منى مكرم عبيد لـ(الشروق): الحزب الوطنى ضرب الأحزاب على قفاها.. واستبعد الإخوان حتى ينفرد بالبلد
●برأيك: لماذا خسرتِ مقعد الكوتة فى القليوبية؟
- هذه رسالة للأقباط، مفادها: ليس لكم أن تخوضوا الانتخابات وتكسبوا.. ليس لكم إلا أن نقوم بتعيينكم كديكور، أو تأتوا من خلال الحزب الوطنى، إنما خارج الحزب الوطنى ليس لكم وجود. وأنكم لا مكان لكم على الساحة السياسية. هذا الكلام أول مرة أقوله. وتجربتى خير دليل، فإعلام الحكومة أعلن فوزى بالمقعد، ومع ذلك تغيرت النتيجة.
عائلتى خدمت البلد منذ 100 سنة، ومواقفى معروفة، لماذا يسقطوننى؟! وبافتراض أنى خسرت الانتخابات، وهذا لم يحدث، كان بقليل من البصيرة ينجحوننى.
هناك حزن وغضب لدى الأقباط نتيجة التلاعب فى الانتخابات، خضت الانتخابات برسالة: يا أقباط لازم تشاركوا فى الحياة السياسية، شاركوا لأن شكواكم لن يكون لها وزن إلا داخل البرلمان، ورسالة أيضا للمرأة.
الانتخابات تمت فى ظل سلسلة من الأزمات الطائفية، هذه الأحداث كشفت عن فشل الدولة فى التعامل مع المشكلة الطائفية، وعن غياب أى رؤية للأسباب والحلول، وعلى الرغم من وجود طموحات قبطية بدور أكثر فاعلية فى الحياة السياسية المصرية على خلفية تعديل المادة واحد التى تؤكد أن المواطنة أساس، لكن اتضح أن هذا كلام فى كلام.
لو سألت عن نجاح إدريس (التى فازت بمقعد الكوتة على حساب منى مكرم عبيد) لن يعرفها أحد فى القليوبية فى حين أن المحافظة كلها تعرفنى وتؤيدنى.
●ألا يمكن أن يكون انتماؤك للوفد هو سبب خسارتك؟
- لا، الناحية الطائفية هى السبب.
●ألا يقولون إنهم يشجعون الأحزاب العلمانية مثل الوفد والتجمع والناصرى؟
دول ضربوهم على قفاهم، وخدعوهم أكبر خدعة. الذين كانوا يريدون أن يقاطعوا فى الوفد كان معهم حق. أنا كنت ممن يؤيدون المشاركة لإثبات الوجود، وكان رأيى أن المقاطعة لا تأتى بالديمقراطية، لكن فى مثل هذا النظام لازم الواحد يقاطع، الشىء الإيجابى الوحيد فى المشاركة أنها أظهرت الصورة السيئة لهذا النظام أكثر مما كان بمقدور المقاطعة أن تفعل.
●هناك من سيرد على ذلك، بأن الأمر ليس مقتصرا على الأقباط، فالإخوان لم يحصلوا على أى مقاعد، وكذلك أحزاب المعارضة؟
- بالنسبة للإخوان هم يريدون إبعادهم لأن الإخوان أكثر قوة منظمة ومعارضة وتستطيع أن تعبئ الناس، بالرغم من أننى ضد فكر الإخوان على طول الخط.
أنت تريد أن تبعد الإخوان وتشجع الأحزاب العلمانية، لكنهم استبعدوا الإخوان وذبحوا الأحزاب. حتى لا يبقى غيرهم على الساحة.
سيقال لماذا الأقباط غاضبون؟، هذا الأمر على الجميع!
هذا ما أقوله: هم لا يريدون أحدا، يريدون أن ينفردوا بالساحة.
لكن، بالنسبة للأقباط، نجح منهم ثلاثة..
من ضمنهم وزير، وهذا لا تحسبه على الأقباط.
●ما سبب عدم نجاح الأقباط؟
- لا يريدون الأقباط. هم يريدون فقط من يأتوا بهم كديكور، أما أن يأتى أقباط منتخبون من أحزاب معارضة فهذا غير مقبول بالنسبة لهم. هم لا يريدون منافسين على الساحة، يريدون أن ينفردوا بالبلد، وعلينا الطاعة، لكن لن نطيع.
●ماذا ستفعلين؟
- سأفكر، فى رد فعلى، لكن لن يكون استسلاما أمام أسوأ انتخابات حدثت فى تاريخ مصر من كل النواحى.
●من بلغك بالنتيجة؟
- النتيجة طلعت يوم الاثنين الساعة 5 مساء، وكانوا يقولون لى إنى ناجحة، ولم أكن مصدقة، وقلت لما النتيجة تطلع رسميا.
●من الذين قالوا لك؟
صحفيون، ومن كانوا هناك، وسألتهم من أين أتيتم بهذه النتيجة، قالوا لى من مديرية الأمن، هل كل هؤلاء خدعوا، لماذا أروج لنجاحى، وأنا عارفة النتيجة من هناك؟. هل يصدق إن مرشحة الحزب الوطنى تحصل على 350 ألف صوت، بأى أمارة، هل هى مرشحة لرئاسة الجمهورية.
●ماذا حدث إذن؟
- ما حدث هو ما قلته لك، إنهم غيروا رأيهم فى آخر دقيقة، وقالوا إزاى واحدة مسيحية تنجح بالانتخاب، دى تنجح تحت أمرنا، دى تنجح لما نقولها أنت معينة، مفيش حاجة اسمها انتخاب.
●هل كنت فائزة وتم تغيير النتيجة أم كان هناك تزوير أثناء العملية الانتخابية؟
- لم يكن هناك تزوير أثناء العملية الانتخابية، هل كانوا سيزورون لصالحى، هم ليس لديهم حتى بعد سياسى ليفعلوا هذا.
●لماذا لا يريدون منى مكرم عبيد؟
- بخلاف أن هذه حركة طائفية لا أرى مبررا آخر لها، ولا أحد سيصدقهم، لأن الكل شاهد على نجاحى.
وصلتنى برقيات من أشخاص محترمين بالحزب الوطنى يهنئوننى فيها بالفوز فرحين فرحا حقيقيا.
كان هناك تشجيع من الكل ومن مسئولين كبار بالحزب الوطنى لأخوض الانتخابات، وقالوا لى المجلس يحتاج لعناصر مثلك. إذا كانوا لا يريدوننى، كان من الأول يضعوا عراقيل أمامى لأفهم أننى غير مرغوب فيها، لكن الانتخابات كانت تسير بشكل جيد، والأمن فى محافظة القليوبية كان فى منتهى الاحترام.
●ماذا لو عرضوا عليك التعيين هل ستقبلين؟
- لن أقبل، وهذا المجلس سيكون باطلا. وكل أهدافهم من هذا المجلس ستفشل إن شاء الله.
●ما هى هذه الأهداف؟
- الغرض من هذا المجلس انتخابات مزورة لتوريث سياسى.
●هل هذا تبرير استبعاد المعارضة؟
-طبعا، بالرغم من أن المعارضة لم تكن لتؤثر فى أغلبيتهم المطلقة، لو حصلوا على الثلثين فقط، ماذا كانت المعارضة ستفعل لهم؟. الإخوانيون الـ88 فى البرلمان السابق ماذا فعلوا؟ هناك تخبط داخل الحزب الوطنى، وهناك كراهية وتنافس بينهم والنتيجة هذه الانتخابات. أعرف ناسا محترمين جدا بالحزب الوطنى لا يقبلون بما حدث معى، لكن فيه واحد بيلعب.
●من هذا الشخص؟
- إخوان الحزب الوطنى، هؤلاء هم من يلعبون ضد مصالح مصر، وهؤلاء مسئولون عن كل هذا التدهور، والانحدار الحاصل فى مصر.
أنا حزينة على مصر، هل هذه هى القدوة التى نعطيها للشباب الذى نقول له شارك، لماذا يشارك؟!
●بعد التجربة العملية لنظام الكوتة فى الانتخابات، ما تقييمك لها؟
- طريقة تطبيق الكوتة ليس تمكينا للمرأة ولكن تعجيزا لها. فى انتخابات 1987 كان تطبيق الكوتة محترما، كان هناك 30 مقعدا، حتى حين حصد الحزب الوطنى كل المقاعد، لكن المرأة استفادت من التجربة الانتخابية، لكن ما حدث فى هذه التجربة هلاك.
●هل كان هناك تشجيع للأحزاب بدخول الانتخابات؟
- بالطبع.
●هل كانت هناك وعود لهم؟
- لا يوجد تنسيق، ولا وعود، غير ما قيل رسميا إنهم يشجعون الأحزاب أن تشارك، لا يوجد تنسيق بين الأحزاب والحكومة.
●ماذا عن الكلام حول وجود صفقة؟
- لا أستطيع التحدث نيابة عن الأحزاب. بالنسبة لى لم تكن هناك صفقة. استكثروا على الأقباط أن يكونوا تحت القبة بالانتخاب، عايزين يذلونهم بالتعيين عايزين يحسسوهم أن هذه منحة من الحكومة وليس تقديرا لهم.
قيل لى قبل الانتخابات، لا تخوضى الانتخابات لأنهم «هيكوّشوا» على كل مقاعد الكوتة، قلت هذا ليس فى صالحهم، ولم أصدق.
●فى انتخابات 2005 كانت هناك انتخابات تنافسية بشكل أكبر، بخلاف الانتخابات الجارية، لماذا هذا التراجع، هل بسبب تراجع الضغوط الأمريكية؟
- الرهان على الإدارة الأمريكية رهان فاشل، الإدارة الأمريكية لا ترى إلا مصالحها ومصالحها فى هذه المنطقة هى حماية أمن إسرائيل وحماية النفط، لكن ما يحدث فى مصر، وهى بلد حليف استراتيجى رئيسى للولايات المتحدة، يحرجهم، حين تكون الانتخابات بهذا العنف والغباء السياسى، هذا يحرجهم.
أمريكا ليس مثلما الحال لدينا، صوت واحد، هناك صوت الكونجرس والدفاع والمثقفين والميديا.. أصوات كثيرة ترفض ما يحدث.
الحكومة المصرية تحرجهم، الحكومة ترفض تقرير الحريات وأنا أرفضه أيضا، وأرفض أى تدخل أجنبى وأى حاجة لها صلة بأمريكا، لكن أصبحنا فى عيون العالم أقل من تومبوكتو، حتى البلاد الأفريقية تقدمت علينا، وأيضا البلاد العربية مثل المغرب وفلسطين والأردن.
●ما سبب تأخير الموقف الأمريكى تجاه الانتخابات المصرية للحظات الأخيرة؟
- المثقفون الذين يكتبون وينشرون فى واشنطن أمثال عمرو حمزاوى وميشيل دن وماريا أتأوى، طالبوا الإدارة الأمريكية بأن تتخذ موقفا تجاه الديمقراطية فى مصر.
الموقف الأمريكى الهدف منه تبييض الوجه، لكن تبقى الإدارة الأمريكية تفضل نظام الاستقرار لكنها لا ترى أن هذا ليس استقرارا ولكنه ركود.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :