم، لتأجيج الغضب ضد النظام على أرضية وطنية وليست على أرضية إخوانية.
 
لاحظ اختفاء شعارات الشرعية وعودة مرسى وحتى إشارات رابعة الصفراء، كلها اختفت، لم يتبق سوى دمعة فى المناديل على الوطن السليب، الإخوان ومن والاهم أمس القريب كانوا فى حالة تبريك وتهليل وتكبير للفاتح رجب طيب أردوغان الذى غزا تل أبيب، غزوة تل أبيب، وهنا تصح المقارنة أحرام على «شكرى» الزيارة حلال لأردوغان؟.. هذا على سبيل التندر ليس إلا!
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع