الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١٦ -
٢٣:
٠٩ ص +02:00 EET
كتب : سامح جميل
فى مثل هذا اليوم 24 يوليو 1977..
كانت الحرب الليبية المصرية حربا حدودية قصيرة بين ليبيا ومصر في يوليو 1977.
في 21 يوليو 1977م، كانت هناك معارك بالاسلحة النارية بين أول جندي على الحدود، تليها الضربات البرية والجوية.
في يوم 24 يوليو، وافق المقاتلين على وقف اطلاق النار بوساطة من الرئيس الجزائري هواري بومدين.
العلاقات بين ليبيا والحكومة المصرية تدهورت من أي وقت مضى منذ نهاية حرب يوم الغفران من أكتوبر عام 1973، وذلك بسبب المعارضة الليبية لسياسة السادات للسلام فضلا عن انهيار محادثات توحيد بين الحكومتين.
هناك بعض الأدلة على أن الحكومة المصرية تدرس حرب ضد ليبيا في وقت مبكر من عام 1974.
في 28 فبراير 1974، خلال زيارة هنري كيسنجر إلى مصر، قال الرئيس أنور السادات له عن مثل هذه النوايا، وطلبت أن يتم الضغط على الحكومة الإسرائيلية بعدم شن هجوم على مصر في حال احتلت القوات في حرب مع ليبيا، وبالإضافة إلى ذلك، قامت الحكومة المصرية قطع العلاقات العسكرية مع موسكو، في حين أبقى على الحكومة الليبية أن التعاون مستمر.
في 26 يناير 1976، أشار نائب الرئيس المصري حسني مبارك في حديث مع السفير الأمريكي هيرمان ايلتس أن الحكومة المصرية تهدف إلى استغلال المشاكل الداخلية في ليبيا لتعزيز الإجراءات ضد ليبيا،
كانت شرارة المناوشات "مسيرة نحو القاهرة" قوامها آلاف المتظاهرين الليبيين تجاه الحدود المصرية يوم 20 يونيو 1977، وذلك بإيعاز من حكومتهم التي لم يرق لها التقارب الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل الذي بدت بوادره في ذلك الوقت، فكانت دعوى نظام الليبي السابق معمر القذافي إلى مسيرة لإسقاط الحدود التي يراها معيقة لنهضة الشعوب العربية واتحادها، وذلك بتحفيز وحدة شعبية عروبية بين البلدين على نهج جمال عبد الناصر الذي رأى القذافي أن الرئيس المصري أنور السادات قد فارقه، ظانا أن الشعب المصري سيستجيب بدوره بسبب ما رآه تذمرا شعبيا من عزم السادات على التصالح مع إسرائيل.
عندما أوقف حرس الحدود المصريين مسيرة المتظاهرين بشكل سلمي أطلقت وحدات مدفعية ليبية قذائفها على مدينة السلوم الحدودية المصرية. في اليوم نفسه ردت القوات الجوية المصرية بمهاجمة قواعد عسكرية في شرق ليبيا بأسراب من طائرات سوخوي إس يو - 20 وميج 21 فدمرت طائرات ليبية. يوم 22 يوليو قصفت طائرات سوخوى إس يو - 20 وميج 21 مصرية قواعد جوية ليبية جنوب طبرق، ولاحقًا في ذلك اليوم قصفت طائرات المصرية مواقع عسكرية ليبية في واحة الكُفرة، وطبقا لنفس المصدر العسكري فلم يُنزل مظليون مصريون خلف الحدود الليبية. يوم 23 يوليو هاجمت الطائرات المصرية قاعدة العـدم الجوية جنوب طبرق، واستدعيت جميع المقاتلات الليبية من كافة أنحاء ليبيا إلى طبرق مما أدى إلى معارك جوية عنيفة بين الطائرات المصرية والطائرات الليبية
أثمرت وساطة الجزائر والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية عن وقف إطلاق النار يوم 24 يوليو 1977، ثم وقف القتال يوم 25 يوليو 1977. ورغم توقف القتال بين الدولتين إلا أن الخلاف بينهما ظل، ثم خفف تبادل الأسرى الذي جرى في أغسطس 1977 من تأزم الموقف بين مصر و ليبيا. كانت مواقف الدول العربية منقسمة ما بين الدول المحافظة المؤيدة لمصر في الدفاع عما رأته تجاوزا لسيادتها، والدول ذات النزعة القومية التقدمية التي أيدت موقف ليبيا ولم تتعاطف مع تحركات مصر نحو إسرائيل، وهو ما تبلور لاحقا في إعلان أغلب الدول العربية مقاطعة مصر، وتجميد عضويها في جامعة الدول العربية بعد زيارة السادات لإسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفد للسلام بينهما. بعد مقتل السادات سنة 1981 وتولي حسني مبارك تشكل مكتب علاقات ليبي مصري برئاسة أحمد قذاف الدم القذافي لكي يكون منسقا للعلاقات بين ليبيا ومصر..!!