الأقباط متحدون - يوم أن دعا المصريون «يا رب انصر الحجاب على البكينى»!
أخر تحديث ٠٨:٥٠ | الثلاثاء ٩ اغسطس ٢٠١٦ | مسرى ١٧٣٢ش ٣ | العدد ٤٠١٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

يوم أن دعا المصريون «يا رب انصر الحجاب على البكينى»!

خالد منتصر
خالد منتصر

بداية هذا المقال ليس مناقشة لفرضية الحجاب أو عدم فرضيته وليس غرضه الدعوة إلى البكينى أو الهجوم عليه، المقال ليس له علاقة بكل ذلك، ولكن له علاقة بطريقة التفكير العملى العلمى الغربى مقابل التفكير المظهرى الشكلى المصرى، لذلك على المتربصين أصحاب شعار «امسك إباحى» أن يتريثوا قليلاً قبل كتابة اتهامات الكفر والزندقة وأن يهدأوا قبل تشيير شتائم الأم والأب التى اعتاد عليها لسان وقلم الإخوانجية والسلفيين وأشباههم من سماسرة الدين،

أن يشجع المصريون وأنا منهم فريق مصر فى مسابقة «فولى بول» الشاطئ فهذا أمر طبيعى وشرعى وفرض عين، لكن أن ينتفض فريق من المصريين مشجعاً رافعاً شعار «يا رب انصر الحجاب المصرى على البكينى الألمانى» من منطلق انتصار الفضيلة على القباحة، هنا تكون الإشكالية الفكرية، وتكمن المأساة العقلية وتترسخ وتتجذر الكارثة الذهنية!، أولاً: المسابقة اسمها الكرة الطائرة الشاطئية، والبعثة قبل سفرها تعرف اسم المسابقة وشروطها، شاطئية يعنى بحر وحر ورمل ورطوبة وتلزيق وعرق.. إلخ، واللاعبة الألمانية قد ارتدت البكينى لسبب بسيط وهو أنه زى ملائم لهذه اللعبة، مثلما استخدمت النظارة لحمايتها من الرمل، والتى اندهشت أن لاعباتنا لم ترتديها!، اللاعبة الأجنبية لم تحضر بالبكينى اجتماع مجلس إدارة أو قداس كنيسة،

ولكنها لعبت به ماتش «فولى بول» على شاطئ البرازيل، ولو كانت تلك اللاعبة تمارس رياضة التزحلق على الجليد لكانت قد تكلفت وغطت جسدها من الشعر حتى أخمص القدم كالمنتقبات لأن اللعبة تستدعى ذلك، ولو كانت تمارس الغطس فسترتدى بدلة الغطس، ليس لأنها حشمة ولكن لأنها عملياً وعلمياً هى المناسبة لتلك الرياضة، إذاً المسألة ليست لها علاقة بحلال وحرام أو حشمة وعرى، ثانياً: البنت المصرية التى لعبت بزى المحجبات والمعذورة لأنها ضحية ثقافة تختزلها فى مجرد عورة متحركة وشيطان إغوائى ومصدر شهوة مزمن، وخطيب جامع وداعية تليفزيون أخبراها أنها فى قاع النار وأنها ناقصة عقل ودين وأنها حتى لو تعطرت فهى زانية، هذه اللاعبة لم تسافر إلى ريو دى جانيرو لتدخل الجنة، ولكن لتدخل النهائيات، ولا لكى تصعد إلى الفردوس ولكن لكى تصعد إلى منصة التتويج، ولا لكى تفوز بلقب الحاجة ولكن لكى تفوز بالميدالية، وهى تعرف جيداً أنها سافرت فى بعثة رياضية وليست فى فريق إنشاد دينى، ثالثاً: على قدر كمية العرق وحجم الجهد وكمية التدريب ودقة التخطيط سيتحدد المكسب وليس على قدر كمية الإيشاربات أو حجم الطرح أو طول البنطلون!!،

لذلك كسبت الألمانيات اللاتى ركزن فقط فى اللعبة، وليس فيما سيقوله الجيران ويلت ويعجن فيه أهل النميمة، رابعاً: الملابس عموماً والملابس الرياضية خصوصاً، لم تخلق لكى تكون لافتات دينية وإنما هى الشىء لزوم الشىء، وكله يخضع للعلم، وعندما فرح المسلمون فى بقاع الأرض بالمايوه الذى يغطى الجسم والذى صممته إحدى الشركات وأثبت فعاليته فى منافسات السباحة، وتخيله أهل العرب انتصاراً مؤزراً للمايوه الشرعى وفتحاً مبيناً لدعوات عمرو خالد ومصطفى حسنى، لم يدركوا أن هذا المايوه قد خضع لدراسات علمية دقيقة وكان الهدف الوحيد لصانعيه من كفار أمريكا وأوروبا ليس صناعة المايوه الشرعى، ولكن صناعة البطلة والبطل الأولمبى!!، لكنه الهوس الجنسى والعصاب الدينى الذى يجعلنا نتغاضى عن إبداعهم فى حسابات مقاومة المياه الأقل للمايوه والطفو الأعلى الذى يحدثه، الهوس الذى جعلنا نركز فى الأفخاذ التى يكشفها المايوه ولا نركز فى حساباتهم ودراساتهم العلمية لأفضلية مادة الفوم على جلد سمك القرش فى صناعة المايوه!!، الحقيقة الدامغة هى أن الشعوب تتقدم بالتفوق العلمى وليس بالنفاق الدينى، وللأسف إحنا ما زلنا نهزر والناس بره واخدينها جد، والمصيبة أننا لسه فاكرين أننا الأفضل أخلاقاً والأعلى ضميراً وأن لنا الأسبقية فى حجز كل مقاعد الجنة.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع