الأقباط متحدون - ماخلصناش من الفتنة الطائفية ..... هنتبلي بالفتنة العنصرية !
أخر تحديث ٠٦:٣٦ | الخميس ٤ اغسطس ٢٠١٦ | أبيب١٧٣٢ش ٢٨ | العدد ٤٠١٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ماخلصناش من الفتنة الطائفية ..... هنتبلي بالفتنة العنصرية !

مجلس النواب
مجلس النواب

نبيل المقدس
       لم أتصور حتي الأن كيف يتجرأ فرد مصري ذو الجذور القبطية القديمة .. يقدم إقتراحا في مجلس النواب , بإعطاء الشخص الأجنبي تصريحا للإقامة مدة 5 سنوات في دولة مصــر تحت ضمان إيداع وديعة معينة في البنوك المصرية .. لغاية هنا أقبل بمضض هذا القرار .. لكن لا يمكن اقبل أن نمنحه الجنسية المصرية بعد الإنتهاء من فترة الإقامة.

      ما زالت مصر تعاني من الفتنة الطائفية بين المصري المسلم المتطرف مع المصري المسيحي . لم يمر شهر من السنة الأخيرة إلا وتقع فتنة في محافظة المنيا .. وسوف لا اذكر تفاصيل هذه الحوادث , لكي لا أشعل مشاعر الشعب المصري , وخصوصا فهو يجتاز مرحلة خطيرة جدا سياسيا , وإجتماعيا , بالإضافة إلي إستشهاد كل يوم تقريبا  شاب من شبابها الجميل لكي يدافع عن أهله من جيوش طيور الظلام ..

    مصر تواجه الأن فصيل يريدها أن تتقهقر إلي بداية الكون , مستغلا الدين الإسلامي سلاحا له وتبريرا له في مواجهة مسيحيي مصر , ولا أنكر أنهم يعادون أيضا إخوتهم في الدين حيث يعتبرونهم كفرة , ولا يوجد فصيل غيره يحمل لواء الحق .

    ومن المؤسف أن أقرأ في بعض مانشتات المواقع عنوانا يقول " الحكومة المصرية تتجه لمنح الجنسية للأجانب بمقابل مالي " . هل وصل بنا الحال وبعد ثورتين عظيمتين بغرض رفع رأس المصري عاليا فوق الأمم ,  نتفاجيء بمثل هذا المانشت الوضيع الذي يشير أن مصر تبيع عرضها لأي احد أجنبي غير مصري بمقابل قيمة مادية ؟ .. وهل الجنسية المصرية أصبحت بعد 30 – 6 – 2013 تفتقر من يحملها من أبنائها الشرعيين ؟؟ هل الجنسية المصرية الخالصة بدأت تتخلص من أبنائها ... حاشا ؟؟ .. هل قَصّر أبناؤها عن واجباته نحو جنسيته ..ربما ؟ أستطيع هنا أن أعترف إننا فعلا كأبنائها بدأنا لا نقوم بواجباتنا نحوها علي أكمل وجه . لكن هي نفسها كمصر , لا يمكن أن تشكي  أبنائها ولا شعبها .. بل هي دائما الحاضنة لهم ... وهي تلفظ كل شخص غريب عنها .. والتاريخ يشهد علي ذلك .

    الجنسية المصرية جنسية متميزة .. لها مواصفات خاصة وهبها الله لأبناء مصر وأعطي لها عناية خاصة , وهذا واضح في وصيته لشعب مصر " مبارك شعبي مصر " .. الجنسية المصرية من أقدم الجنسيات ظهرت جليا في عمر الإنسان . لذلك فبيع هذه الجنسية تُقدر بقيمة حياة الإنسان منذ وجوده .. مَنْ لديه هذا التاريخ المديد لكي يستحق أن يكون مصريا ؟؟؟. صدق الزعيم المصري الأصيل مصطفي كامل عندما قال " لو لم أكن مصريا .. لوددت أن أكون مصريا "..
    إن كان هذا القرار مُجدي للإستثمار .. فهذا خطأ .. فالحكومة يمكنها أصدار قوانين خاصة تؤكد وتطمئن المستثمرين علي أموالهم وممتلكاتهم طالما يسيرون طبقا للقوانين المصرية , ولا يحيدون عنها. كما وهذا اقل واجب أن تجدد الحكومة إقامتهم هم وعائلاتهم كل خمس سنوات .

