الأقباط متحدون - دول عربية تتخذ من إسرائيل صديقة لها
أخر تحديث ٠١:٤٦ | الخميس ١٤ يوليو ٢٠١٦ | ٧ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

دول عربية تتخذ من إسرائيل صديقة لها

دول عربية تتخذ من إسرائيل صديقة لها
دول عربية تتخذ من إسرائيل صديقة لها

صرح بنيامين نتنياهو، الأربعاء 13 يوليو/تموز، بأن العلاقات بين إسرائيل ودول عربية تشهد تحولا كبيرا وجذريا، مدعيا أن ذلك سيقود إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين.

ويقول المحلل السياسي هاني أبو سباع إن هذا التصريح جاء عقب جولة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في إفريقيا، وعقده سلسلة اتفاقيات هناك. ثم جاءت التصريحات عقب ذلك تفيد بأن العلاقات مع الدول العربية الآن تتطور، وخاصة مع جمهورية مصر العربية، التي قامت بثلاث خطوات مهمة تجاه إسرائيل: الأولى تتمثل بإعادة السفير الإسرائيلي، ثم دعوة الرئيس المصري الأحزاب الإسرائيلية إلى التوحد، والعودة إلى طاولة المفاوضات.

ويوضح هاني أبو سباع أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى إسرائيل هي لدفع الجهود بهذا الاتجاه. كما أن الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الجيش المصري في سيناء قام بقصف أهداف للإسلامويين. وإضافة إلى ذلك، هناك حديث عن إمكانية عقد قمة في مصر بحضور العاهل الأردني والرئيس المصري والرئيس الفلسطيني بمشاركة نتينياهو، الذي أبدى استعداده لحضورها. وتعتبر هذه مؤشرات عملية واقعية لما صرح به نتنياهو.

وهذا ما أشار إليه المحلل السياسي خليل شاهين، حيث قال إن "تصريح نتينياهو يعكس الواقع الحالي. فإسرائيل توطد علاقاتها مع عدد من الدول العربية. والعديد من التقارير تتحدث عن هذا الموضوع وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين تؤكد ذلك".

وهذا الأمر يشير إلى أن الأطراف العربية أيضا على ما يبدو باتت ترى أن الخطر الرئيس الذي يهدد المنطقة العربية والاستقرار في الشرق الاوسط ليس وجود الاحتلال المستمر للأرض الفلسطينية وممارساته المختلفة، بل في أمور اخرى كالإسلام المتشدد والمتطرف أو إيران.

وهذا الأمر يعني إعادة خلط الأولويات في المنطقة العربية بحسب خليل شاهين، عبر مقولات من نوع "إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل ودول المنطقة"؛ ما يشير إلى أنه رغم الحديث عن عدم تعديل مبادرة السلام العربية، فإن ما يجري على أرض الواقع من مشاركة بعض الدول العربية هو التفاف على هذه المبادرة وإفراغها من مضمونها، حتى وإن لم يتم تعديلها بشكل رسمي وخصوصا في القمة العربية المقبلة في نواكشوط.

لذلك يعتقد المحلل السياسي أن المطلوب فلسطينيا هو العمل الحثيث في إطار جامعة الدول العربية من أجل ضمان التمسك العربي في مبادرة السلام العربية، التي تؤكد أن الشرط الأول من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو إيفاؤها بالتزاماتها باتجاه الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة عبر الالتزام بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما يفتح الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

ومن دون ذلك، فإن هذا الأمر يعني أن ما يحدث الآن سوف يطوي صفحة القضية الفلسطينية وأهميتها وحلها بشكل عادل إلى زمن طويل مقبل، وقد يفتح المجال أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية بما يعنيه ذلك من التحضير لانفجارات مقبلة أكثر بشاعة وإيلاما مما تشهده المنطقة الحالية.

ويبين خليل شاهين أننا كفلسطينيين سمعنا بعض التصريحات من بعض المسؤولين العرب التي تلتقي مع تصريحات نتينياهو والمسؤولين الإسرائيليين. وهو الأمر الذي يشير إلى تبدل أولويات بعض الدول العربية، ويشير في المقابل إلى تراجع مكانة القضية الفلسطينية لدى الدول العربية.

هذا الامر يحفز التوجهات الإسرائيلية الحالية التي تريد أن تستفيد من خلال تطبيع علاقاتها مع الدول العربية من دون أن تدفع مقابل ذلك أي ثمن. أي من دون أن تلتزم بحل القضية الفلسطينية.

والمشكلة في هذا الموضوع تتمثل في أن أي حديث عن المبادة الفرنسية على سبيل المثال سوف يصبح مجرد أوهام؛ لأن تطبيع العلاقات مع الدول العربية من شأنه إضعاف حتى الحراك الفرنسي أو على الأقل الرهان الفلسطيني على إمكانية الوصول إلى عقد مؤتمر دولي للسلام قادر على التدخل لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل من دون الاستناد إلى مواقف دولية تبدلت في علاقتها مع إسرائيل أو مواقف عربية باتت تعتبر إسرائيل صديقة لها لا عدوا لها.

جدير بالذكر أن أقوال نتنياهو جاءت خلال حفل تخريج دفعة من كلية "الأمن القومي" أمس الأربعاء؛ حيث أكد أهمية السلام مع الأردن ومصر، ووصفه بالأمر الحيوي لمستقبل إسرائيل؛ مضيفا أن صعود ما أسماه "الاسلام المتطرف سواء كان شيعيا بقيادة إيران أو سنيا بقيادة "داعش"، جعل الدول العربية تدرك أن اسرائيل حليفتها وليست عدوا لها.

ووصف نتنياهو "داعش" وايران بالتهديد المشترك الذي تواجهه إسرائيل والدول العربية، وأضاف أن اسرائيل قالت دائما إن السلام مع الفلسطينيين يمكن أن يدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع العرب؛ لكنها الآن تعتقد أن الأمر يمكن أن يسير بالعكس، إذ يمكن أن يدفع التطبيع باتجاه تحقيق السلام، وفق ادعائه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.