الأقباط متحدون - هل حقاً أمريكا وراء الانقلاب التركي
أخر تحديث ٠٠:١٧ | الاثنين ٢٥ يوليو ٢٠١٦ | أبيب ١٧٣٢ش ١٨ | العدد ٤٠٠٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

هل حقاً أمريكا وراء الانقلاب التركي


د. مينا ملاك عازر
منذ أول دقائق الانقلاب، وأنا مدرك أن أمريكا قد تكون وراءه، خاصةً بعد التقارب الروسي التركي على جثة الطيار الروسي الذي أسقطت تركيا طائرته في أواخر العام المنصرم، وهو الحدث الذي على خلفيته أوقفت روسيا سياحتها لتركيا والرحلات الجوية،وضغطت بكل ما اؤتت من قوة على الأتراك حتى ردخأردوغان وخضع للابتزاز الروسي، واعتذر وعوض روسيا عن الطيارة، وأبدى ندماً شديداً لعله أيضاً أشار للروس بإمكانية إتاحة استخدام قاعدة أنجرليك التركية لطائرتهم لضرب داعش،
 
وهي القاعدة التي تعد قاعدة أمريكية من الطراز الأول، ناهيك عن كونها موضع قدم لحلف الناتو في بلاده، ما يجعل تلازم القوات الروسية والأطلسية ممكناً جداً، ما يؤكد أمراً هاماً وخطير، أن الحلف والأمريكيون لن يقبلوا بهذه المسألة إن كانت صحيحة، كما أن الجيش التركي ذو الميول الأمريكية والتحالف الأطلسي كان صعباً عليه أن يرى هذا بأم عينه ويصمت، لكن السؤال ما الذي يدفع أمريكا لأن تقضي على حكم أردوغان وهو صديقها؟
 
من الممكن أن نقبل بهذه الفكرة من خلال ما بات يمثله أردوغان من عبء على الغرب بعد انكشاف علاقته بداعش وإمداده لها بالسلاح وحمايته لرجالها، ولعل أكثر ما استفز الغرب الأوربي وعلى رأسهم فرنسا وإنجلترا ما كشفت عنه وسائل الإعلام من أن أردوغان حول تركيا لجسر لنقل النساء والرجال للتنظيم الإرهابي أي أنه كان أيضاً يمده بالعنصر البشري ويسهل نقله لهم، وقد تكون المخابرات الغربية كشفت أيضاً عن أنه كان يسهل عودة ذلك العنصر البشري المنضم لداعش إلى الغرب سواء من خلال المطارات أو عودتهم بين اللاجئين الفارين لأوروبا، ما أسهم بشكل مباشر في تزايد وتيرة وحدة النارالإرهابية في مدن فرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان الأوربية.
 
إذا كان ذلك كذلك، دعني أقدم لك خبر قراته من قرابة أسبوع، وقبل الانقلاب بسويعات قلائل، يشي بل قد يؤكد لما ذهبت إليه السطور السابقة من أن امريكا كشفت اردوغان على حقيقته أو قل أنها لم تعد تستطع أن تتحمل أعباءه وملامة الغرب الأوربي لها على كونها تحميه وتبقيه في السلطة.
 
عقد الكونجرس الأمريكي مؤتمر داخل مجلس الشيوخ تحت عنوان "الإرهاب العالمي، وعلاقته بجماعة الإخوان" وذلك بمشاركة تيد كروز، المرشح عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وأعضاء مجلس النواب فان لويجولمان،هيرب لندن وفرانك ويزنر السفير الأمريكي الأسبق في القاهرةوفي المؤتمر تحدث برلماني أمريكي عن تأييد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجماعة،
 
موضحاًأنه يملك نفس عقلية حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين، وإذا وضعنا في اعتبارنا باقي حديث البرلماني وباقي الأعضاء المشاركين في المؤتمر من تبرئتهم الحكومة المصرية من دماء قتلى رابعة واتهامهم للإخوان بأنها جماعة أم للإرهاب العالمي،هنا تستشعر نفض الأمريكيون لأيديهم من أفعال
 
أردوغان وإعطائهم الضوء الأخضر للانقلاب عليه، والله أعلم.
 
المختصر المفيد أمريكا بلد ليس لها أمان.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter