الأقباط متحدون - انجازات ... و تحديات
أخر تحديث ٠٦:٥٥ | الاثنين ١٨ يوليو ٢٠١٦ | ١١ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

انجازات ... و تحديات

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

  بقلم : الدكتور مجدى شحاته 
مضى ثلاث سنوات منذ أن خرج  الشعب المصرى العظيم بالملايين فى يوم 30 يونيهمن اجل الحفاظ على مقومات الوطن وثوابته العريقة ...عندما أدرك الشعب بحسه الوطنى أبعاد المؤامرة الاجنبية التى كانت تستهدف الكيان المصرى بغرض أن ينجرف نحو مستنقع العنف الذى سقطتفيه شعوب عربية صديقة وغالية على قلوبنا . وكانت ثورة شعبية بكل ما تحمله الكلمة من معانى ، عندما تجلى المصريون فى لحظة عبقرية مصرية صادقة وواعية ... وارتجت الارض تحت اقدام الملايين الذين خرجوا كالطوفان الجارف الى الشورع والميادين ...الثورة لايمكن اختزالها فى قادتها .. ولكن الثورة تتمثل فى الملايين الذين خرجوا فى كافة انحاء البلاد . وكانت استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسى وجيش مصر الوطنى العظيم لارادة الشعب الذى رفض الحرب بالوكالةليسجل المصريون صفحة ناصعة البياض فى تاريخهم المعاصر المجيد  والحفاظ على وحدة صف الشعب المصرى .

وبعد عامين فقط من الانتخابات الرآسيةوبدون أدنى مبالغة او تهويل يقف المصريون أمام حزمة من الانجازات والمشروعات العملاقة غير المسبوقة لايمكن تحقيقها الا فى عشرات السنين .. فى نفس الوقت يعود الامن و الاستقرار الى الشارع المصرى وتسير البلاد بخطوات واسعة وثابتة نحو البناء والتنمية بصورة  لم تشهدها البلاد من قبل واستعادة دور مصر العربى والاقليمى والدولىبكل الثقة واليقين وتبقى مصر دئما دولة محورية رائدة فى المنطقة والعالم .

كانت البداية وقفة جادة وحازمة ضد العنف والارهاب والبلطجة وعودة الانضباط والامن و الهدوء للشارع المصرى فى زمن قياسى. تزامن هذا مع قيام حرب فعلية وفاعلة ضد الارهاب فى سيناء وتدمير مئات الانفاق تحت الارض منخلال 500 عملية عسكرية للجيش المصرى استشهد فيها أكثر من 250 ضابطا وجنديا واصابة اكثر من 700 آخرين .لم تشغل المسئوليات الثقيلة القيادات السياسية عن بناء جيش قوى عملاق ليصبح علامة واضحة فى الشرق ويقف ضمن اقوى عشرة جيوش فى العالم بكل الفخر  طبقا للتصنيفات العالمية المعترف بها دوليا . جيش يمتلك أحدث الاسلحة من مصادر دولية متنوعة المصادر . وبعد الاستفتاء على الدستور المصرى حققت البلاد نجاحا كبيرا فى اتمام الانتخابات البرلمانية والتى كانت تمثل تحدى خطير فى مسيرة خارطة الطريق . ويتشكل مجلس النواب بعد انتخابات نزيهة وحيادية كاملة ويمارس سلطاتة بكل حرية وديمقراطية ،بعد الانتخابات الرآسية و التى فاز بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بأغلبية شبه مطلقة وتاييد شعبى جارف .

( 2 )
كان فى قمة الانجازات مشروع قناة السويس الجديدة والتى تم حفرها فى سنة واحدة بدلا من ثلاثة سنوات لتكون محورا استراتيجيا لعشرات المشروعات الوجيستية الهامة فى محافظات الاسماعيلية و بور سعيد و السويس .وكان لابد من تنفيذ اكبر مشروع قومى للطرق فى تاريخ مصر ، كأساس ضرورى للبنية التحتية ، فتم اقامة وتشييد مجموعة من الطرق تبلغ اطوالها مايقرب من خمسة آلاف كيلومترا تربط كافة المحافظات واقامة 130 كوبرى على اعلى المستويات .

 وكان ملف الطاقة ضمن أولويات القيادة السياسية حيث تم القضاء على مشكلة انقطاع التيار الكهربى بسرعة وكفاءة بالغة للتخلص من مشكلةمزمنة كانت تعانى منها البلاد منذ سنوات طويلةكان لها تاثيرات سلبية فى مختلف المجالات ،وعلى المدى البعيد فى مشروعات الطاقة  تم البدء فى مشروع انشاء المفاعل الذرى فى منطقة الضبعة كمصدر للطاقة الذرية  فى مصر لاول مرة .

ولايمكن التغاضى عن الاشارة والاشادة بمنظومة  ( رغيف الخبز) التى خففت من معاناة الوقوف ساعات للحصول على رغيف من الخبز ، فكانت تجربة ناجحة لتوفير رغيف الخبز الجيد  والحصول علية بطريقة سهلة ومنظمة وتوفير قدر كبير من المهدر والذى يقدر بملايين الجنيهات سنويا . بعد ان كانت مشكلة فشلت كل الحكومات السابقة فى حلها .

وتتصدى الدولة لمشكلة الاسكان باقامة مدن وتجمعات سكنية  ضخمة ، فقامت بتنفيذ مشروع الاسكان الاجتماعى والذى يشمل بناء مليون وحدة سكنية تم الانتهاء من بناء 244 الف وحدة وجارى تنفيذ 256 الف وحدة باستثمار مقداره 35 مليار جنيه . وفى الوقت الذى بدء فيه الهدوء انيشمل معظم سيناء كانت هناك عدد من المشروعات التنموية الضخمة تأخذ حيز التنفيذ فى ربوعها ، بدأت بمشروع شرق التفريعة ومدينة الاسماعيلية الجديدة ومدينة السويس الجديدة وشركات لتصنيع الاسمنت واخرى للرخام مع انشاء سلسلة من الطرق والانفاق عبر قناة السويس لربط سيناء وسائر المحافظات المجاورة .وفى قطاع النقل بدأ العمل الجاد فى تطوير 92 محطة سكهحديد و 1200 مزلقان واضافة 1300 عربة قطار جديدة  و100 جرار لاسطول  هيئة السكك الحديدية والتى تعانى من تدهور شديد فى السنوات الاخيرة ،  كذلك تم ضم مئات الحافلات لاسطول النقل البرى فى مختلف المحافظات . وسط هذا الكم من المشروعات القومية الضخمة لم تتوانى القيادة السياسية باعطاء اشارة البدء فى انشاء العاصمة الادارية الجديدة لتخفيف العبئ عن القاهرة التى باتت تزدحم بالملايينمن البشروالعمل جارى علىقدم وساق. وسط كل ذلك كان لابد من محاربة الفساد بكل اشكاله والقضاء على البيروقراطية ومازالت الحرب مستمرة وقائمة فى كافة مؤسسات الدولة بعد سنوات طويلة من الفساد و الترهل الادارى للتخلص من تلك الافات المدمرة .

تزامن هذا الكم العظيم من المشروعات القومية الضخمة مع زيارة العديد من قادة وزعماء وملوك ورؤساء من مختلف انحاء العالم لمصر وكذلك قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة العديد من الدول

( 3 )
الاوربية و العربية و الافريقية وروسيا والصين واليابان والولايات المتحدة الامريكية والمشاركة فى المؤتمرات والمحافل الدولية واستطاعت مصر من استعادة مكانتها المرموقة بين دول المنطقة ودول العالم واعتراف المجتمع الدولى بالثورة و بدور مصر الريادى على كافة المستويات اقليميا وعالميا . كذلك مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى العالمى الذى جاء بمثابة دعوة مفتوحة للاستثمار الدولى فى  كافة المجالات فى مصر .

يعوزنى الوقت للحديث عن مشروعات اخرى هامة وكثيرة ولكن هناك مشروعان لابد من التوقف امامهما ، اولهما المشروع القومى لاستصلاح وزراعة مليون و نصف مليون فدان من الاراضى الصحراوية بمصر والمستهدف استصلاح وزراعة اربعة ملايين فدان بتكلفة 60 مليار جنية... ومن منطلق عملى وخبرتى فى مجال التدريس والبحوث الزراعية بجامعة الاسكندرية ، ادرك تماما ضخامة هذا العمل الذى يمكن ان يغير خريطة الوطن بالكامل ، فلقد شاهدت بعينى عبر شاشات التلفزيون(يوم الحصاد ) يوم 5 مايو 2016 حيث تم حصاد عشرة آلاف فدان زرعت قمحا فى سهل بركة بواحة الفرافرة ، مجرد بداية وباكورة استصلاح مليون ونصف المليون فدان ، شاهدت بعينى على امتداد البصر مساحات مترامية متموجة بلون ذهبى لسنابل القمح تعكس اشعة الشمس على ارض الفرافرة والتى هزت المشاعر من الاعماق ، وصل انتاج الفدان 18 _ 20 أردب ، 80% من الاراضى تروى من مياه الابار الجوفية ويضم المشروع مجتمعات عمرانية زراعية وصناعية متكاملة تضمن ثلاثة قرى زراعية حديثة ،  بها اكثر من الفين منزل ريفى واربعون عمارة تضم 480 وحدة سكنية للعاملين بالمشروع وتشمل القرى حضانات للاطفال ومدارس ووحدات صحية واقسام للشرطة  والحماية المدنية وبنكا زراعيا ودور للعبادة ، وتم ربط المنطقة بشبكة من الطرق الجديدة تبلغ اطوالها 683 كيلومترا... والعمل مستمر لاستكمال منطقة صناعية تقوم على المنتجات الزراعية والحيوانية وجارى اقامة محطة للطاقة الشمسية بقوة 8 ميجاوات  . ان المشروع الزراعى العملاق يعمل على زيادة المساحة المأهولة بالسكان من 6% الى 10% من مساحة مصر ويعمل على زيادة الرقعة الزراعية بمقدار 20% .فضلا عن مشاريع المزارع السمكية التى تساهم بشكل فعال فى الحد من اتساع الفجوة الغذائية خاصة البروتين الحيوانى . لاشك ان قطاع الزراعة فى مصر لديهمن الامكانيات والمقومات ما يمكن فتح آفاق خلاقة قادرة على سد الفجوة الغذائية والاكتفاء الذاتى . الامر المهم ان هذا الانجازالمبهرانه تم فى هدوء ولم نسمع عنه الا فى يوم الحصاد حصاد محصول الذهب الاصفر  ...
اما المشروع الثانى الذى يشد الانتباه ويشرح القلوب ، هو البدء فى القضاء على العشوائيات فى غضون سنتين اثنين فقط !!! بدأ المشروع بأعادة تسكين مئات المصريين فى شقق جديدة مفروشة فى منطقة الاسمرات ، حيث كان يعيش اخوة لنا فىالمقابر وشقوق الارض واسفل الكبارى وفى عشش من الكرتون والصفيح  ، آن الاوان ليأتى من ينتشل مواطنون كابدوا قسوة الزمن والحرمان

( 4 )
من صورألحياة الانسانية لعقود طويلة ليعيشوا مثل باقى البشر فوق سطح الارض . ويشمل مشروع العشوائيات  بناء 11 الف وحدة سكنية وتجهيزها بالمفروشات ، ويقام المشروع بتكلفة مليار ،550 مليون جنية للقضاء على آفة العشوائيات التى فشلت كل الحكومات السابقة ان تفتح هذا الملف المخجل فى تاريخ الانسانية . ان مشروع القضاء على العشوائيات يؤكد انه قد حان وقت العمل لتحقيق العيش والحرية و العدالة الاجتماعية على ارض الواقع والتنفيذ العملى وليس مجرد شعارات جوفاء وغرغره حناجر لاتغنى ولا تشبع ..

نعم مصر تعيش وقت العمل والبناء ، لم يعد هناك مجال للكلام المنمق والامال واستجلاب التفاؤل لم تعد الاعتصامات والتظاهرات والوقفات قادرة على زيادة الانتاج ولو خطوة واحدة ، ولم تعد سخافات وتطاول اصحاب شبكات التواصل الاجتماعى قادرة على توفير كوب لبن واحد او رغيف خبز... نعم لقد حان الاوان ان يزهو كل مصرى ويفخر بما يتحقق على ارض الواقع فى مصر من مشروعات تنموية لم تشهدها البلاد من قبلويشارك كل مواطن بكل ما يملك من امكانيات متاحة لديه لمواجهة التحديات والصمود من اجل معركة الوجود .

لايمكن لأحد أن ينكر او يختلف عن ماتم وما يتم تحقيقه من انجازات ومشروعات قومية مبهرة على أرض الواقع فى زمن قياسى  ، الا من وضع على عينيه عصابة حتى لايرى الحقيقة  ، أو يكون كارها للثورة والوطن . ولكن لابد لنا من وقفة صادقة مع النفس ومن خلال مسيرة البناء والانطلاقة العظيمة والغير مسبوقة من انجازات . مازالت هناك تحديات خطيرة تستهدف الامن و الاستقرار والنيل من الوحدة الوطنية واستقرار الوطن . هناك ملفات متعددة فى حاجة ضرورية وماسة للتغيير الشامل والعناية والاصلاح الجذرى . الملف الاكثر الحاحا للالتفات اليه والاهتمام به هو ملف الشأن القبطى . مازال الملف القبطى فى أيدى الاجهزة الامنية ، ونشهد بين الوقت والاخر انتهاكات وتجاوزات واعتداءات صارخة على مواطنين مصريين اقباط وعلى ممتلكاتهم الخاصة ، والاجواء تشير الى اننا بعد ثورة عظيمة لم تشهد البلاد مثلها من قبل وكأننا تعيش فى كنف دولة دينية ... اعتداءات على بعض الافراد و الممتلكات واتباع سياسة التهجير القسرى واجبار بعض المصريين الاقباط فى بعض القرى على ترك منازلهم وقراهم لمجرد انتشار شائعة ليس لها أى أساس من الصحة بغرض اثارة الفتنة مع تباطؤ فى رد الفعل من المسؤلين وعدم تفعيل وتطبيق القانون واتباع سياسة التوازنات  بغرض الوصول الى الجلسات العرفية المهينة التى تنال من هيبة الدولة .

ألاقباط شركاء الوطن قدموا عشرات الشهداء الابرار فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو ، حرقت ودمرت لهم 85 كنيسة و970 منزلا و 16 صيدلية وثلاث مراكب فندقية نيلية ...قدمها الاقباط قربانا فى سبيل الوطن ،  بالرغم من ذلك لايشعر الاقباط بالمواطنة الكاملة ، كما حدث ورفض التلاميذ تعيين مديرة قبطية  ورفض البعض تعيين محافظ قبطى فى محافظة المنيا . لقد قدم الرئيس عبد الفتاح السيسى العديد من المبادرات الوطنية الطيبة كقدوة وطنية حسنةلتكون بمثابة مثالا تهتدى بها مؤسسات

( 5 )
الدولة والمسؤلين وتكون بداية بغرض فتح هذا الملف الهام والخطير والتصدى لمن يحاول النيل من وحدة الوطن وسلامة البلاد وتكون بداية لحل مشاكل الاقباط التى تراكمت عبر عقود طويلة . كان الرئيس عبد الفتاح السيسي اول رئيس مصرى يزور الكاتدرائية المرقسية اثناء قداس عيد الميلاد المجيد لتهنئة الاقباط بالعيد وتكرر هذا المشهد مرتين ،اعتذر الرئيس بكل الشجاعة عن التأخير فى ترميم الكنائس المتضررة بعد احداث الثورة وقد تم بالفعل ترميم البعض منها ، انتقم لشهداء مصر الاقباط فى ليبيا بعد ساعات قليلة من الحادث المؤسف ، طالب الرئيس بتجديد وتصوييب الخطاب الدينى أكثر من مرة وهو أمر بالغ الاهمية للحد من التطرف وكذلك ضرورة الانتهاء من قانون بناء الكنائس ، وطالب الرئيس بضرورة تطبيق القانون ضد اى اعتداءات او انتهاكات ضد الاقباط وممتلكاتهم. وبعد مرور ثلاث سنوات من الثورةالتى قام بها ملايين المصريين من اجل بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة ، مازالملف الاقباط مغلقا على مافيه من مشاكل منذ عقود طويلة .

نعم مصر تسيربخطى ثابتة وراسخة نحو البناء والتعمير والاستقرار، والمناشدة بفتح الملف القبطى ليست دعوة للاحباط او التشكيك فى قدرة الدولة وشعبها الواعى ، لكنها مناشدة ودعوة مخلصة من قلب غيور على وحدة الوطن والعمل على بلورة رؤية صادقة من اجل تحقيق مبدأ المواطنة الكاملة لكل المصريين  ، وترسيخ ودعم دولة المؤسسات التى تخدم كل المصريين بالمساواة و العدل على اختلاف انتمآتهم وعقائدهم المعترف بها وفقا للدستور الذى نال بموافقة الاغلبية المطلقة .  حفظ  الله شعب مصرالمبارك من كل شر وسوء ، وسدد خطاة كل مسؤول فيها على طريق الحق والعدل ،  وتحيا مصر... تحيا مصر ... تحيا مصر . 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع