الأقباط متحدون - مقال : الحياة منفىً قصير
أخر تحديث ٠٨:٥٣ | الاربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١٦ | أبيب ١٧٣٢ش ٢٠ | العدد ٤٠٠٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مقال : الحياة منفىً قصير

ارشيفية
ارشيفية
أبانوب جرجس
الحياة منفىً قصير. ليس المهم أن تعيش، بل أن تعيش جيّداً. أنا أعشق المصعد، لا أستعمله بدافع الكسل، وإنّما من أجل التّأمل، تضع إصبعك على الزّر دون أيّ جهد ، تصعد إلى الأعلى أو تنزل إلى الأسفل، قد يتعطل وأنت قابع فيه ، إنّه كالحياة تماماً لا يخلو من العطب، تارةً أنت في الأعلى وتارةً أنت في الأسفل! إنّ الحياة تبدو لي أقصر من أن تُنفق في تنمية البغضاء، وتسجيل الأخطاء.
 
الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة. جَرِّدْ أي إنسان من الشّعور بحياته تجرّده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقيّ. إنّ الأمة التي يعرف رجالها كيف يموتون هي الأمّة الجديرة بالحياة.
 
عندما نعيش لذواتنا فحسب تبدو لنا الحياة قصيرةً وضئيلةً، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود، أمّا عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإنّ الحياة تبدو طويلةً وعميقةً، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتدّ بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض.
 
ستتعلم الكثير من دروس الحياة، إذا لاحظت أنّ رجال الإطفاء لا يكافحون النّار بالنّار. لا يغرنّك إرتقاء السّهل، إذا كان المنحدر وعراً.
 
إنّنا نعيش لأنفسنا حياةً مضاعفةً حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النّهاية.
 
إذا أردت أن تصمد في وجه الحياة، فلا تأخذها على أنّها مأساة.
 
ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله. بورك من ملأ حياته بعمل الخير، لأنّه أدرك أنّها أقصر من أن يضيعها بعمل الشّر. ا
 
لحياة قصيرة، لكنّ المصائب تجعلها طويلةً .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع