الأقباط متحدون - مولانا.. . «محمد حسان»
أخر تحديث ١٤:٥٣ | الاربعاء ١٣ يوليو ٢٠١٦ | ٦ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مولانا.. . «محمد حسان»

 نشوى الحوفى
نشوى الحوفى

لم تدهشنى مطالعتى لخبر نشره «المصرى اليوم» مؤخراً وتضمن ترجمة لمقتطفات من حوار أجراه المراسل الخاص لمنطقة الشرق الأوسط لصحيفة الإندبندنت البريطانية «روبرت فيسك» مع أحد الإرهابيين المنتمين لداعش والمترجم الخاص بهم، الذى قُبض عليه مؤخراً فى سوريا ويدعى «محمد يحيى»، الحوار لا يكشف فقط عن الدور الذى يلعبه تجار الدين فى بلادى أياً كانت ملتهم «إخوان - سلفيين - تكفيريين» ولكنه يكشف عن واقع مؤلم يؤكد أن سفراء السلفية فى بلادنا العربية المُمولين من قبل السعودية -للأسف- قادرون على صناعة الإرهاب تحت مسميات عدة. قبل الحكم على كلماتى تلك اقرأ ما قاله هذا الشاب بهدوء لتدرك مدى حاجتنا لغسيل العقول والضمائر والتعليم والثقافة ونسف الخطاب الدينى بصورته الحالية فى بلادنا.

يقول محمد يحيى الذى لا يتعدى عمره 19 سنة إنه سافر من قرغيزستان إلى مصر للدراسة فى جامعة الأزهر التى ظل بها لمدة عام ونصف العام ارتاد فيها دروس الشيخ محمد حسان وتأثر بأفكاره وفتاواه خاصة تلك التى أباح فيها السفر لسوريا للجهاد ضد نظام بشار الأسد، وقال يحيى نقلاً عن فتوى حسان نصاً كما جاء فى الحوار: «كل مسلم يجب أن يذهب ويشارك فى الجهاد بسوريا»، وأضاف يحيى فى حواره أن حسان أعطى كل طالب أشرطة تحتوى على تسجيلات فيديو تظهر الجيش السورى فى ممارسات بشعة ضد المواطنين السوريين، وقال حسان للحضور يومها: «يجب أن تذهبوا للجهاد فى سوريا»، وتابع يحيى قائلاً: «ملأ الكلام عقلى»، الواقع ووفقاً لرواية يحيى فإن حسان لم يملأ عقله بالكلام فقط ولكنه ملأ جيبه أيضاً وجيب من معه من الحضور بمبلغ 100 دولار، ثم سرد يحيى لفيسك مسار رحلته من مصر لسوريا عام 2013، حيث سافر إلى إسطنبول بعد أن أخبره طالب آخر أن عليه أن يتصل بشخص يدعى أبومحمد التركى، وهو المسئول عن مساعدة «المجاهدين» للوصول إلى سوريا، وأوضح يحيى أن أبومحمد أخبره أنه لن يواجه أى مشكلة فى تركيا، حيث إن هناك العديد من الشباب مثله، وبعدها تم نقله عن طريق المهربين، موضحاً أن هناك العديد من الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين 15 و18 عاماً من أصول عربية وأجنبية، وبعد العبور لسوريا وجد محمد يحيى بيوت ضيافة مختلفة لاستقبال الوافدين من قبل الجماعات المختلفة، فهناك بيت لـ«داعش» و«جبهة النصرة»، وانضم يحيى لتنظيم «داعش» بناء على نصيحة مواطن من قرغيزستان قابله هناك، وأخبره أن «داعش» هو الأقوى حيث عمل يحيى كمترجم لداعش، ومكث عدة أشهر فى الرقة قبل أن يتم القبض عليه، ويتم نقله للسجن العسكرى بدمشق من قبل الجيش السورى.

انتهت تفاصيل القصة التى تعنينى يا سادة فى الحوار. ودعونا نتساءل أين الدولة من حسان ومن هم مثله كالحوينى ويعقوب وغيرهم من المُمولين من السعودية التى نعلم جميعاً علم اليقين إنفاقها مليارات الدولارات لنشر السلفية الوهابية والترويج لها فى كل العالم وبخاصة بلادنا العربية عن طريق أمثال هؤلاء الذين غيبوا وعى الشباب باسم الدين للأسف؟ هل تابعتم الحديث الذى يذكر فيه مترجم داعش تلميذ حسان أنه وزع عليهم «سى ديهات» مصورة بها أعمال عنف يمارسها جيش بشار ضد شعبه؟ هل لفت نظركم مبلغ 100 دولار التى منحها للحاضرين وتعلمون أنه مبلغ ضخم لغالبية من يحضرون تلك الدروس، ليبقى السؤال من أين تأتى دولاراتك يا شيخ حسان؟ ربما تكون من تحويل الملايين التى جمعتها فى عام 2012 بدعوى الاستغناء عن المعونة الأمريكية من البسطاء الذين صدقوا ادعاءاتك؟ هل لاحظتم تنوع انتماءات بيوت الضيافة المتعايشة مع بعضها، جبهة النصرة الممولة من السعودية وقطر بجوار داعش يعيشون فى سلام، وعليك فقط أن تختار فصيل الإرهاب الذى تفضل الإقامة معه!

تُرى متى سنفيق من تلك الغيبوبة التى أغرقونا فيها باسم الدين؟ متى سنقدم تعليماً وإعلاماً وثقافة ترتقى بالعقول والضمائر معاً؟
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع