محرر الأقباط متحدون
وُلدت فايزة رشدي في مدينة الإسكندرية وكان اسمها الأصلي مريام بونين، علماً بأنها كانت الابنة البكر لأسرة يهودية ذات 4 أولاد. وقد تُوفي والدها عندما كانت طفلة تبلغ 7 أعوام من العمر مما جعلها تبدأ بتقديم العروض في مرحلة مبكرة من حياتها للمساهمة في إعالة الأسرة. وشاع صيتها سريعاً بفضل ما تحلَّت به من صوت عذب حيث بلغ الأمر مسامع إحدى منظِّمات العروض في القاهرة التي عرضت على الفتاة الانتقال إلى العاصمة المصرية.
وغيرت مريام اسمها ليصبح فايزة رشدي تكريماً للمطربة والممثلة المصرية الشهيرة فاطمة رشدي التي قدمت لها الرعاية. ورغم تألق نجمها في جميع الدول العربية فقد قررت فايزة رشدي الهجرة إلى إسرائيل عام 1951 عندما كان تبلغ 30 عاماً من العمر. وذكرت صحيفة “معاريف” في تقرير لها أن “فايزة كانت تحبّ الثقافة العربية التي بادلتها الحبّ لكنها كانت تشعر بعد وفاة والدتها أنه لم يبقَ هناك شيء يبرر إقامتها [في مصر]”.
غير أن فايزة رشدي لقيت الصعوبات في التأقلم مع الواقع الإسرائيلي. واقتصر مشوارها الفني طيلة 40 عاماً في إسرائيل على تقديم العروض بالعربية خاصة مع الفرقة الموسيقية التابعة لإذاعة صوت إسرائيل باللغة العربية بقيادة الموسيقار زوزو موسى. كما أنها قامت بين حين وآخر بجولات لتقديم عروضها في أوروبا، حيث كان المعجبون يتوافدون على عروضها، لكنها لم تتمكن من إعادة تحقيق نجاحها الهائل في مصر.
وتزوّجت فايزة رشدي مرّتيْن لكنها انفصلت عن كلا زوجيْها. وقد رُزقت بابنتها يافا خلال سنيّ زواجها الثاني وعندما بلغت 40 عاماً من العمر. ولدى بلوغها سن 70 عاماً قررت فايزة رشدي اعتزال الفن ثم توفيت عام 2003 عن عمر يناهز 81 عاماً. غير أن تراثها الفني ما زال على قيد الحياة حيث وجهت فايزة رشدي وهي على فراش الموت طلباً واحداً لا أكثر إلى ابنتها الوحيدة: “أسردي قصة حياتي ولا تسمحي بنسيانها”. ولبّت الابنة يافا هذا الطلب بكل طاعة ومحبة حيث كانت ثمرة مجهودها المسرحية الفردية المسماة “أنا فايزة” التي أسعف الحظ المطربة الراحلة لمشاهدته قبل وفاتها والذي نال الجائزة الأولى في مهرجان “تيآترونتو” المسرحي الإسرائيلي.
وقالت يافا توسيا ابنة المطربة الراحلة فايزة رشدي في حديث لصحيفة “معاريف” إن المسرحية كانت بالنسبة لها الأداة التي مكنتها من مواجهة الصعوبات التي كان ينطوي عليها المرض العضال الذي ألمّ بوالدتها. وتجدر الإشارة إلى أن فكرة المسرحية انطلقت أصلاً من رغبة يافا في عرض مسرحية عن كوكب الشرق أم كلثوم مما جعلها تكتشف حقيقة تقديم سيدة الغناء العربي ووالدتها بعض العروض المشتركة على خشبة نفس المسرح.