الأقباط متحدون - يا سلفي ... المنيا محافظة .. وليست إمارة ..!!
أخر تحديث ٠٥:٢٧ | الاربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦ | ١٣ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

يا سلفي ... المنيا محافظة .. وليست إمارة ..!!

ارشيفية
ارشيفية
نبيل المقدس 
 المصيبة أن الجماعات السلفية تظن نفسها أنهم مصرييون .. غير مُدركين أنهم يتعايشون مع المصريين كما لو كانوا يتعايشون مع الذين يسكنون بجوار نخلة  تفصل بينهما .. ويعبدون ربهم بطريقة روتينية , مع ترديد كلمات من كتابهم وهم لا يفهمون منها شيئا .. غير أن فكرهم في وقت الصلاة يسبح في عالم الجنة الموعودة بحورياتها وعدد مرات نكاحهن , وعدد كؤوس الخمر التي تصل بهم إلي حالة السلطنة . ولكي يضمن هذه الملذات يخرج بعد الصلاة متخذا الجهاد في سبيل الله منهجا كما تعلم من شيوخهم , فعليه أن يقتل أو يكره مَنْ ليس علي دينه .. او يهدم كنيسة فيزداد من أجره .. أو يخطف فتاة صغيرة من ديانة أخري ويتحرش بها فهذا حلال , فيزداد 20 بنطا , وبهذه التعاليم المتطرفة يتأكد من دخوله هذه الجنة الموعودة . "انا اتكلم فقط عن الذين يحتكرون دين الإسلام لهم , وباقي  إخوتهم في الدين  كفرة وليس منهم."أي أنا أتكلم عن السلفيين الوهابيين .
 
 أخر لعبة حقد مارسها السلفييون أعمالهم النجسة كانت كالعادة في محافظة المنيا  بقرية " طهنا الجبل "  وكالعادة قامت هذه الجماعات التكفيرية بإنتهاز فرصة مشاجرة طفل مسيحي مع طفل مسلم .. وفي لمح البصر تجمعت مجاميع من أعضاء الجهاد الذين أتوا بسرعة ممنهجة وقتلوا شابا مسيحيا في عز الزهور .. سوف لا اتكلم عما حدث بعد ذلك .. لكن سوف أتكلم عن عبارة تفوه بها في مداخلة , قريب القتيل,  في احد البرامج الفضائية ..  حيث قال كلمتين في الصميم .. عندما سأله مقدم البرنامج .. " هل ما حدث فتنة؟؟" . فرد عليه الأخ " عجايبي  وهذا اسمه " من خلال المداخلة ,, إن هذا الحادث ليس فتنة بل هو "فكر" . 
 
أصاب الأخ " عجايبي " في كلمته .. فالفتنة لها أول وأخر .. و لها بداية ونهاية .. أما الفكر فهو لو تغلغل في عقل إنسان سوف يدوم فيه حتي الممات. ولا يمكن أن تضع حدا لفكر معين , وخصوصا لو كان له صله بعقيدته . حيث أن العقيدة التي يؤمنون بها هؤلاء المتطرفون , تبث فيهم روح الخوف من الأخرة , ولا تعطي رجاءً  روحيا .. بل تعطيه أملا جسديا في التنعم بملذات الجنة لو مارس كراهية ونبذ الغير, وطردهم من بيوتهم وهدم كنائسهم , وتجريد نسائهم من ملابسهن , والتعالي علي جيرانهم , والتعامل معهم علي اساس أنهم من الدرجة الثانية , وإجبارهم بدفع الجزية وهم صاغرون. 
 
 هناك عوامل كثيرة جعلت هؤلاء يتعالون علي مسيحيي مصر , أحد هذه العوامل هو هذا الصمت والسكوت من محافظ المنيا , ومعه الأمن , وجميع باقي المؤسسات ... وأقولها صراحة وكلامي موجها إلي سيادة الرئيس السيسي أن محافظة المنيا وتوابعها , ما إلا عينة لباقي المحافظات ,  فمحافظة المنيا علي وشك أن تتحول من دولة مدنية إلي دولة  دينية سلفية وهابية ... وإذا إستمر الأمر علي هذا المنوال , سوف تصير سيادتكم من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الخليفة الأول عبد الفتاح السيسي .. هذا لو فلَت من حبل المشنقة مع رعاياك الأقباط والمسلمين الأسوياء فكريا في عقيدتهم.  
  
وإن كان السلفييون يأملون أن محافظة المنيا سيأتي لها يوم وتكون أول محافظة مصرية تتحول إلي إمارة إسلامية .. أحب اقول لهم أنتم تحلمون .. فخذوا الماضي القريب,  عبرة أو درسا عظيما , فقد توحدنا في 30 – 6 مع إخوتنا المصريين المسلمين , وطردنا الإرهابيين الإخوان من بلاد مصر العظيمة , حتي "لا تقوم لهم أي قومة" مرة أخري... هذا لو إستشعرنا بأن وطنا مصر بدات الملامح الدينية تظهر بوضوح .. سوف تكون نهايتكم علي أيادي المصريين الأسوياء مثلما عملنا مع غيركم من قبل .  
 
احب اقول للرئاسة أن سر تماسك مصر , حتي أنها لم تصل إلي ما وصلت إليه البلدان العربية التي تحيط بنا من تمزق وتشريد وجوع هو وجود القبطي المسيحي القوي في حبه لوطنه .. فهي عقيدة راسخة ورثناها من أعماق اجدادنا الفراعنة أن مصر وطن يعيش فينا , ونحن نعيش فيه .. وأحب أقول للسلفيين إتقوا إنتقام الله .. 
 
 ما زلنا يا رايس نحبكم منذ ثورة 30 - 6 .. فنحن لا ننكر أعمالك الخاصة بالأقباط فهي عظيمة وتشكر عليها .. لكن عندما يتم تجريد إمرأة قبطية مسيحية , ولم يتم عقاب الجناة .. بل خرجوا أبرياء , وكأنه لم يحدث اي شيء , فهذا يعني أن حقوقنا مستباحة , وربما يصبح تجريد أي إمرأة مسيحية هو ما إلا فرض من الفرائض التي يمارسونه هؤلاء المتأسلمون .. فالبراءة لهؤلاء الأوغاد بالرغم من تكامل جميع أركان الجريمة يدل بوضوح علي أن هذا الفكر الذي نوه عنه الأخ عجايبي .. حقيقي ومتغلغل في جميع مؤسسات الدولة ..!!. 
 
 ليس أمامي إسم أطلقه علي هؤلاء المتأسلمين .. إلا إسم واحد .. فهم خفافيش ظلام هذا العهد .. فهم يتخذون الدين عتبة يقفون عليها .. مما يجعل ميزان العدالة مشوها , نتيجة للتعاليم الموجودة في عقيدتهم .. لدرجة أننا نقرأ ونسمع يوميا فتاوي صادرة من علماء وشيوخ وللأسف من مؤسسة الأزهر تحض علي كراهية المسيحيين ونبذهم .. 
 
 ولي سؤال للدكتور شيخ الأزهر .. هل تعتقد أن تغيير الخطاب الديني سوف يغير من الأمر شيئا ؟؟ اتصور أنكم تبذلون الجهد في هذا التجديد لكن بلا جدوي, نتيجة أن كلمات الكراهية والتي تحض علي النبذ وقتل كل مَنْ لم يتخذ الإسلام دينا , محفور في كتبكم وعقولكم  . 
 
 سيدي الرئيس .. نحن اقباط مصر ما زلنا نتحلي بالصبر والتضحية .. ونحاول نحن كبار السن تعليم أبنائنا أن يضعوا الوطن أعلي وأسما من أي تطلعات يتطلع إليها أي شاب سَوي من الدنيا .. شباتنا  و شبابنا الذين وقفوا متحدين شر هؤلاء الفئة المتطرفة وأختاروك رئيسا لهم , رأوا فيك الرجل الذي يتمناه كل مسيحي .. وذلك من أقوالك التي كنا نسمعها بأنك عادل تتخذ شيم الحياة العسكرية مبدأ لك.  
 
 ليس للمسيحيين طلبات خاصة , ومستحيلة .. فنحن معكم في إجتياز هذه المرحلة الصعبة , مهما طال وقت هذه المرحلة .. لكن كل ما نطلبه الأمان والحرية في ممارسة عقيدتنا .. وأظن أن هذه الطلبات هي ليست طلبات بل هي حق من حقوقنا , كل ما نريده هو أن تضمن لنا هذا الحق .. 
 
 أما أنت يا مصر وطنا .. نعاهدك أن لا نتركك مع مثل هؤلاء الفئة المتطرفة ينهشون في جسدك .. سوف نحبك وسنظل نحميكي منهم و نحافظ علي كل ذرة تراب من ارضك .. وكل قطرة مياه من نيلك ... فنحن أبنائك الشرعيين منذ الزمن العميق من تاريخك العظيم  ...ّّّ!! 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع