محرر الأقباط متحدون
وافق الأسبوع الجاري ذكرى مرور عامين على حملة دولية سنت لصد زحف تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية والذي إدى إلى فرار الآلاف من أهالي القرى الواقعة على مقربة من جبل سنجار في شمالي العراق، وذلك خوفا من هجمات بالأسلحة الثقيلة شنها التنظيم على أراضيهم.
وكان الضحايا من الإيزيديين- وهي مجموعة دينية- يعتبرهم مسلحو تنظيم الدولة "طائفة كافرة."
وفر مئات الإيزيديين إلى الجبال، ومات منهم كثيرون من شدة الحر، بينما ذبح عناصر التنظيم معظم الأسرى لديهم من الرجال القادرين على القتال.
أما النساء والفتيات ممن وقعن أسيرات في يد التنظيم فتحولن إلى سبايا يعشن جحيما بشكل يومي.
ويقول بيل ويلي، كبير محققي اللجنة الدولية للعدالة والمساءلة، إنه من الواضح أن تنظيم الدولة الإسلامية يحتفظ بصورة ذهنية عن الاستعباد الجنسي.
وأضاف أن هناك ادلة تشير غلى أن مسلحي التنظيم شنوا هجمات في العراق منذ منتصف عام 2014 بهدف استعباد الإيزيديين، وتعمدوا عدم إيذائهم في المعارك وأخذهم "سبايا حرب" واقتادوا هؤلاء النساء والفتيات وأخضعوهن لحياة الاستعباد الجنسي.
تحديد المسؤولين عن تجارة الرقيق
حدد فريق من المحققين المخضرمين في جرائم الحرب، خلال تحقيقات تمولها حكومتا كندا وألمانيا، 49 شخصا يمتلكون عبيدا فضلا عن 39 رجلا آخرين ممن لديهم مراكز بارزة في البنية التحتية لتنظيم الدولة.
وركز فريق التحقيقات على "واضعي سياسات التنظيم" وهم المسؤولون عن تنظيم عمليات الاستعباد بأسلوب ممنهج، واقتياد النساء كرها عبر شمال العراق وسوريا.
وقال ويلي، الذي عمل في مناطق الحرب من البلقان إلى الكونغو : "تحدثنا إلى المئات والمئات من النساء ممن وقعن في أسر داعش."
وأضاف : "بالطبع نحن لا نتحدث عن نساء، نحن نتحدث عن فتيات أعمارهن 10 و12 و14 عاما، يعيشن في الأسر ويملكهن أفراد كإماء منذ عامين، وتعرضن للاغتصاب مرات عديدة".
"أريد أمتين اثنتين"
أظهر فيديو العام الماضي، صوره أعضاء في تنظيم الدولة أنفسهم، مقاتلين يناقشون صراحة "سوق السبايا" أي سوق العبيد من النساء.
وسأل أحدهم "أين فتاتي الإيزيدية؟"
وقال شخص آخر :"أريد اثنتين".
وقال ثالث : "إن كانت زرقاء العينين سأدفع أموالا أكثر".
وسعى أحدهم إلى تبرير نواياهم زاعما أن سوق العبيد أو المزاد "فرض".
ورسم المحققون خارطة تدفق توضيحية تظهر المسار المنظم لعبيد تنظيم الدولة الإسلامية، من مكان أسرهن على مقربة من جبل سنجار إلى تلعفرأو سجن بادوش في شمالي العراق، ثم إلى الموصل حيث يجرى تصنيفهن بحسب من يستعد منهن لاعتناق الإسلام وآخريات يرفضن ذلك.
ويقول المحققون إن حتى تغير الديانة لم يعف كثيرات من الوقوع في الاستعباد الجنسي.
وبحسب خارطة التدفق التوضيحية يجري تحويل النساء والفتيات في سن التاسعة إلى سوق في مزرعة بالرقة لتحديد "قيمتهن".
ويباع البعض منهن بقيمة 13 دولارا، في حين تصل قيمة آخريات إلى 6680 دولار، فضلا عن "هبة" بعضهن لمقاتلي التنظيم بدون دفع أي قيمة.
"ليسوا جند محمد"
يرغب ويلي في محاكمة المسؤولين عن ذلك، ليس كأرهابيين، بل باعتبارهم مجرمين.
وقال : "نريد أن نبين أن هؤلاء الرجال مجرمون".
وأضاف : "إنهم ليسوا جنود خليفة أو جند محمد، إنهم ليسوا مقاتلين من أجل الإسلام، إنهم مجرمون."
ويأمل المحققون في إنشاء مثل هذه المحكمة في أربيل في كردستان العراق، لكنهم يعترفون أن ذلك مازال بحاجة لبعض الوقت.
لذا عرضت الأمر على رجل يرأس وحدة التحقيقات الجنائية لداعش، طلب تسميته ب "جيم"، وسألته أليس من الخطر أن يضيع كل عملهم الشاق هباء في النهاية؟
أجاب قائلا : "في كثير من الحالات تأتي العدالة بعد وقف الأعمال العدائية" والوقت ربما ليس في صالح المتهمين المزعومين.
ويعتقد أن بعضهم، قتل في المعارك المستمرة في العراق، مثل ذلك الرجل الذي يدعى أبو علاء العفري، وهو مدرس سابق ذهب وأصبح التنظيم يطلق عليه "أمير سنجار."
ويعتقد أن آخرين مثل شخص يدعى حاج بكر، مازال على قيد الحياة وطليقا، بينما يفكر البعض الآخر في الهرب من المنطقة، وربما إلى أوروبا.
لكن آخرين وجدوا أنفسهم حاليا على قائمة أسماء المطلوبين في الخارج، وذلك مع تكثيف قوات التحالف غاراتها على الأراضي الخاضعة لتنظيم الدولة، وكذا عمليات تقوم بها قوات خاصة يشرف عليها التحالف.
واستغرق تقديم هؤلاء المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في رواندا ويوغسلافيا سنوات طويلة. ويأمل بيل ويلي وفريقه في أن تفضي جهودهم إلى تقليل هذه المدة عندما يتعلق الأمر بجريمة استعباد جنسي في شمالي العراق.