القمص أثناسيوس فهمي جورج
كلمة شوك في العبرية ( וקוץ فكوتس ) بمعني وخزات الشوك ،وهي التي كلل بها مخلصنا وصار لعنة لاجلنا ...حمله علي راسه وهو رجل الاوجاع ومختبر الحزن ...انه اكليل شوك مضفور من ذاك الشوك والحسك الذي نبت لسبب لعنة ادم ، قد تكلل به علي جبينه ليتوج ملكا علي عرش خشبة صليبه ..شوكا من العليقة الشوكية وضعوه علي راس ملك الكل والبسوه ثوب الارجوان وقصبه في يمينه فسال دمه مخلوطا بعرقه ليشفي فساد العالم كله ..ومنذُ أنْ وَضَعُوا على رأسِهِ إكليلَ الشوكِ، وهوَ ـ ـ لا يزالُ على رأسِهِ، يؤلمُهُ ويؤلِمُ كُلَّ الجسدِ، ( كنيسته ) في رحلة غربتها في برية هذا العالم ...
حَتَّىَ بعدَ أنْ ماتَ وقامَ، لازالَ إكليلُ الشوكِ يؤلمُهُ معَ جسدِهِ. وكثيرونَ أخذوا دورَ الأشواكِ فى ذلكَ الإكليلِ، ولا يريدونَ أنْ يَنْتَزِعُوا مِنْ على رأسِهِ، كما نُزِعَ عنهُ إكليلُ الشوكِ بالموتِ والقيامةِ.
وهذه الأشواكُ، بينها الكبيرُ والصغيرُ. وَهِىَ لا تزالُ أشواكًا تؤلمُهُ وتؤلمُ الجميعَ، أعضاءَ جسدِهِ، الكنيسةَ. لا تزالُ الأشواكُ هى الأكثرُ أَلَمًا ، فمن الامه نبع الخلاص وانعدام الموت ، ومن قبره خرجت الحياة الخلاصية ، شافيا جراحات السقوط ، منيرا الخلود بسر صليبه .. تكلل باكليل الشوك علي راسه ليظهر سقوط سطوة إبليس وجبروته ، عندما سحق راسه الي الابد ، و اصبحنا نتحارب مع عدو مهزوم ، والغلبة لحسابنا ...لبس إكليل الشوك ليمسح اللعنة التي حملتها أرضنا بعد سقوط ادم الاول ، وليمحو اوجاع شهواتنا الأرضية الردية ، ويجعلنا ندوس علي كل الأسباب التي تسوقنا الي الخطية : (حركتها ومجساتها وملامسها ) ، فتملك علينا حرية مجدك ياملك خلاصنا ومنشئ الكون الجديد ، يامن جردت الرئاسات والسلاطين جهارا ظافرًا بهم في موقعة صليب فداءك الثمين .... فاجعلني الان يامخلصي قيروانيا جديدا احمل صليبك واتبعك ، واعتبر اكليل شوكك كنزي وحلاوتي وشكري واقبلني اليك كما قبلت اللص اليمين والقيرواني وأصحاب الساعة الحادية عشر ،والمجد لالامك المخلصة المحيية يامخلص كل احد من الملتجئين اليك .