فى مثل هذا اليوم 13 من يوليو 1902م..
تم افتتاح المتحف المصرى
اسست الحكومة المصرية المتحف المصرى 1835 لتجميع الاثار الفرعونية التى تملكها الحكومة . تم تشيد المتحف الحالى برسومات من تصميم الفنان الفرنسى مارسيل دورجونون. يضم المتحف اكثر من 120000 قطعة اثرية منها تحف اثرية من عهد الاسرة الفرعونية من الحقبة المتوسطة والتى تم العثور عليها فى دهشور ومقبرة الملك تحتمس الثالث واثار من عهد امننحتب وحور محب وقناع توت عنخ امون..
في 19 يونيو 1858. بدأ مارييت في عمل برامج مكثفة للبحث الأثري لكنه واجه مشكلات عديدة خاصة في المرحلة الأولي لإنشاء تلك المصلحة وأنشأ مخزنا للآثار علي ضفاف النيل ببولاق, والذي تحول إلى متحفا عند اكتشاف كنز الملكة إياح حوتب في 5 فبراير 1859 بمنطقة دراع أبو النجا بطيبة, وكان من أهم القطع المكتشفة التابوت الذي وجدت بداخله مجموعة من الجواهر والحلي والأسلحة التي كانت علي درجة عالية جدا من الروعة والفخامة, حرضت الخديوي سعيد علي التحمس بإنشاء متحف للآثار المصرية في بولاق. وقد تم بناؤه في عهد الخديوي إسماعيل وافتتح للزيارة للمرة الأولي عام 1863, وكان المتحف في بدايته عبارة عن مبني ضخم يطل علي النيل, إلا أنه تعرض لفيضان النيل في عام 1878 فغمرت المياه قاعات المتحف لدرجة أن مجموعة من المعروضات ذات القيمة الفنية العلمية قد فقدت.
اعتبر مارييت متحف بولاق مكانا مؤقتا, وبعد حادث الفيضان وجد أن الفرصة سانحة للمطالبة بإنشاء مقر دائم للمتحف ذو قدرة كبيرة علي استيعاب مجموعة أكبر من الآثار وفي الوقت نفسه يكون بعيدا عن مسار الفيضان. وبعد وفاة مارييت تولي لوجي فازيلي الذي عمل مع مارييت قرابة عشرين عاما, ثم خلفه في المنصب جاستون ماسبيرو الذي حاول نقل المتحف من مكانه في بولاق, لكن لم يحالفه الحظ. وفي عام 1889 وصل الحال بالمبني الذي يحوي مجموعات الآثار إلي ذروة ازدحامه, حيث لم تعد هناك حجرات كافية سواء في قاعات العرض أوالمخازن للمزيد من الآثار. وكانت الآثار التي يعثر عليها خلال الحفائر تترك في مراكب بمصر العليا لفترات طويلة.
أدي هذا الوضع المأساوي إلي تنازل الخديوي إسماعيل عن أحد قصوره بالجيزة في المكان الذي تقع به حديقة الحيوان الآن, ليكون المقر الجديد للمتحف. وما بين صيف ونهاية عام 1889 كان قد تم نقل جميع الآثار من متحف بولاق إلي الجيزة.
في يناير 1897 بدأ حفر الأساسات لمبني المتحف الجديد (الموقع الحالي بالتحرير) علي امتداد ثكنات الجيش البريطاني بالقاهرة عند قصر النيل. واحتفل بوضع حجر الأساس في الأول من أبريل من العام نفسه في حضور الأمير عباس حلمي وعالم المصريات الفرنسي ماسبيرو الذي عاد في هذا الوقت لرئاسة مصلحة الآثار, وتم الانتهاء من المشروع علي يد الألماني هرمان جرابو.
في نوفمبر 1903, عينت مصلحة الآثار المهندس المعماري الإيطالي إليساندرو بارازنتي الذي تسلم مفاتيح المتحف منذ التاسع من مارس 1902 ونقل المجموعات الأثرية من قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة إلي المتحف الجديد وهي العملية التي استُخدم خلالها خمسة آلاف عربة خشبية, أما الآثار الضخمة فقد تم نقلها علي قطارين سيرا ذهابا وعودة نحو تسع عشرة مرة بين الجيزة وقصر النيل. وقد حملت الشحنة الأولي نحو ثمانية وأربعين تابوتا حجريا, تزن ما يزيد علي ألف طن إجمالا. إلا أن عملية النقل قد شابتها الفوضي بعض الوقت.. وتم الانتهاء من عمليات النقل في 13 يوليو 1902, كما تم نقل ضريح مارييت إلي حديقة المتحف, تلبيةً لوصيته التي عبر فيها عن رغبته في أن يستقر جثمانه بحديقة المتحف مع الآثار التي قضي وقتا طويلا في تجميعها خلال حياته..
في 13يوليو 1902 تم افتتاح المتحف المصري رسمياً. واعتمد المتحف الجديد علي أسلوب عرض يقوم علي ترتيب القاعات ترتيباً تدريجياً ولم يؤخذ في الاعتبار تخصيص حجرات لفترات الاضطراب, نظرا لأنها اعتبرت غير ذات أهمية تاريخية. وقد صنفت الآثار بالمتحف حسب موضوعاتها, إلا أنه لأسباب معمارية ثم وضع التماثيل الضخمة في الدور الأرضي, في حين تم عرض الخبايا الجنائزية المكتشفة في الطابق الأول تبعا للتسلسل التاريخي, وفي كل يوم يتم وضع وتجميع آثار في عدد من الحجرات وفقا لموضوعاتها. وأصبح المتحف الوحيد في العالم المكدس بالآثار لدرجة أنه أصبح مخزنا, وعندما سُأل ماسبيرو عن السبب, أجاب بأن المتحف المصري هو صورة للمقبرة أو المعبد الفرعوني, فقد كان يستغل الفنان كل جزء فيه لوضع لوحة مرسومة أو نقوش هيروغليفية, بل إن المنزل المصري الحديث في ذلك الوقت كان يتم فيه وضع لوحات وصور بحيث يستغل كل جزء علي الحائط, أي أن المتحف صورة للمصري الحالي والقديم!!