     الشعب المصري له تجربة وفشلت فشلا سريعا .. عندما تم الإتحاد مع دولة سوريا في سنة 1958 .. وبالرغم أن كل دولة إحتفظت بجنسيتها وثقافتها وكيانها , إلا ان هوية كل من الدولتين لم تتفقا .. وكان الفشل درسا عظيما لجميع الدول العربية , ويتعلمون أن فكرة الوحدة العربية هي ضرب من الخيال لعدم إتفاق هويتهم .

    اكيد نحن كشعب مصري اصيل فتحنا أذرعنا للمُهّجرين السوريين والعراقيين , عندما واجهوا ظلم الجماعات الإرهابية المتسترة وراء الدين في بلادهم , بالرغم من أن مصر كانت تتذوق نفس الإرهاب , لكن فشلت قوي الغدر في تحويل مصر إلي دويلات صغيرة مثل دولهم .. وكانت أحدي محاولاتهم هي إشعال الفتنة بين المسيحيين والمسلمين بإيعاز من الفصيل السلفي الموجود في مصر ينشر الكراهية والحقد بين فئات الشعب.  الأن تعيش مصر بين الحين والحين تحت وطأة الفتنة من جانب , بين مسيحييها ومسلميها وإن "كانت ليست عظيمة ", وتحت الإرهاب من جانب أخر. الأن السورييون يملأون مصر بأعمالهم ومشروعاتهم الممونة من إخوتهم المهاجرين المجهولين الملة , إلي اوربا وامريكا في زمن سابق . بدأوا يشترون الشقق في ارقي مناطق القاهرة والمحافظات الأخري .. و يدفعون أي مبالغ نظير الشقق والمحلات مما تسببوا في زيادة اسعار الشقق والمحلات والأراضي .. كما تسببوا في رفع قيمة الدولار امام الجنيه المصري إلي مستويات لم تحدث من قبل. كما لا نعرف هوية هؤلاء الذين يمدونهم بهذه الأموال الطائلة, هل هم من العلويين , أم شيعة أم سنة .. إلخ. 

    تعالوا بنا نتصور مصر بعد 5 سنوات إقامة لهؤلاء السوريين .. وطبقا للقانون الجديد سيمنحون الجنسية المصرية .. أصبحت مصر تأخذ علي عاتقها مسئولية فئة جديدة أقلية .. وهم السورييون .. كما علينا أن نعرف أن الأقلية السورية تتكون من عدة ملل وطوائف .. فتصير مصر مسرحا كبيرا للعمليات الإرهابية .. وإلي معارك فتن عديدة معقدة فكل ملة تدافع عن فكر ملتها ..  وتصبح مصـــر في خبر كان.. الإسلام ضد المسيحيين .. السوريين ضد المصريين عموما .. والسورييون ضد أنفسهم . 

     نحن نرفض رفضا باتا هذا القرار .. فمصر عاشت بشعب واحد .. وبهوية واحدة .. لم تستطع أي دولة إحتلت مصر طيلة عمرها العميق أن تتطبع بطبع وصفات هذه الدول ... حتي انها لم تتطيع بطبع القبائل العربية .. بل نقلت إلي كل الغـزاة ثقافتها وأخلاقياتها وفنها وعلومها .  
    مصـــر ستصبح مصــــر بشعبها المصري القديم بهوية مينا ورمسيس وعبد الناصر .
 اخيرا اوجه كلمتي إلي مَنْ يريدون هدم مصر .. " ارفعوا إياديكم عن مصر " !!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع