الرهبنة تعد القضية الأهم والأخطر في حياة الشاب، ومن أجلها يضحي بكل شئ وفي سبيلها يقدم على أي قرار، حيث يقرر أن يحيا حياة إنجيلية مثالية، فينعزل عن الآخرين في العالم ويتجه للمناطق البعيدة، ليحيا في هدوء وتأمل يلتمس منفعة الإنجيل ثم يتقابل معه من الأشخاص الروحيين المختبرين.

وفي ذلك اليوم منذ 28 ربيعًا توجه الدكتور الصيدلي وجيه صبحي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في 20 أغسطس 1986، وترهب في 31 يوليو في العام 1988 باسم الراهب "ثيؤدور"، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته ليصل فيما بعد إلى بابوية الكنيسة.

 

ونرصد أهم كلمات أخر ثلاث بابوات للكنيسة القبطية، الباب كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث والبابا تواضروس الثاني 

 

 

 

كان اسمه عازر يوسف عطا، ولد ببلدة طوخ النصارى بدمنهور في البحيرة في الجمعة 2 أغسطس من العام 1902، كان والده محب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفاني في خدمة أمه الأرثوذكسية حريصًا على حفظ تراثها.

 

 

عمل على دراسة كتب الآباء وسير الشهداء، وأكثر ما كان يحب أن يقرأ هو كتابات مار إسحق فاتخذ كثيرًا من كتاباته شعارات لنفسه مثل "ازهد في الدنيا يحبك الله"، و"من عدا وراء الكرامة هربت منه، ومن هرب منها تبعته وأرشدت عليه"

وقد اشتاقت نفسه إلى الإنفراد في البرية والتوحد فيها، فقصد مغارة القمص صرابامون المتوحد الذي عاصره مدة وجيزة متتلمذًا على يديه، فكان نعم الخادم الأمين. وفي يوم رسامته بكى البابا.

 

وقد سأله وقتئذ أحد الصحفيين عن مشروعاته المستقبلية، فكانت إجابته "لم أتعود أن أقول ماذا سأفعل ولكن كما رأى الشعب بناء كنيسة مارمينا بمصر القديمة وكان البناء يرتفع قليلًا قليلًا هكذا سيرون مشروعات الكنيسة".

 

ومن كلماته البارزة "يجب أن نقرن الصوم بالتوبة والانسحاق و الإعتراف بالخطية. مثلما صام أهل نينوى. ولبسوا المسوح و رجعوا عن طرقهم الردية. وعن الظلم الذي في أيديهم.

"لا يوجد شئ تحت السماء يكدرني أو يزعجني لأني محتمى في ذلك الحصن الحصين داخل الملجأ الأمين مطمئن في أحضان المراحم حائز على ينبوع من التعزية".

 

 

ولد نظير جيد يوم الجمعة 3 أغسطس1923، بقرية سلام بمحافظة أسيوط، رُسم راهبًا باسم أنطونيوس السرياني" في يوم السبت 18 يوليو1954، وقد قال قداسته أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش قداسته حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسًا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.

 

ومن كلمات قداسته، "مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه"، "محبة النفس ليست خطية، ولكن المُهم أن تتجه محبتك لنفسك إتجاهًا روحيًا، تحب لنفسك النقاوة والقداسة وتحب لنفسك أن تكون هيكلًا مقدسًا للروح القدس، وتكون بلا لوم أمام الله.

 

 

"لا توجد ضيقة دائمة تستمر مدى الحياة لذلك في كل تجربة تمر بك قل: مصيرها تنتهي، سيأتي عليها وقت وتعبر فيه بسلام، إنما خلال هذا الوقت ينبغي أن تحتفظ بهدوئك وأعصابك، فلا تضعف ولا تنهار، ولا تفقد الثقة في معونة الله وحفظه". 

"إننا أحيانًا لا نشكر لأننا نحسب الخير الذى نحن فيه أمرًا عاديًا لا يحتاج إلى شكر خيرات كثيرة أنت فيها ولا تشكر عليها كالصحة والستر لأنك تحسبها أمورًا عادية ولكن المحرومين منها يشعرون بقيمتها وإن حصلوا عليها يشكرون من العمق.

 

 

 

 

ترهب البابا تواضروس في 31 يوليو في العام 1988 باسم الراهب "ثيؤدور"، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته، وتحدث كثيرًا عن الرهبنة في العديد من اللقاءات و الاجتمعات الشعبية وأيضًا في المقالات.

 

 

وقال إن الرهبنة عاشت في أنظمة محددة تضمن سلامة الطريق ونقاوته فصار للأديرة رؤساء من الأساقفة وهم الذين يقومون باختيار من تناسبهم الحياة الرهبانية من الشباب، كما توجد "لجنة الرهبنة والأديرة" كإحدى اللجان المجمعية فى المجمع المقدس وتضم رؤساء الأديرة وتهتم بكل ما يتعلق بالشأن الرهبانى بالإضافة إلى وجود أحد الآباء الأساقفة من معاوني قداسة البابا مخصص لمتابعة مشكلات الرهبان أو الراهبات سواء الروحية أو الصحية.

ومن كلمات البابا الخالدة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" . " المحبة لا تسقط أبدًا".