الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠١٦ -
١٩:
٠٣ م +02:00 EET
بنيامين نتنياهو
كتب - محرر الأقباط متحدون
فيما يلي مقتطفات من الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صباح اليوم في المراسم الرسمية لإحياء ذكرى شهداء حرب لبنان الثانية التي أقيمت في جبل هيرتزل بأورشليم:
"كانت الغاية من رسالة الأبناء والبنات الدفاع عن شمال البلاد وعن الدولة كلها من الإرهاب الذي يمارسه حزب الله. الجبهة الأمامية والجبهة الداخلية وقفتا معا أثناء أيام الحرب ال-34. كانت حرب لبنان الثانية حربا عادلة من حيث الأهداف التي حددت لها. ورغم الإخفاقات التي تم الكشت عنها خلال تلك الحرب فنحن بذلنا ولا نزال نبذل جهودا كبيرة من أجل استخلاص وتطبيق جميع العبر الممكنة منها ومن المهم أن نعتز من صميم قلبنا بشجاعة الجنود والقادة. بوصلتهم الأخلاقية لم تتشوش. واستخلاص العبر يدور في أغلبية الأمر حول ال"كيف" وليس حول ال-"لماذا". إنهم علموا لماذا تم خوض تلك الحرب.
لم تدر حرب لبنان على الأراضي وهي لم تدر بين دول. إنها كانت عبارة عن اصطدام بين تنظيم إرهابي متطرف يعتنق عقيدة إسلامية متشددة وبين إسرائيل الديمقراطية والحرة التي تعتز بالحياة وتفتخر بكرامة الإنسان. حزب الله أقام في لبنان, مثلما فعلت حماس في قطاع غزة, موقعا أماميا تابع لإيران قرب حدودنا. وكل ما يدور خلال السنوات الأخيرة في الشرق الأوسط يعتبر استمرارا لهذا التحرك: إرهاب إسلامي متطرف يسعى إلى قطع الحرية والحضارة بالسيف.
الإرهاب لا يضرب سارونا وعوتنيئيل فحسب. إنه يضرب أيضا باريس ونيس وبروكسل وأورلاندو. إننا موجودون في معركة تنطوي على العالم أجمع. ولأننا نعي تماما طبيعة التهديدات التي تواجهنا, نعد العدة لجميع السيناريوهات. ما يرشدنا ليس حب الحرب إذ إن تم الحفاظ على الهدوء عندنا, فأولئك الذين يواجهوننا سينعمون به أيضا. ولكن إذا اضطرينا إلى الرد على الاعتداء علينا – فردنا سيكون قويا. ومن يعتقد أنه سيجد هنا شبكة العنكبوت سيجد حائطا من الحديد وقبضة من الحديد.
إن استعداد مقاتلينا للاستشهاد فداءً للوطن يشكل حجرا أساسيا في سور أمننا. وفي بعض الأحيان لم يبق لنا أي خيار إلى إرسال قواتنا إلى ميدان المعركة من أجل الدفاع عن مواطنينا. وكرئيس الوزراء أستطيع أن أقول لكم إن في أي مهمة يتم إرسال الجنود لتنفيذها وكل مرة أضطر مع وزير الدفاع ومع رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع إلى إرسال جنودنا إلى ميدان المعركة, ندرس تلك المهام جيدا وبرشد وبكامل المسؤولية لأننا نفهم معنى فقدان الجنود والأبناء والآباء. كل واحد وواحدة من جنود ومجندات جيش الدفاع عزيز وعزيزة عليّ. قلبي ينفعل عندما أراهم وهم يخرجون إلى تنفيذ المهمة وقلبي ينكسر إذا لا سمح الله لم يعودوا منها.
إخوتي وأخواتي لعائلة الثكل, أعرف حزنكم العميق وأشارك عذابكم. أنتم تحملون معكم حزن الآلام وأسى السكوت ولكن كما كتبت ليئورا حسون, والدة المساعد غاي حسون رحمه الله الذي استشهد في عيتا الشعب: "أمامنا الوالدين خياران: الانضمام إلى أبنائنا حالا أو رفع رأسنا وذكرهم واختيار الحياة. نختار الحياة كي لن نعاقب مرتين. علينا أن نختار الحياة من أجل الأبناء الذين استشهدوا وأكثر من كل شيء آخر, علينا أن نختار الحياة من أجل الأشقاء الذين بقوا ويعانون من جرح ينزف الدماء ويتوقعون منّا أن نكون أقوياء".
أيها العائلات العزيزة, كان الشهداء مثالا يحتذى به من قيم الصداقة والرسالة والمسؤولية. يجب على جيش الدفاع وعلى المجتمع الإسرائيلي أن يواصلا تعزيز تلك القيم التي تشكل في مقدمة الأمر وفي نهايته حجر الأساس الحقيقي لوجودنا. العالم شرير ونرى مدى شرارته من حولنا والله أعلم إلى متى سيبقى العالم شريرا وإذا لم يصبح أكثر شرا. بدون الاستعداد للدفع بحياتنا لا وجود لنا. كلنا نحزن على المقاتلين الذين استشهدوا وعلى حياة المواطنين التي قطع فتيلها.
أتمنى الشفاء لجميع الجرحى وأرسل لهم حبنا من هنا. نؤدي التحية لشهداء حرب لبنان الثانية ونشكرهم شكرا أبديا. طيب الله ذكراهم".