الأقباط متحدون - رسالة من قبطى لا تخافوا من كنيستى
أخر تحديث ٠٠:٤١ | السبت ٣٠ يوليو ٢٠١٦ | أبيب١٧٣٢ش ٢٣ | العدد ٤٠٠٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

رسالة من قبطى لا تخافوا من كنيستى

خالد منتصر
خالد منتصر

وصلتنى رسالة من د. مينا بديع عبدالملك، أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية والجامعة الأمريكية بالقاهرة، عضو المجمع العلمى المصرى يؤكد فيها دور الكنيسة الوطنى فى ظل هستيريا الفتنة وأرتيكاريا التطرف التى تجعل المتطرفين يجيّشون الجيوش عند سماع عبارة بناء كنيسة للصلاة، قائلاً:

فى 24 يوليو 1965، قام الرئيس جمال عبدالناصر والبابا كيرلس السادس بوضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية - القاهرة. وفى الكلمة التى ألقاها الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشأة وسكرتير المجمع المقدس قال -من بين ما قاله- (إننا حينما نبنى كنيسة، فإننا نبنى مصنعاً لإعداد مواطن صالح).

الكنيسة تهتم بالفصول الزراعية الثلاثة، وفى كل فصل من الفصول تردد الكنيسة صلوات عن احتياجات الفلاح وتمنياته وترفعها إلى إله الكون ومدبره والمعتنى به، فتردد الكنيسة الصلوات الآتية: (أصعد المياه كمقدارها - كنعمتك فرح وجه الأرض ليرو حرثها، لتكثر أثمارها، أعدها للزرع والحصاد، ودبر حياتنا كما يليق). وأيضاً الكنيسة لا تنسى المحتاجين والفقراء -بدون استثناء- فتقول فى صلواتها: (بارك رأس السنة بصلاحك من أجل الفقراء، من أجل الأرملة، واليتيم، والغريب، والضيف، من أجلنا كلنا.. لأن عيون الكل تترجاك، لأنك أنت الذى تعطيهم طعامهم فى الوقت المناسب، اصنع معنا حسب صلاحك يا معطياً طعاماً لكل ذى جسد). ثم إذ إن الكنيسة تعلم أن تعظم المعيشة ووفرة المال أمور تتضمن تفاوتاً بين البشر، وحرصاً من الغنى على أن يظل غنياً، مع احتياج أخيه إلى أقل القليل - لهذا تطلب الكنيسة من الله أن يمنح الجميع القناعة والرضا والفرح، فتقول فى صلواتها: (املأ قلوبنا فرحاً ونعيماً.. لكى إذ يكون لنا الكفاف فى كل شىء كل حين نزداد فى كل عمل صالح). وفى ثلاث مرات فى السنة تصلى الكنيسة صلاة تُسمى «صلاة اللقان»، واللقان عبارة عن وعاء كبير يملأ بماء النيل فى عيد الغطاس (19/20 يناير)، عيد خميس العهد (قبل عيد القيامة بثلاثة أيام)،

وعيد الآباء الرسل (12 يوليو) وفيه تصلى الكنيسة على ماء النيل الذى يحمل أحد أسماء أنهار الجنة «جيحون» التى وردت فى سفر التكوين لموسى النبى فتقول: (نهر جيحون - أى النيل - املأه من بركاتك، فرّح وجه الأرض، جددها دفعة أخرى. أصعد نهر النيل كمقداره.. بقاع مصر املأها من الخير، وليكثر حرثها وتتبارك ثمارها.. لتفرح كل بلاد مصر.. والأرض تتهلل بفرح من جودك..) وفى صلوات أسبوع الآلام المحيية تصلى الكنيسة وتقول: (يالله تراءف على العالم بعين الرحمة والرأفة.. وبارك فى غلات الأرض.. ونيل مصر باركه فى هذا العام وكل عام وفرّح وجه الأرض..). وفى نهاية كل قداس، وقبل أن ينصرف المصلون، يرش الكاهن ماء النيل الذى صارت فيه بركة بالصلاة عليه - يرشها على المصلين، الذين يحرصون على أن تصل لكل واحد منهم قطرات من هذا الماء المبارك. ويكون هذا خاتمة الصلوات - يخرجون بعدها إلى الحياة الاجتماعية، ليكونوا ملحاً للأرض، ونوراً للعالم. أود مخلصاً أن أشير إلى أهمية مطالعة الكتب الآتية: مدرسة حُب الوطن (للدكتور وليم سليمان)، مصر فى طقوس كنيستها (للدكتور وليم سليمان)، المسيحية والإسلام على أرض مصر (للدكتور وليم سليمان)، المسيحى فى المجتمع (للأب متى المسكين)، المسيحى فى الأسرة (للأب متى المسكين)، الخطاب الدينى فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (للدكتور جورج حبيب بباوى). الكنيسة ستظل - دائماً أبداً - مدرسة الوطنية الصادقة.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع