قالت لى وهى فى غاية الحزن والأسى.. هل رأيت ماذا فعل الدواعش فى الكنيسة فى فرنسا؟.. كيف ذبحوا القس المسن وأحد المواطنين المصلين؟.. قلت نعم.. ورأيت عشرين من أبنائنا الكادحين الفلاحين الشباب وهم يُذبحون على البحر تحت أعين الكاميرات والمخرجين والإضاءة.. رأيتهم وسمعتهم وهم يصرخون أمام السكين قائلين «يا يسوع».. ورأيت وقرأت عما حدث فى باريس بداية من حادث «شارلى إبدو» والملهى والاستاد الرياضى ثم الجريمة المروعة فى مدينة «نيس» وسط احتفالات الفرنسيين بعيد الثورة الفرنسية 14 يوليو.. ورأيت وسمعت وشاهدت الجنازات العسكرية المصرية حيث تسير النعوش فى طابور طويل مرة فى رفح الأولى ومرة فى رفح الثانية.. ومرات فى الفرافرة وكرم القواديس ورأينا النعوش منفردة لشباب الجيش من المجندين وشباب الشرطة ورجال المتفجرات وقيادات الأمن الوطنى وحتى النائب العام الشهيد هشام بركات ومن قبله عدد غير قليل من القضاة.. ورأيت وسمعت الكثير والكثير.. ورأيت شباب المصابين من رجال الجيش والشرطة فى مستشفيات القوات المسلحة مثل المعادى العسكرى والحلمية العسكرى.. رأيت الشاب الذى لم يكمل عامه الثالث والعشرين وزوجته الشابة وطفله الصغير بجواره وهو راقد فاقد لكلتا «رجليه».. رجليه الاثنتين وليست قدميه..
ويكفى هذا المثل ولا داعى لاجترار الألم، لدينا نحن هنا فى مصر الدم كله حرام ولكنهم هم فى الغرب لا يؤمنون بهذا.. هم فى غاية العنصرية.. دماؤهم فقط هى الغالية هى الحرام هى التى لا بد أن يهب من أجلها العالم ليحارب الإرهاب.. لديهم هم القتلة إرهابيون ولكن عندنا نحن وعلى أراضينا يطلقون عليهم مسميات أخرى.. مرة يقولون «المعارضة المسلحة» وأخرى يطلقون عليهم لفظ «المتمردين».. بضاعتهم يا سادة وقد رُدت إليهم.. جريمتهم وقد جرى عليهم الجزاء العادل.. ارتد الرصاص إلى صدورهم بعد أن استعانوا بجماعات التطرف وخلقوا منها تنظيمات قوية ممولة بالدولار واليورو ومسلحة بأرقى أنواع السلاح، مزودة بأعلى قدرات تكنولوجية ولوجستية.. كل هذا من أجل عملية مدبرة ومحسوبة.. من أجل أن يسلمهم أبوبكر البغدادى الخريطة الجديدة على طبق من فضة.. صنعوا الوحش الكاسر فالتفت إليهم جائعاً ليلتهم من أطباقهم الدسمة، فليذوقوا ما اقترفت أيديهم.. كيف كانت السيدة «ميركل» تتخيل أنها وهى تهيئ الحضن الدافئ للتنظيم الدولى للإخوان فوق أراضيها سوف تكون بمأمن من مخالب هذا الوحش الغبى وأظافره؟ أقول لكم الحق ولا أنكر أحاسيس الشماتة.. هى الآن فى وضع لا تحسد عليه، ضربها الإرهاب الأحمق بالرصاص والقنابل والبلطة فى عقر دارها وفى جهاز أمنها الذى ظنت واهمة أنه مثل جدار الفولاذ غير قابل للاختراق..
ومن المثير للشفقة أن تأتى تصريحات الألمان ومن قبلهم الأمريكان ومن بعدهم اليابانيون بأن الحوادث ليست إرهابية ولكنها فردية وأصحابها مختلون عقلياً.. ولدينا أيضاً بعض من السذج يعلنون بفرحة غامرة أن الإرهابى الفلانى فى الحادث الفلانى ليس مسلماً.. يا رااااااجل؟؟!! وهل الدواعش مسلمون؟ وهل كانت هذه الأجسام العملاقة المرتدية السواد التى ذبحت أبناءنا فى ليبيا من المسلمين؟.. «الدواعش» أصبحت توجهاً عالمياً يأتيه الموتورون من جميع أنحاء العالم من الشباب والفتيات.. مسحورين بأجواء المغامرة والصحراء واللثام الأسود والدولارات والمخدرات والجنس ولذة الجريمة التى يذيع صيتها فى العالم كله وعلى كل الشاشات والمواقع والإنترنت.. ولكن ويا للعجب تأتى كلمة الحق الحاسمة من المرشح المقبل للولايات المتحدة، الذى يصفونه بالعبط والتهور والسطحية والعنصرية.. ويقول «دونالد ترامب» للسيدة هيلارى كلينتون المرشحة المنافسة.. «إنك لم تتركى لنا إرثاً سوى الموت.. وفى عهدك جاء تنظيم داعش وزرع الفوضى فى العراق وليبيا وسوريا ومصر.. ماذا لدينا بعد أربع سنوات من هيلارى كلينتون؟ داعش تمدد فى المنطقة والعالم.. ليبيا فى الحضيض وسفيرنا وفريقه تُركوا للموت بلا حول ولا قوة.. مصر كانت آمنة ولكن كلينتون سلمت مصر لجماعة الإخوان المسلمين المتطرفة مما اضطر الجيش لاستعادة السيطرة».. ووعد ترامب بأن ينهى الإجرام والعنف اللذين يضربان الولايات المتحدة، وأكد على عودة الأمن مع تنصيب الرئيس الجديد فى 20 يناير 2017.. وفى حملة كلينتون وعدت الناس بالقضاء على داعش واضعة هذه المهمة المضحكة فى جدول إنجازاتها المقبلة..
لن ينجح ترامب.. أكاد أجزم.. ولا تُخدع عزيزى القارئ فى الدولة الأمريكية ولا تتخيل أن انتخاباتها حرة نزيهة ولا تتخيل أيضاً أن رئيسها بيده الحكم والحل والعقد.. هناك قوى أخرى تحكم الأمريكان وتحرك السياسة والإعلام وتختار الرئيس المقبل.. وأظن أنها سوف تكون هيلارى وسوف ننتظر وعودها البراقة بالقضاء على الدواعش بعد يناير 2017.. وإلى ذلك اليوم أتمنى أن تذوق هى والسيد أوباما من كأس الدواعش.. بعد أن بدأت رحلة عودة البضاعة إلى أوروبا.. بلجيكا وباريس وميونخ.. وغالباً اللى حضر العفريت لن يستطيع أن يصرفه.. فات الميعاد.
نقلا عن الوطن