الأقباط متحدون - جوليان أسانج.. الصحفي الذي سرب أسرار العالم!
أخر تحديث ٠٩:٠١ | الاثنين ٦ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٧ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٨ السنة السادسة
إغلاق تصغير

جوليان أسانج.. الصحفي الذي سرب أسرار العالم!


بقلم: عوض بسيط
يحتل الصحفي الأسترالي الشقي "جوليان أسانج" صدارة اهتمام السياسيين حول العالم وخاصة أمريكا؛ صاحبة المعاناة الأكبر من تسريب وثائق سرية بالغة الخطورة، عن العراق وأفغانستان، وعلاقات القطب الأوحد بدول عديدة مثل إيران ومصر وإسرائيل، وما نقلته الوثائق من كواليس لقاءات وعلاقات ربما أصبحت مهددة، بعد نشر مالم يكن محببًا نشره!

طفولة مضطربة
ولد أسانج في "تاونسفيل" بأستراليا، في 3 يوليو 1971، لأبوين يعملا بالمسرح المتنقل، لم يلبثا أن انفصلا، ثم تزوجت الأم لمرة ثانية، زواجًا لم يعمر كثيرًا، مما جعل "أسانج" يعيش حياة مضطربة، بها الكثير من الترحال، حيث أتم دراسته بالعديد من المدارس والجامعات.

المخترق النبيل!
في 1987، وبينما يكاد أسانج يبلغ السادسة عشرة، حتى بدأ في ممارسة هوايته في الاختراق (Hacking) تحت اسم مستعار وهو "ميندكس"، ثم انضم له مخترقان آخران ليشكلا مجموعة عرفت باسم "المخربون الدوليون"، والطريف أن "أسانج" وضع قواعد نبيلة لعمليات الاختراق التي تقوم بها المجموعة؛ مثل عدم تدمير نظام تشغيل الضحية، أو العبث ببياناته إلا في حدود ضيقة لحماية المخترق، وبالطبع نشر المعلومات! وفي هذا يبدو "أسانج" في ثوب "روبن هود" الذي كان يسرق الأغنياء ليعطي الفقراء، ولكنه يسرق المعلومات السرية من الجهات المالكة لها، لينشرها للعامة!
وفي 1991 وجد مذنبًا في 24 تهمة اختراق، وتم تغريمه 2100 دولار أسترالي، ولم يصدر ضده حكم بالسجن، لأن القاضي رأى فيه حسن النيه؛ أنه فقط كان يستمتع بالتجوال عبر  الحواسب!

 يقول في مقابلة حديثة مع مجلة "فوربس" أنه من المزعج اليوم أن يقرأ العديد من المقالات تدعوه "مخترق كمبيوتر" (ربما لم يقرأ هذا المقال بعد!)، فهذا حدث منذ 20 عامًا، ويعود ليقرر أنه لا يخجل من ذلك، بل يجعله يشعر قليلاً بالفخر!

ويكيليكس.. البداية
أسس "أسانج" موقعه المثير للجدل "ويكيليكس" في 2006، كمؤسسة إعلامية غير هادفة للربح، بهدف نشر المعلومات والأخبار الهامة، ويقول على صدر الموقع أنه يوفر طرقًا مبتكرة، وآمنة، للحفاظ على خصوصية ومجهولية مصادره، التي تقوم بتسريب المعلومات الهامة، ويهتم بنشر المواد ذات الأهمية الأخلاقية والسياسية والتاريخية، وتلك التي تتعلق بفضح القمع والظلم، ونشرها على نطاق عالمي، مع اللحفاظ على مجهولية مصادره.
يقول "أسانج" أن ما نُشر على "ويكيليكس" من وثائق سرية، يفوق ما نُشر بصحف العالم أجمع، وهو لا يتباهى بذلك بقدر ما يؤكد أن العمل الصحفي محفوف دومًا بالمخاطر.
ومن أشهر ما نشر على "ويكيليكس" وثائق لعمليات قتل في "كينيا" بدون محاكمة تحت عنوان "بكاء الدم"، والتي نال عنها جائزة الإعلام الجديد من "منظمة العفو الدولية" للعام 2009.
إلا أن أكبر ما قام بتسريبه كان في 28 نوفمبر 2010، حيث قام بتسريب 251 ألف وثيقة دبلوماسية أمريكية، وإن كان معظمها مصنف على أنه غير سري، إلا أن تسريب بعض الوثائق السرية، جعل الخارجية الأمريكية تكثف اتصالاتها مع العديد من حلفائها حول العالم، حتى لا تتأثر علاقاتها الخارجية بهذه المعلومات؛ ومنها معلومات بخصوص "قطر" واستخدامها فضائية "الجزيرة" للضغط على بعض الدول، أو طلب مصر تأجيل استفتاء جنوب السودان، خوفًا على مستقبل منابع النيل.

ملاحقة قانونية
لم يسلم "أسانج" ولا "ويكيليكس" من الملاحقة القانونية أو غير القانونية، فتعرض الموقع للاختراق، وقامت عدة دول بحجبه منها الإمارات، أما "أسانج" نفسه فعلى رأس المطلوبين دوليًا، ليس بسبب نشره وثائق سرية، ولكن لاتهامه باغتصاب امرأة والتحرش باخرى، أثناء حضوره مؤتمرًا بالسويد أغسطس الماضي، وهو ما فسره "أسانج" بأنه محاولة للنيل منه بشكل ملتوٍ.
من جهة أخرى؛ يدرس الكونجرس الأمريكي -هذه الأيام- إمكانية سن قانون جديد يتيح ملاحقة "أسانج" قضائيًا، فلا يوجد قانون بأمريكا يتيح محاكمة "أسانج" لنشره وثائق سرية، كما أن تلك ستعد سابقة في أمريكا أن يحاكم كيان إعلامي لنشره معلومات. بحسب الواشنطن بوست.

ماذا لو؟!

السؤال الطريف هنا: ماذا لو كان "أسانج" مصريًا؟
الإجابة غير الطريفة: على الأرجح كان سيختفي.. هل يذكر أحد "رضا هلال"؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter