د. ميشيل فهمي
** شــــعب بيستعبط .. ودولة تستهبِلّ
** الأُكذوبة الكُــــبري : ( مجانية التعليم ) في مصــــر
** يسرق المدرسون من قوت الشعب حوالي ٣٠ مليار جنيه سنوياً
** الدولة تصرف عٓبـثاً مليارات الجنيهات سنوياً علي تعليم خاطئ
وفاسِــــدّ
** جامعة الأزهر الطائفيِــــة وكُلياتها تُنْفق ٩ مليارات جنيه ســــنوياً
علي منظومة تعليم تُفرٍخٌ التمييز الديني والطائفي
** نظام التعليم المجاني في مصر ، لا مثيل له في العالم
الظروف والأجواء الإقتصادية والإجتماعية والسكانية والعالمية والثقافيــًة في عـام ١٩٥٢ ، تختلف تمامــــاً عن عام ٢٠١٦ ، أي أن مصــــر بعد ٦٤ عامـــاً ، هي غير مصــــر في الخمسينيات ، فكـــيف يتأتى لدولــة تُعاني من مشاكل إقتصادية جٓمٓــة لا لتقص مواردها فقط
بل لِســـوءّ التصرف في مواردها، كيف لها أن تعيش في أكذوبة أنهـــا تُقدمّ تعليم ( مجاني ) في جميع مراحل التعليم ، يلتهم مئات المليــارات من الجنيهات سنوياً بدون منتوج إيجابي يعود علي تنمية الموارد البشرية بالدولة والتي هي في أشد الإحتياج إليها ، بل هذا الإنفاق الضخم يعود بمردود سلبي تماماً ..... أعتي الدول تنظيماً وأغناها ثروات وأضخمها ميزانيات لا تقدم التعليم المجاني لشعوبها في كافة مراحل التعليم ، إلا في مصــــر حيث التهريج المالي في التصرف بإيرادات الدولة ، بِعْنتريات زائفة وعشوائيات تُنْتِج فساد في الإدارة ، وعدم الإقتراب من تابوهات ناصرية لم تعُدّ تصْلُحّ ولا تتماشي لا مع الظروف العالمية ولا المحلية ، غالبية دول العالم المتقدمة تعرف مجانية التعليم في مراحله الأولية الإلزامية ، ثم تعتمد علي منح المجانية بعد ذلك للمتفوقين فقط ، لكن الإستهبال الحكومي المصري ( المجانية من الحضانة حتي الجامعة ) ... وهذا تحطيم في كيــــفّ المُنْتٓج التعليمي ، وهدم وهٓدْرّ لموارد الدولة ، بالمجانية الكاذبة لأن المدرسيين والمعلمين العاملين بمنظومة التعليم ما هم إلا ( لصوص ) يسرقون من أموال الشعب المصري ما يزيد عن ٣٠ مليار جنيه لتعليم أولادهم بعيداً عن المدارس الحكومية المجانية ، لكن السرقة تتم تحت سمع وبصر الجميع ، هذا المبلغ الرهيب يُقْتطعٌ من أفواه الأُسرّ المصرية ورفاهيتها ومستوي معيشتها للصوص المدرسين الخصوصيين لعدد أكثر من ٢١ مليون تلميذ وتلميذة ، لكافة مراحل التعليم ما قبل الجامعي ، والذين يتقاضون ملــــــيارات الجنيهات مرتـبات من الدولة أيضـــاً ، ومعني ذلك ( الدروس الخصوصية من الحضانة حتي الجامعة )
هذا غير الدروس الخصوصية الخاصة بالتعليم الجامعي وغير مصاريف المدارس والجامعات الخاصـــــة
هل نضحك علي أنفسنا ؟ أم نضحك من أنفسنا ؟
خاصة مع التهديدات الخطيرة للزيادة السكنية الرهيبة التي تبتلع ميزانيات بالمليارات !
الحــــل
****
يجب الإنتباه لهذا الإستعباط والإستهبال ، ووقفّ إســــتنزاف موارد الدولة بلا طائل ، بل بخسارة مادية ومالية وأخلاقية من سـوء مُنْتج يعود علي الدولة والشعب بالوبال ، فقد رأينا الغش والسرقة والتدليس والتزويروالرشاوي في الكيان التعليمي المصري ، والذي استمر أعوام ولم يُكْتٓشفّ بفضائح علي مرأي ومسمع من العالم ، إلا هذا العام فقط وهذه كارثــــة بل كــــوارث كُــــبري تقف أمامـــها الدولــــة الرخْـــــوة ّ عاجزة عن إتخاذ أي جراحات علاجية باترة وحاسمة لأمراض إستمرت عقـــــود . ناهيك عن المناهج البالية والمنتهية الصلاحية ، والتي خارج نطاق العصر في كافة المراحل التعليمية .
يجب تشكيل اللجان المتخصصة فوراً ، وإستدعاء خبراء تعليميين من الخارج مثل اليابان وإنجلترا وألمانيا ، وتوجه خبراء مصريين تعليميين بصحبة خبراء إقتصاديين وماليين في بعثات للدول المتقدمة تعليمياً لبحث ودراسة نُظِمها ، وكل هذه اللجان والبعثات ، تجتمع لوضع نظام تعليمي مصــــري حديث ومتطور من حيث المناهج والإدارة والمصروفات والرسوم في وجود مدرس ومعلم ( متعلم ) و ( فاهم ) جوهر العملية التعليمية ، لدخل وراتب يستحق مجهوداته ، وتُحٓـــــرمّ وتُجٓـــــرمّ الدروس الخصوصية تمامــــاً ، وتُوٓجٓــه مبالغها أو جزء منها الي المصروفات الرسمية للمدارس .....
أعرف أن هــــذا الحــــل قــد يستغرق أعوامــــاً ، لكن البِـــدء به فــــــــــــوراً.... هو الأهـــــم بل المهم .
لأن ما هو جــــــاري في الدولــــة المصريــــة حاليــــاً في منظومـــــــــة التعليــم لا يتناسب ولا يتماشي مع العصر ، ولا مع خطط التنميـــــــــة المستقبلية لمصــــــر ، بل ينفع للعصر الحجــري .
فهــل نبـــــدأ ؟