الأقباط متحدون - روح الاستشهاد
أخر تحديث ٠٥:٠٩ | الثلاثاء ٢ اغسطس ٢٠١٦ | أبيب ١٧٣٢ش ٢٦ | العدد ٤٠٠٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

روح الاستشهاد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عرض/ سامية عياد
على مر العصور وحتى اليوم تشهد كنيستنا أنواع من الاضطهاد والضيقات ،  تقف أمامها بصبر واحتمال قوية الإيمان صامدة دون تذمر ، ابنائها يقبلون الآلام حتى الموت على يقين أن لهم إلها لا ينعس ولا ينام ، هذا هو روح الاستشهاد أى قبول الآلام بفرح ..

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "روح الاستشهاد" حدثنا عن عدة أمور ينتج عنها روح الاستشهاد هى الإيمان أن الباب الضيق والطريق الكرب هو طريق الملكوت ، عدم الارتباط بأمور هذا العالم الزائل كما كتب معلمنا بولس الرسول "لأن ليس لنا هنا مدينة باقية ، لكننا نطلب العتيدة" ، التعلق بالسماء وطننا الحقيقى الذى يجعلنا نتخلى عن كل شىء ونقبل كل آلامنا بفرح ، التوبة والقلب النقى يهب الإنسان أيضا قوة الإيمان وبالتالى الاستعداد للاستشهاد بفرح .

كما أن قوة الاحتمال والصلاة من أجل المضطهدين وهو ما نراه فى أبنائنا اليوم بحيث تتحول قساوة الاضطهاد الى بهجة اقترابهم من السماء وبقدر احتمالهم الاضطهاد بفرح بقدر ما تكون آلامهم سببا فى قبول الكثيرين للإيمان ، النفس القوية وليست النفس المحطمة التى تقبل بكل فرح وسلام الآلام من أجل الرب والاحتفاظ بروح الرجاء ، الادراك أن قبول آلالام هو اشتراك فى آلام السيد المسيح "لأعرفه ، وقوة قيامته ، وشركة آلامه ، متشبها بموته" .

هكذا تأتى هذه الروح القوية ، روح الاستشهاد وقبول الآلام بفرح ، التى يجب أن يتمسك بها أبناء الكنيسة هذه الأيام ، فهكذا كان آباؤنا الشهداء دائما يحملون فى قلوبهم إيمانا صحيحا قويا ، وتراث قرون طويلة ، واثقين أنهم أبناء لأب قوى محب هو الله ، وأم قوية هى الكنيسة ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter