بقلم : الشيخ مصطفي راشد
والمعابد اليهودية فى دار الإسلام
وصل لنا عبر الإنترنت سؤال من الدكتورة \ درية شرف الدين --- تقول فيه هل يوجد نص إسلامى يأمر بهدم الكنائس أو المعابد فى بلاد الإسلام أو يمنع بناءها وترميمها ؟ للإجابة على هذا السؤال نقول :-
بداية بتوفيق من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلباً للدعم من رسله وأحبائه نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام، وكل المحبة والسلام لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله كما نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لا نفرق بين أحداً منهم ------------------ اما بعد
فالإسلام لم يأمر بهدم الكنائس المسيحية أو المعابد اليهودية ، ولا يمنع بناؤهما أو ترميمهما فى دار الإسلام ، حيث لا يوجد نص قرآنى أو حديث صحيح متواتر يأمر بذلك مطلقا ، -- والإمام أبو حنيفة عليه رحمة الله أجاز بنائهما فى دار الإسلام ، وأيضا الإمام الليث أجاز بنائهما وحرم الإعتداء عليهما ،--- إلا أن الإمام الشافعى والإمام ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم رفضوا بنائهما فى دار الإسلام ، دون أن يستندوا إلى نص قرآنى أو حديث صحيح يأمر بالمنع ، بل هو رأيهم البشرى المبنى على هوى، والمخالف لصحيح الشرع ، حيث أن الأصل فى الأشياء والأمور الشرعية هو الإباحة ، ولا يجوز تحريمها أو منعها إلا بنص ، وهناك من إستند لبعض الأحاديث الغير صحيحة والمنقطعة ليصل لغرضه ومن ذلك حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: (لا تكون قبلتان في بلد واحد) وفي لفظ: (لا تصلح قبلتان في أرض واحدة) رواه أبو داود، وحديث عائشة رضي الله عنها: (لا يترك بجزيرة العرب دينان) رواه أحمد، وحديث أبي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه: (لا يبقين دينان بأرض العرب) رواه البيهقي ، وهى أحاديث منقطعة السند غير صحيحة ولا يمكن جعلها سنداً لحكم ،وحيث أنه لا يوجد نص قرآنى أو حديث صحيح يمنع بناء أو ترميم الكنائس والمعابد فى دار الإسلام وايضا لا يوجد نص يأمر بهدمهما -- لذا نحن نرى أن من يفتى بغير ذلك هو يفتى بهوى ومرض نفسى ومتجاوزاً على شرع الله الصحيح سامحهم الله وعافانا من الكذب عليه .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من
أجل السلام ورفض العنف ت موبايل وفيبر وواتساب وايمو وماسينجر