الوقوف في وجه الإرهاب بالكلمة والمواقف ليس شيئًا هينًا بل إنه يترتب عليه مخاطر كثيرة من الممكن أن تعرض المدافع عن الوطن والإنسانية من شروره الإرهاب بالكي من نيرانه، وهذا ما حاولت أيدي الإرهاب الخبيثة للتعرض للشيخ على جمعة، المفتي السابق للديار المصري، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، اليوم الجمعة، وذلك أثناء دخوله مسجد فاضل في منطقة غرب سوميد، في الحي المتميز بمدينة 6 أكتوبر.

 

حيث كان المصليين بالمسجد ينتظرون قدوم المفتي السابق  لأداء شعائر الصلاة كما عودهم كل صلاة جمعة، إلا أنهم سمعوا صوت إطلاق نار لحوالي 9 طلقات من أسلحة آلية، وتحطم للزجاج، لكن شاء القدر أن يكتب عمر جديد للشيخ علي جمعة.

 

 

بعد ما فشلت محاولة الاغتيال الدنيئة أطلق الشيخ علي جمعة تصريحات عبر التلفزيون المصري قائلًا فيها "الأن هذه المحاولات هي نهاية الجماعات الإرهابية التي تريد فسادًا في الأرض ولا تريد أن تستمع إلى النصيحة، وأكد الشيخ أن "عليهم أن يتوقفوا عن الكذب والإفتراء والفساد الذى ينفذونه فى مصر من كل اتجاه".

 

كما أنه على عادة الخوارج كلاب أهل النار وحبهم للعيش فى الدماء حاول شرذمة من الفئات الضالة الاعتداء على الدكتور على جمعة، عند باب المسجد وهو فى طريقه لأداء صلاة الجمعة ولكن عناية الله عز وجل حفظت الشيخ من كل مكروه وسوء، كما ذكر مكتب الدكتور علي جمعة في بيانا له.

 

 

 

في مارس 2010 شارك الدكتور علي جمعة، في مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف، الذي عقد بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بالمملكة السعودية، وقد أكد  الدكتور علي جمعة فيها أن الإسلام يبيح الكفاح المسلح لدرء العدوان ومقاومة المعتدي، وإن "جهاد الدفع جهاد مطلوب" مستدلًا بأدلة من القرآن الكريم.

كما أوضح خلال مشاركته في المؤتمر أنه حتى مقررات جنيف الأولى والثانية تجيز مقاومة المعتدي باعتبار ذلك كفاحًا مسلحًا لا إرهاباً مستشهدًا بالحالة الفلسطينية وأن ذلك ينطبق عليها.

 

 

دائمًا ما يطلق الدكتور علي جمعة  تسميته الفكر الإرهابي بفكر "الخوارج"، ووضح ذلك في مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف، وجاءت التمسية لأن هذا الوصف أطلقه باعتبار أن هؤلاء الإرهابيين يخرجون على المسلمين ويسفكون دماءهم ويروعون، وأن النبي صلى  الله عليه وسلم وصف الخوارج بأنهم "كلاب جهنم.

ووضح أمر الجهاد وموقف حكام المسلمين منه أن الجهاد يتطلب "المُكْنة" أي القدرة والإمكانية والاستطاعة، ولذا غضب النبي صلى الله عليه وسلم حين طلب منه أصحابه وهو بمكة أن يقاتلوا المشركين، وكذلك في صلح الحديبية.

 

 

طالب الدكتور علي جمعة، بتطبيق ما أسماه بـ"فقه الحب" من أجل محاربة الإرهاب والتطرف، وتنفيذ مبادرات لتعريف الناس بأخلاق الصحابة والإسلام، والتي تتناقض مع ما نراه من أعمال تفجير وإرهاب واستهداف للأبرياء، فخلال ندوة كان قد أقامتها مكتبة الإسكندرية في يناير الماضي، قال "جمعة" إن لو كنا نشرنا فكرة الأخلاق منذ زمن، وعلى رأسها الرحمة والحب لما وجدنا كل هذا الكم من الإرهاب والقتل والفساد"، وأكد أن التفجيري يكره الحياة ولا يعرف الحب.

 

كما طالب جمعة على ضرورة تكثيف الحديث عن فقه الحب في المناهج والإعلام لدحض فقه الكراهية الذي تتبناه جماعات التطرف، والذي تجعل منتسبيها يكرهون الحياة والآخرين حتى يكرهون أنفسهم في النهاية، وتابع: "لو بحثنا فى تراثنا الإسلامي لوجدنا أعلام لهذا الفقه، ومنهم جلال الدين الرومي".