بقلم : سليمان شفيق | الأحد ١٧ يوليو ٢٠١٦ -
٤٠:
٠٢ م +02:00 EET
الرئيس عبد الفتاح السيسي
سيادة الرئيس: تم الإفراج عن كل المتهمين فى قضية «تعرية سيدة قرية الكرم بأبو قرقاص»، وسط ذهول الأقباط، لرفضهم الحلول العرفية والمصالحات، بعد أن تنفس الجميع الصعداء بتصريحكم: «وأكد الرئيس السيسى، على أن مثل هذه الوقائع المثيرة للأسف لا تُعبر بأى حال من الأحوال عن طبائع وتقاليد الشعب المصرى العريقة، الذى أسس الحضارة البشرية وحارب من أجل نشر السلام الذى اتحد نسيجه على مدار التاريخ.. فباتت وحدة المصريين وتوحدهم واصطفافهم الوطنى نموذجاً يُحتذى به للعبقرية الوطنية وضامنا حقيقيا لبقاء وطننا العزيز، كما ستظل المرأة المصرية العظيمة نموذجاً للتضحية والعمل من أجل رفعة مصرنا الغالية، وستبقى حقوقها وصيانة كرامتها التزاما علينا إنسانياً ووطنياً قبل أن يكون قانونياً ودستورياً».
لكن القوى القديمة من نواب وعمد وتحريات أمن ورجال دين، وأبناء عائلات متشابكة مع نافذين فى السلطات الثلاثة، بل وبعض الأقباط من أصحاب المصالح قد تحالفوا من أجل تفريغ القضية من مضمونها حتى أن أنصار المتهمين المفرج عنهم هتفوا هتافات معادية لسيادتك، ونتيجة عدم إنفاذ القانون تم انتقال اللهيب إلى قرية اللوفى بسمالوط بعد أيام، وتم إحراق منازل الأقباط بعد شائعة كاذبة حول بناء قبطى لكنيسة، والاعتداء أيضا على ضابط وحرق سيارة شرطة، ويكفى أن أنقل لكم بكاء سيدة فى فيديو تقول: «خرجنا بملابسنا حفيانين نهرب بين الزراعات للهروب من النار اللى ولعت فى بيوتنا.. وأطفالنا كانوا هيرموهم فى النار، ومعندناش مكان نعيش فيه ولا نجد هدوم لأطفالنا وحنا بنشحت من جيرانا».
ثم بعد أيام قليلة، ونتيجة غياب القانون والردع قاموا بحرق حضانة أطفال فى قرية بسمالوط تسمى «فرج الله»!! سيادة الرئيس أذكركم بأننى فى 12 يوليو 2015، نشرت مقالا بـ«اليوم السابع» جاء فيه: «سيادة الرئيس منذ 26 يوليو 2013 فوضناك لمكافحة الإرهاب، ومازلنا نثق فى حكمتك وشجاعتك، ونعرف أنك تضع رأسك على كفك، ولذلك أرسل لك هذه الرسالة التى تلقيتها فجر الثلاثاء الماضى، وأثق رغم أعبائك الكثيرة أنك ستطلع عليها وتقوم باللازم: «فى غياب الدولة عقدت من ساعة واحدة جلسة عرفية فرضت على الأقباط فى قرية «عرب أسمنت» فى غرب محافظة المنيا، فقد قام بعض المتشددين بالهتاف ضد المسيحيين فى القرية منددين بوجود كنيسة بها، ومنع الشعب من الصلاة منذ يوم الأربعاء الماضى 2 يوليو، وجاءت قوات الشرطة ولم تقبض على أى من المتظاهرين، مما شجعهم بعد يومين على تكرار التظاهر بعنف أكبر مع إشعال النيران، ولم يقبض كذلك على أى أحد، وفى محاولة من الأهالى الأقباط للتفاهم من أجل التعايش بسبب غياب الأمن وأجهزة الدولة، تعرضوا لأسوأ أنواع الاستغلال بسبب وضع الأطراف المتشددة شروطا مهينة ومجحفة للصلح منها إغلاق الكنيسة والصلاة فى المنازل، مهددين باستدعاء عناصر متطرفة من الجبال المتاخمة حيث الصحراء الغربية المتصلة بليبيا، جدير بالذكر أن منطقتى المنيا وأبوقرقاص وحدهما بهما مائة قرية وخمسة بلا كنائس، حيث ترفض الجهات المختصة التصريح بإقامة الشعائر إلا من خلال إجراءات معقدة تستمر إلى ما يتجاوز العشر سنوات.
وتطورت الأحداث وتتناقل اللسنة اللهب من قرية لأخرى دون ردع، وأذكر بما كتبت فى «اليوم السابع» من مقالات «أطفال الثانوى يكشفون المستور» 7 مارس 2016 حول مظاهرات طلاب الثانوى ضد تعيين مديرة مدرسة مسيحية، وفى 21 مايو «رسالة من قرية الإسماعيلية إلى الرئيس السيسى»، حول حرق كنيسة الإسماعيلية، وفى 18 يونيو سيادة الرئيس نحبك ولكن لم يعد الصمت ممكنا، وفى 2 يوليو «الأقباط بين الفرح بالثورة والحزن على الضحايا»، وفى 9 يوليو «الأقباط يدفعون لفقدان الثقة بالنظام وبالكنيسة». الأحداث تنتقل بين 14 قرية، ولا توجد قضية واحدة تم تقديمها للقضاء، وللأسف طوال السنوات الثلاثة الماضية تخضع السلطات المحلية لهؤلاء، وهناك العديد من المجالس العرفية التى شارك فيها رجال الأمن وبيت العائلة وممثلون للسلطة التنفيذية، مما يعطى انطباعا بأن الدولة فى حالة ضعف، وأخيرا وبصراحة تامة القوى القديمة يؤازرها بعض النواب وبعض صغار الضباط وعمد ورجال قانون يقدمون مصالحهم على مصلحة الوطن، ويجعلون قطاعا من الأقباط يشعرون بأنهم أقرب للأسرى!!
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع