الأقباط متحدون - الى أقباط مصر
أخر تحديث ١٣:١٧ | الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١٦ | ١٧ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الى أقباط مصر

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى

 إخوتى فى الوطن.. يا من تأكلون مثلنا من عند «جاد» وتحبسون بطبق رز باللبن من عند «المالكى»، يا من تحرقكم قطارات الصعيد، وينالكم من إرهاب الإخوان جانب، وينوبكم من رزالة ضباط الكمائن جانب، يا من تأكلون معنا من الخضار الذى روته مياه الصرف، يا من تكوينا وتكويكم نار الأسعار. إخوتى فى الوطن.. يا من تشاركوننا همَّ الحاضر وقلق المستقبل وكل ذكريات الماضى، يا من نحتضن بعضنا فى زحمة المترو، ويروى عرقنا أرض الأوتوبيسات العامة فى شهور الصيف، يا من نراكم فى مولد السيد البدوى، وتروننا فى مولد العذراء.. إخوتى فى الوطن.. أحبائى..

هل تذكرون الفصول التى جمعتنا والمدرجات التى نمنا فيها معاً مللاً من دكاترة حافظين مش فاهمين؟ هل تذكرون أسرّة المدينة الجامعية المتهالكة التى كانت تجمعنا فى أوقات السمر والبرد؟ هل تذكرون ميدان التحرير وشوارع الاتحادية وهى تجمعنا للتظاهر من أجل مستقبل أفضل؟ هل تذكرون أعمدة كوبرى قصر النيل التى تحتفظ بذكريات حب محمد وفاطمة بجوار جورج وفيفيان؟ هل تذكرون دموعنا التى سالت بعد مباراة أم درمان؟ هل تذكرون فرحتنا بهدف «أبوتريكة» فى مرمى الكاميرون سنة 2008؟ وهدف «جدو» فى غانا سنة ٢٠١٠؟ هل تذكرون فرحكم معنا بشهر رمضان وذكرياته؟ وهل تذكرون فرحنا معكم بأعياد الميلاد وأفراحها؟ إخوتى فى الوطن.. باسم كل الأشياء السابقة والملايين التى لم أستطع حصرها، باسم التاريخ المشترك والحاضر الملتصق والمستقبل الذى لن يأتى أبيض دون احتضان جورج لمحمد أو العكس..

باسم كل هذه البيوت المفتوحة على بعضها فى حوارى شبرا وإمبابة وتتعانق صلبانها وأهلتها دون اصطناع.. باسم الأستاذة «سلفانا» التى علمتنى القراءة وحببتنى فى الآخر، وباسم عماد خليل ويوسف رامز وسامح حنين ونادر شكرى ومينا ذكرى وألبرت مراد وفيفيان شوقى وشرين شريف وكل أصدقائى الذين يزين الصليب أياديهم.. أنا آسف على ما حدث فى المنيا وبنى سويف، آسف على تلك العقول المتطرفة التى تستبيح دماءكم.. آسف على الكرسى الذى ضربه كفار التطرف فى حياتكم.. آسف أننى لم أكن هناك لأدافع عنكم.. آسف لأن عدداً من الشيوخ حرّفوا الإسلام وحرّضوا الجهلة ضدكم.. آسف لأن الجهل السلفى تمكّن من عقول بعض المصريين وأقنعهم بأنكم غرباء ولا حق لكم فى هذا الوطن.. آسف باسم الإسلام الحقيقى، وباسم المسلمين اللى بجد.. آسف باسم مصر وباسم دماء آبائكم وأجدادكم التى اختلطت بدماء آبائنا وأجدادنا فى أرض سيناء.. آسف على ما حدث فى المنيا يا إخوتى.. آسف على خيبة مجلس النواب وآسف على تخاذل محافظ المنيا، بس وغلاوة كل ما هو مقدس لا تجعلوا حفنة من القتلة والمتطرفين يفسدون ما بيننا، وغلاوة مريم العذراء وسيدنا المسيح ما تزعلوا ولا تمنحوا أحدهم فرصة ليفرق بيننا.. وكل اللعنة على هؤلاء الذين أيقظوا الفتنة من نومها!

نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع