أسيوط : محمد محمود
تشهد محافظة أسيوط تحركات ضخمة إستعداداً لإستقبال موسم السيدة العذراء بجبل أسيوط الغربى بدير درنكة والذي يعتبر أكبر تجمع بشرى بصعيد مصر وواحدة من أشهر المناسبات المسيحية والتى تجذب أكثر من خمسة ملايين زائر من المسيحيين والمسلمين من مختلف الأعمار من جميع محافظات مصر بالإضافة إلى السائحين من مختلف دول العالم في مشهد يدل بصورة كبيرة على معاني الوحدة الوطنية بين كافة طوائف الشعب.
ويقول الراهب القس لوقا راهب بدير العذاء مريم بأسيوط إن شهر اغسطس هو الشهر الذي جاء فيه السيد المسيح وهو طفل صغير مع امه مريم العذراء والقديس يوسف النجار تاركا فلسطين متجها نحو البلاد المصريه قاطعا صحراء سيناء حتي وصلت العائله المقدسه الي اسيوط، لهذا يحل في هذا الشهر صوم العذراء ويقوم الدير احتفالاته الدنيه سنويا ابتداءا من 7 اغسطس وحتي 21 منه كل عام .
وأضاف إن الدير مليئ بالابنيه وقاعات الخدمه الدينيه والاجتماعيه والانشطه الفنيه وحجرات للضيافه والاقامة لهذا اكد الاب لوقا علي اصرار الانبا يؤانس اسقف اسيوط علي وجود التكييفات داخل جميع الابنيه والكنائس استعدادا لموسم العذراء.
واشار إلى ان قوه جذب الدير يرجع الي اكثر من عامل منها مكانه العذراء الروحيه بين الناس ، ثم سمعه الدير علي مدار سنين طويله فقد يصل الزائرين في شهر اغسطس الي أكثر من مليون زائر ، فضلا عن وجود الدقه الشديده منذ وجود الانبا ميخائيل واستكمال الانبا يؤانس مسيرته من تغييرات وخلق نوع من الحداثه دون ان تتغير رساله الدير الروحيه.
كما نوه ان الدير لا يستقبل المسيحيين فقط بل كثير من المسلمين يأتون خصيصا لزياره العذراء مريم.
وصرح مصدر كنسي أن الدير يضم عدداً كبيراً من الاستراحات المجهزة لمبيت الزائرين والسياح خلال فترة الاحتفالات حيث تتضمن تلك الاحتفالات رفع الصلوات ونحر الذبائح.
وأضاف أن زوار الليلة الختامية للاحتفالية يصل عددهم إلى قرابة 5 مليون زائر فيما يقوم بخدمة الدير ورواده خلال تلك الاحتفالية قرابة 1000 متطوع من الشباب من الجنسين ويتم خلالها تعميد قرابة 5 ألاف طفل على الأقل.
وأشار إلى أن إدارة الدير أعدت عيادات طبية متخصصة بأطباء مقيمين مزودة بالأدوية اللازمة لمواجهة أية مشكلات صحية طارئة قد تواجه الزائرين.
ويقع دير العذراء بالجبل الغربي لمدينة أسيوط وعلى ارتفاع مائة متر من سطح الأرض، ويبعد عن المدينة عشرة كيلو مترات.
ويوجد بالدير مجموعه من الكنائس أقدمها كنيسة المغارة، وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا وهى منذ نهاية القرن الأول المسيحي، وترجع مغارة الدير إلى حوالي 2500 سنه قيل الميلاد، وبالدير كثير من الأبنية يصل بعضها إلى خمسة أدوار، وبها قاعات كبيره للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية، وحجرات للضيافة والإقامة.
وللدير رسالته الدينية، فمنذ فجر المسيحية استمر المسيحيون يتوارثون الإقامة به، ولما بدأت الحركة الرهبانية في القرن الرابع المسيحي قامت بهذه المنطقة أديره كثيرة للرهبان وللراهبات ومن أشهر الذين عاشوا به القدين يوحنا الأسيوطي. ويقيم الدير الصلوات وسر العماد يوميا، ويستقبل الزائرين من الساعة السادسة صباحا وبغلق أبوابه السادسة مساء ولكن يمتد الميعاد إلى الحادية عشر مساءا خلال شهر أغسطس، أما المبيت بالدير فيكون بموجب تصريح سابق.
ويعتبر دير العذراء بجبل أسيوط من المعالم السياحية الهامة في مصر يقصده ألوف من الزائرين أجانب ومصريين على مدار السنة ليتعرفوا على المكان الذي انتهت إليه مسيرة العائلة المقدسة ومنه بدأت رحلة العودة.
وتبدأ الاحتفالات الرسمية يوم 7 أغسطس وتستمر حتى 21 أغسطس الحالي من كل عام وهي الفترة الزمنية التي مكثتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر في هذا المكان .
ومع بداية المولد يبدأ الاقباط في الصيام لمدة 15 يوم، وتتمثل الأحتفالات ببداية الصلاة بالدير عند الساعة السابعة مساء وتمتد لمدة ساعتين يعقبها طواف حول الدير يتقدمة رئيس الدير وصور مريم العذراء وابنها السيد المسيح.
وفي نفس الوقت تستعد محافظة أسيوط بغرف عمليات وخطط تنفيذية لمتابعة موسم السيدة العذراء وتسهيل الحركة والتنقل من وإلي الدير.
كما أعدت مديرية أمن أسيوط بقيادة اللواء عاطف القليعي مدير أمن أسيوط خطة أمنية محكمة بالتنسيق مع قطاع الأمن العام والأمن الوطني والقوات المسلحة حيث تم إعداد مأموريات مرورية لتسهيل حركة السير ومنع التكدس المروري وتم وضع خطة أمنية وتجهيز تمركزات ثابته وقوات متحركة لتأمين محيط الدير ومناطق الدخول والخروج.