الأقباط متحدون - في ذكرى توليه الحكم.. الملك فاروق شاب قاصر يتولى حُكم بلاد مثقلة بالهموم
أخر تحديث ١٠:٠٤ | الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠١٦ | أبيب١٧٣٢ش ٢٢ | العدد ٤٠٠٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

في ذكرى توليه الحكم.. الملك فاروق شاب قاصر يتولى حُكم بلاد مثقلة بالهموم

الملك فاروق
الملك فاروق

الشاب الصغير لم يكن قد بلغ سن الرشد.. والوفد سلمه البلاد تحت "معاهدة 1936"

كتب - نعيم يوسف
في مثل هذا اليوم 29 يوليو منذ 79 سنة -عام 1937- كانت الأفراح مُقامة بطول مصر وعرضها، احتفالًا بتنصيب ملك شاب جديد، بلغ الثامنة عشر من عمره في هذا اليوم، وهو الملك فاروق ملك مصر والسودان، وأخر ملوك الأسرة العلوية.

حكم بالوراثة
انتقل الحكم بـ"الوراثة" إلى الشاب الذي لم يستكمل عامه الثامن عشر، كما لم يستكمل تعليمه، وفقًا للقانون الذي وضعه والده الملك فؤاد الأول عام 1922 بالتعاون مع المندوب السامي البريطاني، ليكون نظام الحكم بالوراثة في أسرة محمد علي، بعيدًا عن السلطنة العثمانية. 

في 28 أبريل عام 1936 توفى الملك فؤاد الأول، وتلقى ابنه فاروق هذا النبأ في بريطانيا حيث كان يدرس، وعلى إثره عاد إلى القاهرة، إلا أنه لم يكن قد بلغ سن الرشد بعد، فتم تكوين مجلس وصاية على العرش، حتى أتم عامه الـ18 في 29 يوليو عام 1937، وتم تتويجه رسميًا ملكًا لمصر والسودان.


بناء على الدستور
 "فاروق" يُعتبر أول حاكم من الأسرة العلوية، يتولى حكم البلاد بناءًا على الدستور المصري، وليس بناءًا على فرمان عثماني، أو قرار بريطاني، إلا أن هذا الأمر لا يعني أن ما نص عليه الدستور لم يتم بالاتفاق مع دار المندوب السامي البريطاني في مصر.

فور تولي فاروق حكم البلاد، استبشر به المصريون خيرًا، نظرًا لصغر سنه، ووفاة والده وهو بعيدًا عنه، وتحمله مسؤولية الحكم في سن صغير، بالإضافة إلى أعماله الخيرية، وما قيل عنه وقتها من أنه كان يُخالط الناس ويخرج للشوارع بدون حراسة، ويلتقي الناس ويستمع إلى مشاكلهم.


فترة ساخنة سياسيا
تولى "فاروق" الحكم في فترة تاريخية ساخنة سياسيًا، حيث كان حزب الوفد، في أوج قوته وعظمته، وكانت مصر ترزح تحت الاحتلال البريطاني منذ عشرات السنين، وعُرف عن والده بأنه كان مواليًا للإنجليز، ومعاديًا للحكومات التي تحظى بتأييد الشعب المصري، وقامت في عهده ثورة 1919، والتي أجبرت الإنجليز على رفع حمايتهم عن مصر والاعتراف بها مملكة ذات سيادة مستقلة، إلا أنها ظلت تحت الاحتلال.


معاهدة 1936
بعد توفى والده بأربعة شهور، وقبل توليه الحكم بنحو 11 شهرًا، وقعت مصر مع بريطانيا ما عُرف ب،"معاهدة 1936"، حيث كان حزب الوفد يُشكل الحكومة نظرًا لفوزه في الانتخابات البرلمانية، وطالب بإجراء مفاوضات مع بريطانيا، إلا أنها رفضت، ولكن بعد قيام المظاهرات العارمة تراجعت واضطرت للدخول في مفاوضات بقيادة السير مايلز لامبسون المندوب السامي البريطاني ومعاونيه وهيئة المفاوضات المصرية المصرية.

خلال هذه المفاوضات اشترطت إنجلترا أن تكون المفاوضات مع كل الأحزاب حتى تضمن موافقة جميع الأحزاب وبالفعل شاركت كل الأحزاب عدا الحزب الوطني الذي رفع شعار (لا مفاوضة إلا بعد الجلاء)، وبدأت المفاوضات في القاهرة في قصر الزعفران في 2 مارس وانتهت بوضع معاهدة 26 أغسطس 1936 في لندن.

بلاد مثقلة بالهموم
رغم بعض إيجابيات بنود المعاهدة، مثل الاعتراف باستقلال مصر، وتحديد عدد القوات البريطانية، إلا أنها تضمنت بعض أنواع من السيادة البريطانية، وقد تولى "فاروق" حكم مصر، ووجد نفسه ملزمًا مع بلاده بتقديم المساعدات لبريطانيا في حالة الحرب وإنشاء الثكنات التي فرضت أعباء مالية جسيمة مما يؤخر الجيش المصري وإعداده ليكون أداة صالحة للدفاع عنها، كما أنة بموجب هذه المعاهدة تصبح السودان مستعمرة بريطانية يحرسها جنود مصريون.

وهكذا، تولى الملك فاروق حكم مصر في أجواء ساخنة سياسيا، ومتردية اقتصاديا واجتماعيًا، وظل في الحكم حتى أطاح به تنظيم الضباط الأحرار، في 23 يوليو عام 1952، ليكون أخر ملوك وحكام أسرة محمد علي ذات الأصول الألبانية التي حكمت مصر نحو قرن ونصف القرن.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter