الاثنين ١ اغسطس ٢٠١٦ -
٣٠:
٠٦ م +02:00 EET
بقلم : د. مجدى شحاته
فى الوقت الذى تمر فيه مصر بمرحلة حرجة من تاريخها المعاصر، فضلا عن الواقع الاقليمى المتردى والمتفجر بالارهاب ، الامر الذى يتطلب تكاتف وتلاحم أبناء ألوطن الواحد لتعزيز وحدته الوطنية وتفويت الفرصة أمام من يدبرون المؤامرات داخليا و خارجيا لبث الفرقة والانقسام بين المصريين . من هذا المنطلق ... وفى لقاء تاريخى ، استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أيام بقصر الاتحادية بمصر الجديدة قداسة البابا تاوضروس الثانى بابا وبطريرك الكرازة المرقسية والوفد المرافق لقداسته للوقوف على حقيقة الغضب القبطى المتصاعد ملازما لبعض الانتهاكات الطائفية فى الآونة الاخيرة . جاء اللقاء ليؤكد للعالم بأن ملف الاقباط فى مصر يقع ضمن أولويات الرئيس ، كما جاء اللقاء بمثابة رسالة طمأنة لللاقباط وتعبيرا صادقا عن مكانتهم فى النسيج الوطنى للدولة ، حيث أشاد الرئيس بما يتحلى به المسيحيون المصريون من روح وطنية وحكمة فى التعامل مع التحديات التى واجهها الوطن خلال السنوات القليلة الماضية . جاء اللقاء تعبيرا صادقا عن الاحترام الكبير الذى يكنه السيد الرئيس لشخصية البابا تاوضروس الثانى صاحب القيمة و القامة دينيا ووطنيا . فى الوقت الذى عبر فيه قداسة البابا عن شكره وامتنانه البالغين لهذه الدعوة ، مؤكدا عن ثقته الكاملة فى حسن ادارة السيد الرئيس لشئون البلاد ورؤيته الواعية للنهوض بالوطن . فى ظل اللقاء سادت حالة من الارتياح فى الشارع المصرى والذى جاء بمثابة خطوة ايجابية للتصدى لمثيرى الفتن المفتعلة ممن يحاولون من خلال مخططات ممنهجة النيل من وحدة ابناء الوطن الواحد بغرض ارباك الدولة واضعاف هيبتها ، بل يمكن ان نقول بان اللقاء جاء بمثابة صفعة قوية لكل من يحاول شق وحدة الصف المصرى . فى نفس الوقت لا يمكن ان ننكر او نتجاهل وجود علاقات متوترة فى بعض الاحيان بين ابناء الوطن الواحد وهنا ينبفى على من يهمه أمن واستقرارالوطن ، انتهاج سبل جديدة فى التعامل مع تلك الانتهاكات بعيدا عن الاساليب التقليدية والمعالجات الخاطئة التى تعتمد على المسكنات والجلسات العرفية وتقبيل الذقون والخطب الرنانة مع التهوين تبسيط الامور وعدم تفعيل وتطبيق القانون بكل الحزم والقوة وهو الامر الذى أكد عليه السيد الرئيس مرات عديدة .
ان المدخل الصحيح للمواطنة الكاملة بالاضافة لتطبيق القانون بكل الحزم ، يأتى من منطلق التطوير والنهوض بالمنظومة التعليمية بكاملها بدءا من الحضانة حتى التعليم الجامعى ، وهذا العمل يتطلب مزيدا من الجهد والوقت والمثابرة ، لبناء جيل جديد وقد تحرر من الافكار المتخلفة والمتطرفة التى ترسخت فى الاذهان والعقول على مدى عقود طويلة والتى تدعو بعدم قبول الاخروعدم احترام حرية الغير على أن يصاحب ذلك تجديد الخطاب الدينى وهو ما نادى به الرئيس أكثر من مرة . ياتى بعد ذلك دور الاعلام بكل أنواعه والذى يمثل المصدر الاساسى للمعلومات والذى يلعب دورا هاما فى تشكيل الوعى ونشر الفكر المستنير والترويج لمبادئ التعايش المشترك والتسامح وبث الثقافة التنويرية فى العائلة المصرية واحترام معتقدات الغير ومشاركة دور العبادة بجانب الاعلام من أجل دعم مبدأ قبول الاخر والاعتراف بأن الاختلاف هو سٍنه الحياة وأن والدين لله والوطن للجميع .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع