كتب - القمص أثناسيوس جورج
التوعية هي عملية تسير إلى إكساب الشخص وعيًا Øول قضية بعينها؛ وتبصيره بجوانبها؛ ومن هذا المنطلق تهد٠التوعية إلى التوجيه والإرشاد للتزود بالمعرÙØ© والخبرة؛ عبر معرÙØ© ماهيّة الشيء وطبيعته وواقعيته... Ùلا تأتي التوعية إلا عندما Ù†Øرص على عملية التثقي٠التي تقوﻱ مستوانا المعرÙÙŠØ› لنكون قادرين على التÙكير والتطوير والإبداع للتقدم إلى ما هو قدام.
التثقي٠الذاتي يعني أن يكون لنا برنامج يومي للقراءة والمطالعة والتÙتيش بمداومة؛ لأن للتثقي٠قيمة عالية؛ تزيدنا وعيًا لنعر٠أنÙسنا ونعر٠النعمة؛ ونÙهم زماننا وعدونا إبليس... نعي الأصول والÙصول ÙÙŠ كل أدوات ورواÙد التثقي٠التي تبنينا وتزيد وقودنا الروØÙŠ والÙكرﻱ؛ لننشط متطورين ÙÙŠ صقل هويتنا القبطية وتكوينها التاريخي والليتورجي والعقيدﻱ مع تدقيقها (دخول عالم الدقة والØرÙنة والتخصص) للانطلاق إلى الإنجاز والتميز.
لا شك أن التثقي٠يقودنا Ù†ØÙˆ التوعية التي تمكÙّننا من قراءة Øياتنا برؤية مميزة، وتنقلنا من عالم إلى عالم، نستش٠Ùيها بعين Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø§Ù„Ù‡ÙŠ الأبهىَ من كل عين الجسد، Ùخير لنا أن نمتلك عين معرÙØ© لا تقوي خشبة الجهالة أن تسقط Ùيها؛ لأننا كمسيØيين مدعوون للسلوك ÙÙŠ جدة الØياة ÙˆÙÙŠ ثبات Øياة الخليقة الجديدة بجدة الروØØŒ والله ÙˆØده هو الوØيد الذﻱ يقيم الميت لجدة الØياة؛ ولنوع مختل٠من الØياة المستنيرة المستقيمة المتبصرة؛ المبنية على تÙتيش الكتب التي نجد لنا Ùيها Øياة أبدية، متتبعين كل شيء من الأول بتدقيق؛ لنعر٠صØØ© الكلام ونÙهم الكتب والكلمة المكروز بها Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³.
Ùالمادة الخام موجودة ÙÙŠ جميع الكلمات التي تكلم بها الله؛ إذا سمعنا ÙˆØÙظنا عهدها؛ نكون له خاصة من بين جميع الشعوب (خر ١٩ : Ù¥)ØŒ وهي ملائمة لكل زمان ومكان، وهي لنا عون (أعطاهم الناموس عونًا)Ø› وهي مؤدبنا؛ وقد Ø£Ùعطيت لنا كمؤدب كما لأطÙال صغار (غل Ù£ : ٢٤)ØŒ ولكل من يسعى ويدرس ويجتهد يصير ÙصيØًا مقتدرًا ÙÙŠ الكتب؛ خبيرًا ÙÙŠ طرق الرب (أع ٢٥ : ١٨)Ø› لأنه أيه منÙعة للمخلوق إن كان لا يمكنه أن يعر٠خالقه؟! وكي٠نكون مخلوقات عاقلة إن لم يكن لدينا معرÙØ© بالكلمة وعقل الآب الذﻱ به قد نلنا عطية وجودنا. ÙتثقيÙنا الروØÙŠ يجعلنا نميز الأمور المتخالÙØ©ØŒ وكلمة الله إن استقرت ÙÙŠ أعماق Ù†Ùوسنا تÙشعل سراجنا بالنور الإلهي وبالØياة (يو Ù¦ : ٦٣)ØŒ ونÙس (الكلمة) بها خلق العالمين، وهي الواسطة المميزة عند الله للتخبير عنه والتعري٠به وبأعماله.
عدم المعرÙØ© يساوﻱ الهلاك (هلك شعبي من عدم المعرÙØ©) (هو Ù¤ : Ù¦).. ÙالمعرÙØ© المسيØية معرÙØ© اختبارية لله ولمشيئته، ومهمة الكلمة أنها تعلÙّم، ومهمة العقل أنه ينير الذهن، ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø£ØªÙ‰ إلى العالم ليعلم هذه المعرÙØ© وهذا الØÙ‚ ... من يقبله يستقبل البصيرة ويأخذ النور؛ ويعر٠الله والإنسان كليهما Øسنًا؛ لكنها لا تتوق٠عند المعرÙØ© النظرية بل تتخطاها إلى معرÙØ© الØياة أو معرÙØ© المØبة والشركة والذهن المتجدد.
لقد كان الآباء الكنسيون ÙÙŠ الكنيسة الأولى من العلماء والÙلاسÙØ© المثقÙين الذين عملوا وعلموا ÙˆØÙظوا التقليد الصØÙŠØ Ù„Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ… المبارك الممتد إليهم من الرسل أنÙسهم. الابن يتسلم من أبيه البذار الرسولية، أما الذﻱ يزدرﻱ بالتقليد وبالمعرÙØ© لا يعود ÙŠÙØسب من أولاد الله.. Ùبالانطلاق من الكتاب المقدس؛ كتاب الكتب؛ نقبل كل ما ÙŠØدث لنا كأنه مرسل من الله؛ عالمين أنه لا شيء يتم بدونه، وبدون الكتابات ذات المنبع الرسولي اليقيني.
يعيبنا الكسل العقلي الذﻱ ÙŠØÙول دون معرÙتنا بأمر خلاصنا، ويØÙول دون بنائنا الروØÙŠ والكتابي والكنسي والعقيدﻱ والليتورجي والثقاÙÙŠØŒ ÙÙ†Ø¬Ù†Ø Ø¥Ù„Ù‰ الضØالة والخواء والتÙاهة العدمية؛ لكن Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ يعلمنا ويرشدنا، وهو لا يعطينا بمكيال العقل، (ومن هو ÙƒÙوء لهذه الأمور) (Ù¢ كو Ù¢ : ١٦)ØŒ بل بالثقة ÙÙŠ القادر أن ÙŠÙعل Ùوق كل شيء أكثر جدًا مما نطلب أو Ù†Ùتكر؛ بØسب القوة التي تعمل Ùينا (Ø£Ù Ù£ : Ù¢Ù ).
لذلك التثقي٠والوعي بالمعرÙØ© الإنسانية ليس بعيدًا عن مجال عمل الكلمة اللوغوس، Ùهو ينير الطريق لكي نتقدم ÙÙŠ معرÙتنا بالله؛ وهي التي تساعد على التقوي الØقيقية، وهي أيضًا تمهيد وتدريب لكل الذين يصلون إلى الإيمان عن طريق البراهين العقلية.
معيننا هو الله الذﻱ ÙÙŠ البدء أعطى الإعلانات ويدعونا جهرًا للخلاص، وهو المعلم الذﻱ منه نتثق٠ونعي ونتلقىَ التعليم والمعرÙØ© الØقيقية التي تنمو Øسب قانون الكنيسة، عندما تتطور الØياة الإنسانية Ù†Ùسها، تصل إلى الÙهم والإدراك القائم على الشركة والاتØاد بالله.