وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، ظهر أمس، إلى العاصمة الرواندية «كيجالى»، فى أول زيارة لرئيس مصرى لها، وذلك لترؤس وفد مصر فى القمة الأفريقية السابعة والعشرين، التى ستبدأ فعالياتها اليوم وتستمر حتى غد.
الرئيس الرواندى يخصص سياراته الخاصة لنظيره المصرى خلال الزيارة.. و«القاهرة» تقترب من الفوز بمفوضية «التجارة والصناعة»
واستهل «السيسى» نشاطه، أمس، بالمشاركة فى جلسة المباحثات غير الرسمية، للقادة والزعماء الأفارقة، تمهيداً لانطلاق أعمال القمة اليوم، وذلك لمناقشة موضوع تمويل أنشطة الاتحاد وسبل تعزيز الموارد المالية اللازمة، لتنفيذ مشروعات وبرامج الاتحاد الطموحة.
وقال السفير الرواندى بالقاهرة، صالح هابيمانا: «إنهم يعتبرون الرئيس السيسى مفتاح الخير إلى أفريقيا»، موضحاً أنه كانت هناك حفاوة خاصة فى استقبال الرئيس، حيث قدم له ما يستحق من احترام وتقدير.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «أن الرئيس الرواندى، بول جاكامى، خصص سيارته الخاصة لتكون للرئيس السيسى خلال زيارته إلى رواندا»، وأوضح أن بين القاهرة وكيجالى علاقة رسمها الله فى جعل مياه النيل بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك رغبة فى تنشيط العلاقة على مستوى الصحة والتعليم، وذكر أنه عندما ذهب ليكون سفير رواندا فى القاهرة، قال له الرئيس الرواندى، أنت محظوظ يا صالح، لأنك ستذهب إلى القاهرة، ورئيسها صديقى».
وأكد أن الرئيس الرواندى سيلتقى بالرئيس السيسى، وستكون قمة بين الزعيمين، وسيتم مناقشة عدد من الأمور التى تهم الإنسان الأفريقى، موضحاً أن رواندا لا ترى أن هناك أزمة فى مياه النيل بين دول حوض النيل، واستعمال المياه يجب أن يكون من خلال مبدأ «لا ضرر ولا ضرار» بين هذه الدول.
وتأتى مشاركة الرئيس بالقمة الأفريقية فى رواندا، فى إطار الأولوية التى توليها مصر، لتعزيز مشاركتها فى العمل الأفريقى المشترك، وتطوير علاقاتها بمختلف الدول الأفريقية، إيماناً منها بوحدة المصير، وضرورة العمل على تضافر جهود دول القارة من أجل دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يلبى طموحات الشعوب الأفريقية، فضلاً عن تعزيز الجهود لتحقيق السلام والاستقرار.
ويشارك فى القمة الأفريقية، نحو 30 رئيس دولة ورئيس حكومة، أبرزهم الرئيس السودانى عمر البشير، والرئيس الأوغندى يورى موسفنيو، رئيس زيمبابوى روبرت موجابى، ورئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف، ورئيس ناميبيا هاجى جينجوب، ورئيس السنغال ماكى سال، ورئيس مالى إبراهيم أبوبكر كيتا، بالإضافة إلى رئيس وزراء إثيوبيا هيلاماريام ديساليجن، ورئيس النيجر مامادو إيسوفو ورئيس تشاد إدريس ديبى ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، ويمثل ليبيا، عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى.
ومن المقرر أن تناقش القمة الأفريقية كذلك موضوعات تمكين المرأة الأفريقية، والعمل على النهوض بأحوالها، لا سيما أن قمة كيجالى تعقد تحت شعار «العام الأفريقى لحقوق الإنسان مع التركيز بصفة خاصة على حقوق المرأة»، وذلك احتفاء بالذكرى الثلاثين لدخول الميثاق الأفريقى لحقوق الإنسان والشعوب حيز النفاذ.
من جانبها، قالت الدكتورة نميرة نجم، سفيرة مصر فى رواندا، إنه من المنتظر أن يتناول الرئيس السيسى خلال مشاركته فى القمة الأفريقية، القضايا التى تشغل مصر وأولويات السياسة الخارجية المصرية فى إطار الاتحاد الأفريقى، والتحركات المصرية لمكافحة الإرهاب، وكذلك المبادرات التى قامت بها مصر داخل الاتحاد الأفريقى، ومنها مبادرة شرم الشيخ والخاصة بدمج التكتلات الاقتصادية الثلاثة: السادك والإيكواس والكوميسا.
فى سياق متصل، اقتربت مصر من الفوز، بمنصب مفوضية التجارة والصناعة، والمرشح عليها منى الجارف، فيما تنافس مصر على مفوضية البنية التحتية والطاقة، والمرشح لها، أمانى أبوزيد، ومرشحة «تونس»، أمل مخلوف.
وتنحصر المنافسة على مقعد رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقى، بين نائبة الرئيس الأوغندى، سبيسيوسا وانديرا كازيبوى، ووزيرة خارجية بتسوانا بيلونومى فينسون مواتوا، إضافة إلى وزير خارجية غينيا الاستوائية، أجابيتو أمبا موكى، وقالت مصادر دبلوماسية، لـ«الوطن»: «إن الاتجاه لدعم إما مرشحة أوغندا، أو مرشح غينيا الاستوائية».
وقالت دلامينى زوما، رئيسة الاتحاد الأفريقى، إن هذه القمة ستكون الأخيرة التى تشارك فيها بصفتها رئيسة للمفوضية، مشيرة إلى أن الانتخابات التمهيدية يعقبها اعتماد الفائز فى اجتماعات رؤساء القمة.
وتضم مفوضية الاتحاد الأفريقى فضلاً عن رئيسها، نائب رئيس، وثمانية مفوضين مكلفين بالسلم والأمن، والشئون السياسية، والتجارة والصناعة، والبنى التحتية والطاقة، والشئون الاجتماعية، والاقتصاد الريفى والزراعة، والموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، والشئون الاقتصادية، ومن أبرز مفوضيات الاتحاد الأفريقى وأكثرها أهمية وحساسية، مفوضية مجلس السلم والأمن الأفريقى، المعنية بمتابعة النزاعات والصراعات فى أفريقيا ومحاولة إيجاد حلول لها، بالإضافة إلى متابعة ملف مكافحة الإرهاب، وتأتى مفوضية الشئون السياسية، وهى المعنية بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد، ووقعت حكومتا رواندا وغانا أمس، مذكرة تفاهم مشتركة لتعزيز التعاون الدفاعى والأمنى على هامش القمة الأفريقية العادية السابعة والعشرين. قال سامح شكرى، وزير الخارجية، إنه ليس هناك مؤشر لطلب إسرائيل الحصول على صفة مراقب فى الاتحاد الأفريقى، ولم تتلق رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقى، أى طلب بهذا الشأن حسب ما أبلغتنى، أمس، ولم نلمس أن هذا الموضوع محل تقدير فى القمة الأفريقية الـ27.
ورداً على سؤال لـ«الوطن»، حول وجود ترتيبات لعقد قمة ثلاثية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونظيره السودانى، ورئيس وزراء إثيوبيا، فى العاصمة الرواندية «كيجالى»، أضاف «شكرى» أن ترتيبات كافة اللقاءات الثنائية تتم مع وصول جميع الرؤساء والتعرف على برامجهم، وهناك رغبة من الرئيس بالاتصال بأكبر دائرة من الأشقاء الأفارقة.
وتابع: «إن الرئيس السيسى مهتم بالاستماع إلى كثير من القادة الأفارقة، وتوضيح رؤية مصر لهم، مما يعطى أهمية أكبر للمشاركة فى القمة الأفريقية، ومواجهة التحديات التى تواجه القارة الأفريقية».
وحول نتائج زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، قال «شكرى»: «إن زيارته جاء من أجل تحقيق طموح الشعب الفلسطينى، وهذا ما يطالب به الشعب المصرى حكومته، بأن تكون داعمة للقضية الفلسطينية، ومن هنا جاء الترحيب الفلسطينى بمصر وقدرتها على أن تطرح على الطرف الآخر إسرائيل، محددات الموقف الفلسطينى بوضوح، بما فيه إقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشرقية، فهذا هو دور مصر ومسئوليتها وبما يتواكب مع سياستها».
يرافق المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية لشئون المشروعات الاستراتيجية والقومية، الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضمن الوفد الرئاسى فى زيارته إلى العاصمة الرواندية «كيجالى» للمشاركة فى القمة الأفريقية السابعة والعشرين.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.